يتضمن {مهرجان الدراما العربية}، ضمن فعالياته، منح جوائز لأفضل الأعمال التي ناقشت ثورة 25 يناير بشكل أصيل غير مُقحم على الأحداث، وأكثرها تأثيراً في نفس المشاهدين، وأفضلها عموماً في 2013، إلى جانب تكريم قنوات الدراما وفنانين...

Ad

يوضح رئيس المهرجان محمد عرب أن الهدف منه الاستفادة من المسلسلات في تنشيط السياحة، لا سيما بعدما حققت الدراما التركية ذلك في بلدها، وتقييم ظاهرة الإنتاج العربي المشترك الذي يفرز أعمالا قيّمة، ويوسع شهرة النجوم خارج بلدهم.

بدوره يرى المهندس صبحي نصر، نائب رئيس مجلس إدارة المهرجان للشؤون الفنية والإدارية، أن أفضل اسم لهذا المهرجان، من وجهة نظره كرجل صناعة، هو {صناعة الدراما}، لأن الدراما صناعة تكملها الموهبة، وليست موهبة فحسب، مشيراً إلى أن أهمية المهرجان تكمن في التأثير الذي تحدثه الدراما لدى المشاهدين الذين تدخل بيوتهم من دون استئذان.

خطوة جريئة

يشيد عضو لجنة تحكيم {مهرجان الدراما العربية} الفنان محمود قابيل بفكرة المهرجان ويصفه بأنه خطوة جريئة لتشجيع الدراما العربية (أحد أهم مصادر الدخل القومي)، لأنها تضاهي في مستواها التركية، ويستدل على حديثه بمسلسل {جذور} الذي شارك في بطولته العام الماضي.

يعزو نجاح الدراما التركية إلى اعتمادها على المناظر الخلابة ومظهر الفنانين المشاركين فيها، وليس قصتها، مؤكداً أن سيناريو المؤلفين المصريين لا يُعلى عليه، ويضيف: {حينما اكتشف المنتج مفيد الرفاعي أن السر في عين المشاهد قرر تصوير {جذور} في أجمل المناطق بين مصر وبيروت، ونسق مع مصممة ملابس في ما يتعلق بأزياء الممثلين والممثلات، إلى جانب تميز القصة التي كتبتها كلوديا مارشليان، والتصوير للشاب صاحب الرؤية المبدعة فيليب أسمر}.

بدوره يصف عضو لجنة تحكيم المهرجان الكاتب محمد الغيطي الإبداع الدرامي بأنه أيقونة حياة المؤلف الذي تدور بينه وبين عمله قصة عشق، وحالة من العزف المنفرد؛ فيشعر أنه يملك الكون، يبتكر شخصيات، وأحداثاً، مشيراً إلى أن أهمية هذا المهرجان تأتي من كونه صوتاً إعلامياً ثقافياً فنياً، خارج معسكر الأمن والشرطة، يخبر العالم العربي أن مصر آمنة، وقادرة على الصمود أمام جيوش الإرهاب وميليشيات الإخوان، وتقديم صورة مشرفة للعرب، لا سيما بعد قيام بعض الأفراد بتجنيد إعلاميين وأدباء في تركيا لإبراز روعة بلدهم، في ظل حكم الإخوان، من خلال أعمالهم الدرامية، وآخرين للحديث عن الانقلاب والانقلابيين، وأن مصر أصبحت مستنقعاً من الدماء، {هنا يكمن دور الدراما العربية في منافسة الدراما التركية لإثبات أن بلادنا حرة، وتتنفس إبداعاً وثقافة}.

يشيد محمد الغيطي بالمهرجان باعتباره مبادرة شخصية من مجموعة من الأفراد، وليس من جهة حكومية، ويتمنى أن تنظم الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني احتفالية أخرى بالتعاون مع الفنانين.

هجمة شرسة

يشيد المخرج عمرو عابدين بفكرة تقديم مهرجان للدراما العربية في الوقت الذي يتعرض فيه الفن إلى هجمة شرسة من جهات عدة، ويضيف: {مصر راعية للفن على الدوام، لذا أرجو من صانعي الدراما العربية أن يتحدوا ويكونوا فريق عمل متكاملاً لتقديم دراما تنال استحسان المشاهد}.

ويتمنى عابدين أن يدعم المهرجان الدراما في ظل منافسة مثيلتها التركية التي تتميز بروعة الدوبلاج إلى جانب المناظر الطبيعية، ما يعني أنها من دون هذه العناصر لن تحدث التأثير نفسه لدى المتفرج، لذا ينصح بمشاهدتها من دون دوبلاج لمعرفة حقيقتها.

اقتراح جيد

رغم الازدياد في كم المسلسلات الدرامية التي تعرض على مختلف القنوات سنوياً، فإن لا وجود لمهرجانات تحتفي بها، من خلال تسليط الضوء على الناجحة منها وتقديم جوائز لصانعيها بهدف تشجيعهم لتقديم مزيد منها، ومناقشة ما يدور على الساحة الدرامية، وقد يتم ذلك أحياناً إنما ضمن مهرجانات سينمائية وإعلامية.

يُشار إلى أن ثمة محاولات أجريت، لكنها لم تحقق النجاح المتوقع، من بينها {مهرجان اتحاد الإذاعة والتلفزيون} و{مونديال ماسبيرو}.

في هذا الإطار، تلفت الناقدة ماجدة موريس إلى أن {مهرجان الدراما العربية} اقتراح جيد لأنه، منذ توقف {مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي} الذي كان يقيمه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، توقف الاهتمام بشؤون الدراما وما يقدمه المبدعون على مدى أربع سنوات، مع أن الإنتاج الدرامي في ازدياد؛ إذ وصل العام الماضي إلى 40 مسلسلا رغم الثورات والفوضى، ما يعني أن ثمة مبدعين ومنتجين لديهم ما يريدون تقديمه لهذا الوطن.

تضيف: {في مصر خمسة مهرجانات سينمائية دولية لا تقيمها جهات رسمية، بل جمعيات أهلية للثقافة والفنون، آخرها مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية الذي أقيمت فعالياته منذ حوالى أسبوعين، فلماذا لا تتقدم جمعية تهتم بفنون الدراما التلفزيونية وثقافتها بعيداً عن مسألة مشاهدتها؟}.

تؤكد موريس أن المهرجان لا يقلل من {مونديال الإذاعة والتلفزيون} الذي تقيمه مؤسسة أخرى، أو {مهرجان الإذاعة والتلفزيون} الذي كانت تقيمه وزارة الإعلام المصرية ويحرص المبدعون العرب على حضوره، لأن أهمية هذه المهرجانات تنبع من الاهتمام بالدراما العربية في المنطقة العربية بأسرها.

وتطالب موريس بإعادة التركيز على الدراما التلفزيونية، والعمل على تطوير فكرة المهرجانات، وتنظيم طاولة مستديرة سنوية تناقش شؤون الدراما العربية وتدور محاورها حول أسئلة عدة منها: هل تتقدم الدراما أم تتراجع؟ وإلى أي مدى أثرت الدراما التركية على مكانتها؟

تؤكد أنه لا يمكن جذب المشاهد من الدراما التركية ما لم تقدّم أعمال أفضل منها، {بالتالي نحن مدعوون لبحث كيفية تقديم دراما تجذب الجمهور، خصوصاً أن جمهور الكنبة أوسع الجماهير انتشاراً في مصر والعالم العربي}.