بعد فوضى السلاح والميليشيات التي عاشتها ليبيا منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي، يبدو أن البلاد ستغرق في أزمة سياسية معقدة، بعد أن مدد المؤتمر الوطني العام لنفسه مع انتهاء ولايته، وتم ابعاد رئيس الحكومة علي زيدان عن السلطة ومن بعدها رفض عبد الله الثني تشكيل حكومة بسبب ضغوط «عسكرية» عليه، والآن يبدو أن تعيين أحمد معيتيق رئيساً للحكومة سيساهم في تعميق الأزمة أكثر وأكثر، ما سيضع الانتخابات المقررة في مهب الريح.

Ad

فقد صادق رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) نوري ابو سهمين أمس على تعيين معيتيق، وهو رجل الأعمال المدعوم من الإسلاميين رئيساً للحكومة المؤقتة، وذلك بعد أن ابطل نائبه عز الدين العوامي قرار التعيين مساء امس الأول بعد أن أدى معيتيق اليمين.

وجاء في نص قرار المؤتمر الوطني العام الموقع من أبو سهمين: «يعين احمد معيتيق رئيسا للحكومة المؤقتة ويكلف بتشكيل حكومته وتقديمها الى المؤتمر الوطني العام لنيل الثقة خلال مدة اقصاها 15 يوما من تاريخ هذا القرار».

كما أشار النائب طاهر المكني إلى ان القرار وقعه بالفعل ابو سهمين الغائب عن الساحة السياسية منذ عدة اسابيع، لتلقيه علاجا في الخارج، ويطالب عدة نواب باستقالته، والذي لم يحضر جلسة التصويت امس الاول. وكان العوامي، الذي ترأس جلسة التصويت وجّه في وقت متأخر من مساء أمس الاول، رسالتين الى الحكومة وأعضاء المجلس جاء فيها ان انتخاب معيتيق هو «إجراء باطل مخالف للقوانين ولا مجال للاعتداد به وتنفيذه، وعلى الحكومة الحالية الاستمرار كحكومة تسيير أعمال الى ان يتم منح الثقة لحكومة بديلة وفقا للإجراءات القانونية والدستورية السليمة».

وأضاف انه «بنتيجة التصويت لاختيار رئيس جديد للحكومة المؤقتة حصل السيد احمد عمر معيتيق على 113 صوتا، بمعنى انه لم يحصل على اغلبية 120 صوتا، وهي النصاب القانوني الذي اقر لتعيين رئيس وزراء جديد بعد سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق علي زيدان».

وخلا منصب رئيس الوزراء، عقب استقالة عبدالله الثني قبل ثلاثة اسابيع، على خلفية هجوم شنه مسلحون على عائلته بعد شهر من توليه منصبه.

وبدأ البرلمان عملية الاقتراع لانتخاب خليفة للثني الأربعاء الماضي، إلا ان الجلسة أرجئت بعد ان اقتحم مسلحون على صلة بمرشح مهزوم مبنى البرلمان وأصابوا عدة اشخاص.

وجاء تولي الثني لرئاسة الحكومة لفترة قصيرة خلفا لعلي زيدان الذي غادر البلاد، بعد ان طرده النواب لفشله في وقف محاولات المتمردين في منطقة شرق البلاد المضطربة بيع النفط بمعزل عن حكومة طرابلس.

(طرابلس-  أ ف ب، رويترز)