في خطوة جديدة تضيف مزيداً من العراقيل أمام "جنيف 2"، أعلنت 19 مجموعة سورية مقاتلة رفضها المشاركة في المؤتمر مخونة أي شخص يشارك فيه، في حين أحكم المقاتلون الأكراد سيطرتهم على بلدة اليعربية ومعبرها إلى العراق.

Ad

اعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة أمس أن المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" لحل النزاع هي "خيانة"، وذلك عشية وصول الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الى دمشق وفي وقت تصاعدت حدة المعارك قرب الحدود العراقية وفي حمص وسط سورية.

وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة تلاه مساء أمس الأول زعيم كتيبة "صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ، اعتبرت هذه المجموعات أن "مؤتمر جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا". وحذر البيان من أن "المؤتمر حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سورية وإجهاضها"، وأن "المشاركة فيه ستعد متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة (...) تستجوب المثول امام محاكمنا"، مؤكدا ان "اي حل لا ينهي وجود الاسد (...) سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا".

ومن الموقعين على البيان كتائب "لواء التوحيد" و"أحفاد الرسول" و"أحرار الشام" و"صقور الشام"، وهي من أبرز المجموعات المقاتلة ضد الأسد.

 

روحاني والإبراهيمي 

 

في سياق متصل، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس أن إيران لن تدخر أي جهد لإعادة الهدوء إلى سورية. وقال روحاني خلال استقبال الإبراهيمي في طهران حيث بحثا القضايا المتعلقة بالأزمة السورية إن "من دواعي الأمل أن العديد من الدول توصل إلى نتيجة بأن الأزمة السورية ليس لها حل عسكري ويجب تسويتها سياسيا"، وأضاف أن "إيران على أهبة الاستعداد لبذل كل الجهود ولعب دور إيجابي سواء في جنيف 2 أو في أي مبادرة أخرى من أجل استقرار سورية". 

وأكد روحاني أن "الجميع يؤكد ضرورة تحديد المستقبل السياسي في سورية من خلال إجراء انتخابات حرة تجري بمشاركة جميع شرائح الشعب السوري... ولكن المشكلة تكمن في كيفية تجاوز المرحلة الراهنة التي تمر بها سورية والوصول إلى الظروف المطلوبة".

وشدد على أن "جمهورية إيران الاسلامية ترى ان مواصلة المساعدة الانسانية ومنع الارهابيين من دخول سورية وتدمير الاسلحة الكيماوية وطرد المجموعات الارهابية، من بين الخطوات الاولى لارساء سلام دائم في هذا البلد"، مشيرا الى أن "انقسامات المعارضة ووجود مجموعات ارهابية لا تعترف بالحكومة ولا بالمعارضة، وعدم وجود وجهة نظر مشتركة بين جيران سورية وكذلك الدول الكبرى (...) تشكل مشكلة كبيرة في المساعي الرامية الى ارساء السلام".

وكان الابراهيمي شدد أمس الأول على ضرورة اشراك طهران في "جنيف 2"، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المعارضة السورية. ومن المتوقع أن يصل الإبراهيمي اليوم الى دمشق لاستكمال جولته الإقليمية التي شملت الى جانب إيران تركيا والاردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان.

 

اليعربية 

 

ميدانياً، وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، سيطر مقاتلون أكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، بعد سيطرتهم على المعبر الذي كان في أيدي مقاتلين جهاديين من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة" وكتائب مقاتلة اخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. 

وقال المرصد إن "وحدات حماية الشعب الكردي (الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) سيطرت بشكل شبه كامل" على البلدة التي دخلتها يوم الجمعة الماضي، مشيراً الى أن "الدولة الإسلامية" المرتبطة بـ"القاعدة" دعت الجهاديين للانضمام اليها في محاولة استعادة البلدة.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض اتهم في بيان الجيش العراقي "بقصف معبر اليعربية الحدودي (...) بتنسيق مع ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي"، إلا ان المرصد السوري قال ان هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة". كما اتهم "الجيش الحر" النظام بشن غارات على البلدة لدعم الأكراد، إلا أن مصادر كردية معارضة قللت من شأن هذه الأنباء، مشيرة الى أن بعض أطراف المعارضة السورية يتعاطى بعدائية مع أي أمر له علاقة بالأكراد. 

 

لاهاي 

 

الى ذلك، أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية أمس أن سورية سلمت برنامج تدمير الترسانة الكيماوية في المهل المحددة. وقالت المنظمة في بيان إنها "تؤكد ان الجمهورية العربية السورية سلمتها الخميس 24 اكتوبر الاعلان الاولي الرسمي لبرنامجها للاسلحة الكيماوية"، مؤكدة أن دمشق "التزمت بالمهلة المحددة". وأضافت المنظمة ان هذا الاعلان "يتيح وضع الخطط الهادفة الى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للاسلحة الكيماوية المعلنة، إضافة الى منشآت الانتاج والتجميع". 

(دمشق، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، الأناضول، كونا)