تورب: الحرب العالمية كانت نقطة تحوّل في كتاباتي
استدعت الكاتبة الدنماركية كريستن تورب ظروف كتابتها لروايتها «إله الصدفة» المترجمة إلى اللغة العربية ضمن جلسة سردية في الملتقى الثقافي.
اعتبرت الكاتبة الدنماركية كريستن تورب أن انتقالها إلى الحياة المدنية عقب أحداث الحرب العالمية الثانية أثر إيجاباً في نتاجها الإبداعي، مشددة أنها تستلهم من الشعر حكايات كثيرة لتنسج تفاصيل رواياتها.جاء ذلك ضمن استضافة الملتقى الثقافي مساء أمس الأول للروائية الدنماركية «كريستن تورب» بمصاحبة الروائية والمترجمة دُنى غالي في مقر الملتقى الثقافي للحديث عن تجربتها مع الكتابة والرواية، وذلك ضمن محاضرة بعنوان «في الحياة والكتابة»، بينما قدم الندوة الكاتب محمد جواد.
بداية، وصف الروائي طالب الرفاعي هذه الجلسة بأنها خاصة جداً بالنسبة له وبالنسبة لأعضاء الملتقى لاسيما أن الملتقى الثقافي يستضيف الكاتبة الدنماركية كريستن تورب في ظل وجود كوكبة من الكُتّاب العرب مثل الروائي الكبير إسماعيل فهد والروائي المصري عبده جبير.وبدورها، عبرت الروائية كريستن تورب عن سعادتها بهذه الدعوة، مؤكدة أن حديثها في المحاضرة سيتطرق إلى بدايتها مع الكتابة، وبعد ذلك تتحدث عن رواية «إله الصدفة»، وأشارت تورب إلى أنها نشأت في قرية صغيرة وتربت على القصص الجميلة وعلى حكايات الجيران ما شكّل لها دافعاً لاقتحام مجال الكتابة، كما اعتبرت انتقالها إلى المدينة بعد الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في حياتها المهنية، وأضافت: طرأ الكثير من التغيرات على المجتمع الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، تأثرت كثيراً بالأحداث التي كانت موجودة في الخمسينيات، فاستطعت أن أكتب سلسلة من الروايات أصف فيها الحالة من الخمسينيات إلى الثمانينيات والتطورات التي حدثت في هذه الفترة. واعتبرت تورب الشعر ملهماً لها في بعض الكتابات، مبينة أنها لا تستطيع الاستغناء عن الشعر وتعتمد عليه كثيراً في الرواية. «إله الصدفة»واستطردت في الحديث عن مكونات روايتها «إله الصدفة»، موضحة أنها حاولت الابتعاد عن جذورها ودخول العالم الجديد في الرواية وتجردت هذه الرواية من الطريقة التقليدية للكتابة، وبدأت الحكاية معي عندما سافرت في أحد الأيام إلى إفريقيا وتحديداً إلى غامبيا في رحلة سياحية، التقيت حينها بفتاة مراهقة انتهت علاقتي معها بعد وقت بسيط، وفوجئت بعد سنوات أنها بعثت لي رسالة، وبعد ذلك أصحبت هذه الفتاة الشخصية الرئيسية في الرواية.وتابعت: أقلقتني كثيراً هذه الرسالة وتوقعت أنها تحتاج إلى المساعدة أو تحتاج إلى المال، فبدأت في كتابة الرواية وكانت الشخصية الرئيسية في الرواية عبارة عن امرأة في جيل ابنتي تعمل في فرع في كوبنهاجن لشركة عالمية، ومن خلال عملها قررت أن تضحي بالعائلة وبالأطفال وأن تتزوج العمل، طبيعتها كانت مستقلة وتسعى دائماً أن يكون لها مال ومرتب عالٍ يحميها بدلاً من الرجل، وبعد ما أنهكها العمل قررت إدارة الشركة أن تبعثها في رحلة سياحية إلى إفريقيا لتسترخي قليلاً، وعند وجودها في إفريقيا شاهدت الفقراء وما يعانون هناك وكان هذا اللقاء قد هزها من الداخل لأنها قمعت الجانب الروحي من حياتها من أجل العمل، وعندما التقت السيدة بالفتاة الإفريقية كانت خائفة جداً من هذه الفتاة أن تقوم بسرقتها وأن تنتقم منها لأنها غنية، وهذا اللقاء هو الذي شكل الدراما الرئيسية في الرواية، حتى حاولت هذه السيدة أن تجعل من هذه الفتاة صورة أخرى لها، ولكن جميع محاولاتها فشلت بسبب رفض الفتاة أن تكون مشروعاً لها، ما أغضب السيدة كثيراً لأن الفتاة رفضت أن تكون من الطبقة الناجحة.في رواية «إله الصدفة» انتقلت تورب بالقارئ بين ثلاث بيئات مختلفة، من عاصمة الدنمارك كوبنهاجن إلى إفريقيا وإلى العاصمة البريطانية لندن، وتحاول تورب التوغل في الجانب النفسي والاجتماعي والسياسي والديني لأبطال الرواية من خلال تسليط الضوء على الفوارق بين الغني والفقير وبين الأبيض والأسود وبين السيطرة والضعف.يُذكَر أن رواية «إله الصدفة» تمت ترجمتها ضمن سلسلة إبداعات عالمية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ترجمت الرواية دنى غالي، وراجعت الترجمة عواطف جون ضاحي، وتمت ترجمتها في نهاية عام 2013.