بدأ البيت الشيعي في العراق، المتمثل في التحالف الوطني، مرحلة جديدة من الاستعدادات لخوض مسألة حسم مقعد رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة، بعد تسريبات وتوقعات بفوز أغلب الكتل الشيعية في عملية الاقتراع للانتخابات التشريعية.

Ad

بعد الانتهاء من العملية الانتخابية والتسريبات التي تشير إلى فوز الكتل الشيعية في التصويت في 30 أبريل الماضي، يبدو ان التحركات بدأت لترتيب "البيت الشيعي" من الداخل لخوض معركة رئاسة الحكومة.

ورغم الخلاف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، أعلنت الهيئة السياسية للتحالف الوطني العراقي أمس تشكيل لجنة لمراجعة النظام الداخلي للتحالف، وإدخال التطويرات في المرحلة المقبلة.

وكان زعيم المجلس الإسلامي العراقي الأعلى عمار الحكيم، الذي يتوقع ان يفوز ائتلاف "المواطن" التابع له بثاني أكبر كتلة في مجلس النواب، طالب بإعادة هيكلة التحالف.  

وقال رئيس التحالف إبراهيم الجعفري، في بيان، إن "التحالف الوطني عقد جلسة حضرها ممثلو الكتل التي تشكل التحالف الوطني، ووقفوا عند تحقيق الفوز الوطني الذي حظي باحترام الشعب العراقي"، مبينا ان "الهيئة السياسية شكلت لجنة من ثماني شخصيات لدراسة النظام الداخلي للتحالف وما يتطلبه من تطورات جديدة في بنوده".

وأوضح الجعفري ان "التحالف الوطني ركز على ضرورة تأمين أجواء جيدة ومتكاملة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وردم الفجوة التي حصلت في الماضي، والتي تسببت في عرقلة بعض الإنجازات"، مضيفا: "تطرقنا كذلك إلى الموازنة، وأهمية الإسراع في إقرارها، خصوصا أن الفصل الانتخابي لايزال قائما، وإن كان يشارف على الانتهاء، لذا جرى تأكيد ضرورة مخاطبة مجلس النواب للبت في هذا الموضوع".

وعد الجعفري "الفوز الوطني الحقيقي قد تحقق لكل القوائم، وكل الكتل، وكل الشخصيات، وكل محبي وأصدقاء العراق في مختلف مناطق العالم، وإلى كل الذين يتطلعون إلى التجربة العراقية الرائدة فإنها تتعافى يوما بعد آخر، وتتحدى كل الصعوبات والمشاكل".

واشار إلى أن "روح التفاؤل والعزيمة للمرحلة القادمة قوية، والثقة قوية، والجميع اتفقوا على أن الموسم الانتخابي المنصرم كان فوزا وطنيا، وتعبيرا عن نجاح العملية السياسية رغم بعض القضايا البسيطة التي حصلت في الشارع".

وأكد أن "الجميع اجتمعت كلمتهم على أن العملية الانتخابية كانت ناجحة، والتحالف الوطني حقق تقدما"، داعيا الى أن "يتحول هذا التقدم داخل التحالف الوطني إلى المزيد من التماسك، ومزيد من التماسك في التحالفات الأخرى، ليصل إلى هدفه، وهو تحقيق الحالة الوطنية، حتى نعبر إلى البرلمان، والحكومة، ونقرب، ونلغي الفجوة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية".

واضاف أن الاجتماع ناقش التقرير الأمني الميداني الذي قرأه رئيس الوزراء نوري المالكي، مشددا على ان "هناك تقدما ملحوظا يبشر"، وأن "الأرقام الميدانية التي طرحها المالكي مطمئنة".

«الأحرار»

في غضون ذلك، اعتبرت كتلة الأحرار النيابية، التابعة للتيار الصدري أمس، نتائج الانتخابات المتداولة بأنها أرقام "تفاؤلية" لا واقع لها، مؤكدة أن "الرقم الصحيح هو ما ستعلنه مفوضية الانتخابات، ولا نريد استعجال الأمور والتقليل من مكانة أي كتلة".

وقال المتحدث باسم الأحرار جواد الجبوري إن "تشكيل حكومة الأغلبية المقبلة متوقف على قدرة أي كتلة في إقناع الآخرين بالدخول معها، ومرهون بالقدرة على التفاوض مع الكتل الأخرى لتشكيل تحالف عريض يضمن الأغلبية السياسية"، لافتا الى أن "التحالف الوطني ملتزم بالديمقراطية".

وأضاف الجبوري أن "سكوتنا عن التجديد للولاية الثالثة سيكون بالضد من الرأي العام، ورأي المرجعيات، وتكريسا للشخصنة والاستفراد"، موضحا أن "هذا ضد الديمقراطية والإرادة العامة"، مؤكدا ان "ائتلاف دولة القانون لم يترك أي كتلة سياسية إلا وخلق أزمة معها، وهو يعيش فرقة يصعب معها تشكيل الأغلبية".

الفلوجة

ميدانيا، اعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس تطهير منطقة الهياكل والمجمع السكني والنعيمي في مدينة الفلوجة من عناصر "داعش".

وقالت الوزارة، في بيان، إن "قواتنا البطلة قامت بتطهير منطقة الهياكل والمجمع السكني والنعيمي جنوب الفلوجة من فلول داعش الإرهابية"، مضيفة أن "القوات المسلحة تواصل عملياتها العسكرية بكل شجاعة واقتداء".

إلى ذلك، أفاد مصدر في الشرطة العراقية أمس بأن مجموعة مسلحة اختطفت سبعة محامين وسط العاصمة بغداد.

وقال المصدر إن "مسلحين مجهولين يستقلون خمس عجلات مدنية حديثة اقتحموا مكتبا للمحاماة وسط بغداد، وقاموا باختطاف سبعة محامين، بعد أن حطموا كاميرات المراقبة الموجودة في المكتب"، مضيفا أن "قوة أمنية طوقت مكان الحادث، ومنعت الاقتراب منه، بينما نفذت عملية دهم وتفتيش لتحرير المخطوفين والقبض على الخاطفين".

(بغداد - د ب أ، رويترز)