الأسد يتفقّد مهجري عدرا... وقواته تتجه لاستعادة يبرود

نشر في 13-03-2014 | 00:04
آخر تحديث 13-03-2014 | 00:04
No Image Caption
• «داعش» ينفّذ مجزرة بجرابلس
• «النصرة» تعلن إصابة «أمير القلمون»
• أوروبا تقر عقوبات ضد بشرى الأسد
في خطوة نادرة تعكس ثقته المتزايدة بعد قرابة 36 شهراً من انطلاق شرارة الثورة على نظامه، تفقّد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أوضاع المهجرين في مركز لإيواء النازحين في عدرا بريف دمشق، في وقت فرضت قواته مدعومة بحزب الله اللبناني سيطرتها على أجزاء من شمالي يبرود في القلمون بريف العاصمة الشمالي، حيث تحتدم المعارك في هذه المدينة منذ أكثر من شهر مع كتائب المعارضة.

قام الرئيس السوري بشار الأسد، المنتشي من إحراز قواته مكاسب ميدانية إضافية جعلتها تستعيد زمام المبادرة في الصراع السوري الذي يدخل عامه الرابع مطلع الأسبوع المقبل، بزيارة تفقدية مفاجئة للمهجرين في مركز إيواء الدوير بعدرا في محافظة ريف دمشق، التي يشهد شمالها معارك ضارية فرض على إثرها النظام سيطرته على الأجزاء المحيطة بمدينة يبرود في القلمون.

وبينما نشر الحساب الرسمي لمكتب الأسد على «تويتر» صورة له، وهو يتحدث إلى أطفال ونساء في مركز الدوير، أفاد التلفزيون السوري بأن «الرئيس تجول في أماكن إقامة المهجرين في المركز واستمع لاحتياجاتهم»، مبيناً أنه شدد على «مواصلة الحكومة تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها».

محاربة الإرهاب

وقال الأسد، الذي كان آخر ظهور علني له في يناير حين شارك في صلاة في مسجد في دمشق، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن «الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والإرهابيين الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهم».

وتقع عدرا شمال شرق دمشق، وكانت مسرحاً لمعارك بين مسلحي المعارضة وقوات النظام، التي أطلقت في ديسمبر هجوماً واسع النطاق لإخراج مقاتلي المعارضة منها.

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن قوات النظام مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» بسطت سيطرتها الكاملة مساء أمس الأول على منطقة زراعية على الطرف الشمالي لمدينة يبرود آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالي دمشق.

وذكرت المصادر التي كانت على اتصال بمقاتلين على الأرض، أن الجيش السوري قتل العشرات من مقاتلي المعارضة أثناء سيطرته على منطقة مزارع ريما خارج البلدة، مبينة أن «الجيش أصبح قبالة يبرود مباشرة».

أهمية يبرود

ومن شأن السيطرة على يبرود مساعدة القوات الحكومية السورية في تأمين الطريق البري الذي يربط معقله على ساحل البحر المتوسط مع العاصمة دمشق، ويقطع خط الإمدادات على مقاتلي المعارضة عبر الحدود من لبنان. وفر آلاف الأشخاص من يبرود والمناطق المجاورة لها بعد تعرضها للقصف الشهر الماضي قبيل بدء الهجوم. ويقدر عدد سكان يبرود بين 40 و50 ألف شخص، وتبعد نحو 60 كيلومترا شمالي دمشق.

وفي وقت سابق أمس قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطيران الحربي أسقط براميل متفجرة على مزارع ريما وأحياء في يبرود.

مجازر «داعش»

في المقابل، أعدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) 22 شخصاً إثر سيطرته على منطقة في ريف مدينة جرابلس في شمال سورية أمس الأول.  وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن عناصر «داعش» نفذوا عمليتهم بالرصاص والسلاح الأبيض اثر سيطرتهم على منطقة الشيوخ في ريف مدينة جرابلس، مبيناً أن القتلى هم «12 مسلحاً من المعارضة على الأقل، وعشرة رجال آخرين لم يعرف ما اذا كانوا يحملون السلاح». وكان تنظيم الدولة الإسلامية فرض سيطرته الكاملة الشهر الماضي على مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.

بدورها، أعلنت جماعة «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» مساء أمس إصابة «أميرها» بالقلمون. وقالت، في بيان على حسابها على تويتر «أصيب أمير جبهة النصرة (لأهل الشام) في القلمون أبومالك»، موضحة أن إصابته «جاءت بعد استهداف مجموعة مسلحة في حي القامعية في يبرود». وكانت «النصرة» أعلنت في وقت سابق مقتل أحد أبرز قيادييها العسكريين أبومحجن الجزراوي في معارك دارت في قرية مورك الواقعة في محافظة حماة.

عقوبات أوروبية

من جهة أخرى، صادق القضاء الأوروبي أمس على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد شقيقة الرئيس السوري بشرى الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جدا بالنظام لمجرد كونها من أفراد الأسرة، وهي كذلك أرملة نائب رئيس الأركان السابق آصف شوكت. وأدرجت بشرى الأسد على لائحة العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي ضد سورية والمتمثلة بمنع تأشيرات دخولها أو العبور عبر أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد وتجميد الأرصدة. وصرحت المحكمة الأوروبية بأن «حقيقة أن السيدة الأسد هي شقيقة الرئيس السوري كافية بحد ذاتها»، لكي يكون الاتحاد الأوروبي «قادراً على اعتبارها مرتبطة بالمسؤولين في سورية». وأشارت المحكمة إلى أن «أهداف المجلس قد تفشل إذا لم تشمل الخطوات المقيدة سوى مسؤولي النظام السوري، لأن المسؤولين المعنيين سيكونون قادرين على الالتفاف على تلك القيود عبر أقربائهم».

على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس الأول استمرار التعاون مع روسيا حول قضايا عدة أبرزها تدمير الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال كارني، خلال مؤتمر صحافي، «أود أن أشير إلى أنه في ما يتعلق بالأسلحة الكيماوية في سورية، لعبت روسيا دوراً رائداً في جعل نظام الأسد يتعهد بجمع مخزون الأسلحة، وإخراجه من البلاد وتدميره، لذا فإن لديها مسؤوليات تجاه المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتها».

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top