الحريري يعود إلى لبنان فجأة ويشارك في اجتماع أمني حكومي
الاستحقاق الرئاسي وتداعيات عرسال أبرز أسباب عودته... وبري يستغرب تأخر السلاح الفرنسي
بعد ثلاث سنوات قضاها في منفى اختياري بين فرنسا والسعودية، عاد زعيم تيار المستقبل إلى لبنان قادماً من جدة، في وقت يخوض فيه الجيش اللبناني معركته ضد الإرهاب، ويواصل البرلمان تخبطه في اختيار رئيس الدولة.
في وقت حساس جدا يمر به لبنان، عاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعدالدين الحريري، بصورة مفاجئة أمس، إلى بيروت، في أوج مواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في بلدة عرسال المتاخمة للحدود السورية.واستهل الحريري نشاطه بزيارة ضريح والده رفيق الحريري في وسط بيروت، ثم توجه إلى السرايا الحكومية، حيث استقبله حرس الشرف على بساط أحمر قبل أن يلتقي رئيس الوزراء الحالي تمام سلام، الذي أشركه في اجتماع أمني حضره معظم الوزراء، لبحث التطورات الأمنية.واكتفى الحريري بدردشة مع الصحافيين لدى مغادرته السرايا، قائلاً: "عودتي إلى لبنان جاءت بعد الهبة السعودية للجيش التي سنعالج كيفية تنفيذها".وعن الضمانات لأمنه الشخصي قال "إن شاء الله خير، والله يحفظ الجميع".دعم ومعاركوعشية عودته، أعلن الحريري، من جدة، تقديم السعودية مليار دولار للجيش اللبناني، الذي يخوض معارك عنيفة ضد إرهابيين في بلدة عرسال، من أجل تعزيز إمكاناته للحفاظ على أمن لبنان.وخاض الجيش معارك دامية غير مسبوقة في عرسال مع متطرفين وصلوا من سورية. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 17 عسكريا لبنانيا وعشرات المسلحين والمدنيين قبل الاتفاق على هدنة بفضل وساطة رجال الدين السلفيين.لكن لايزال المسلحون يحتجزون 19 جنديا و17 شرطيا، بعد أن أفرجوا عن ثلاثة شرطيين الثلاثاء، وثلاثة عسكريين أمس الأول.خدمة الأسدمن جهته، قال مصطفى علوش القيادي في تيار المستقبل إن "الحدث القائم في عرسال وتداعياته وخطورته على العيش المشترك دفع الرئيس الحريري للعودة لإدارة الأمور".وعبر علوش عن اعتقاده بأن الأذى الأكبر لما يحدث في سورية هو دخول التطرف في هذه الحرب، ما يشكل أكبر خدمة للرئيس السوري بشار الأسد.بدوره، قال النائب من تيار المستقبل، أحمد فتفت، إن الحريري "اختار الوقت المناسب، وعودته ستعطي دفعا إيجابيا في جو مظلم في لبنان". من جهة أخرى، رحب رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان، في تصريح، بعودة الحريري، آملا أن يكون المناخ قد أصبح مؤاتيا للحوار المباشر بين القوى السياسية.وأضاف أن "الحريري سيبحث ملفين، الأول هو الملف الأمني والإفراج عن الجنود وعناصر قوى الأمن المخطوفين وإعادة إعمار عرسال، والملف الثاني رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن "إقامته ستكون طويلة، وسيشارك في انتخابات مفت جديد للجمهورية".بريبدوره، أبدى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أمس الأول أمام زواره ارتياحه إلى قرار مجلس الوزراء فتح باب التطوّع في الجيش والقوى الأمنية، وقال أمام زوّاره أمس: "هذا ما طالبنا به دائماً، ولكنّ المستغرب حتى الآن أن لبنان لم يتلق من فرنسا حتى الساعة أي طلقة نارية في نطاق هبة الـ3 مليارات دولار التي قدّمتها السعودية للجيش اللبناني.وأكد بري أن ما قبل عرسال ليس كما بعدها، معتبراً أن عودة نحو 1800 لاجئ سوري الى بلدهم مسألة مهمة للغاية، وسبق للجميع أن طالب بعودة اللاجئين الى المناطق الآمنة في سورية، وبُحَّ صوت المعنيين من المطالبة بعلاقات دبلوماسية بين البلدين، داعياً الى ترجمة ذلك.وشدد على أنه من الآن فصاعدا لابد من التعامل مع مخيمات اللاجئين بطريقة مختلفة، وعدم التساهل في هذا الموضوع بعدما تبينت علاقتها مع المسلحين.وكشف أنه تبين أن أعدادا من العرساليين تعاونوا مع المسلحين، وسيأخذ القضاء مجراه، مؤكداً أنه لا غطاء فوق رأس أحد، رافضا أي شكل من أشكال التفاوض والمقايضة بين الدولة والمسلحين، وخصوصا مع سجناء رومية، معرباً عن خشيته من أن يصبح لبنان أمام اعزاز جديدة.اختفاء المسلحينميدانياً، توارى المسلحون المتطرفون عن الأنظار في بلدة عرسال في شرق لبنان، أمس، بعد خمسة أيام من المعارك الدامية مع الجيش اللبناني دفعت لاجئين سوريين للعودة إلى بلادهم. ولم تسجل أي اشتباكات، أمس، وتمركزت ناقلات الجند ودبابات وآليات تابعة للجيش في مدخل عرسال.وبدت البلدة في الأوّل خالية من المسلحين على طرقاتها وعند مداخلها، وقد ذُهل أهاليها من حجم الأضرار الهائل، ولاسيّما في محلة رأس السرج، حيث تمركزت المعارك.(بيروت- أ ف ب، د ب أ)بعد ساعاتٍ قليلة من وصوله، انتشرت صورة للحريري وهو يُمسك الهاتف بيده محاولاً التقاط «Selfie» مع عمّته النائبة بهية الحريري، خلال زيارتها بيت الوسط، أمس، فيما كان المحيطون به يلتقطون الصور والابتسامات تفترش وجوههم التي بدا عليها الارتياح، بعد أشهر من السكون والحركة الرتيبة اللذين طغيا على هذا البيت، ولاسيّما إثر اغتيال الوزير محمد شطح، لكنه الآن بات يعجّ بالمهنئين بعودة رئيس تيار المستقبل إلى لبنان.