خرقت إسرائيل هدنة إنسانية أعلنتها من جانب واحد لمدة سبع ساعات، بعد دقائق من دخولها حيز التنفيذ، صباح أمس، في معظم مناطق قطاع غزة باستثناء رفح، حيث تستمر المواجهات، وقتلت طفلة وأصابت 30 شخصا بجروح في غارة جوية استهدفت منزل في مخيم الشاطئ.

Ad

وبمقتل هذه الطفلة تصل حصيلة القتلى الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي أمس إلى 16 قتيلا، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في الثامن من يوليو الماضي إلى 1860 قتيلا ونحو 9400 جريح.

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، في بيان صحافي، أن "استهداف منزل عائلة البكري غرب غزة مع بدء توقيت التهدئة الإسرائيلية دليل على كذب الاحتلال، وأن التهدئة المعلنة هي للاستهلاك الإعلاني فقط، وندعو إلى استمرار الحيطة والحذر".

إلى ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن مواجهات اندلعت، أمس، في باحة المسجد الأقصى بعد دخول متطرفين يهود إليها، بين شبان فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية وعيارات مطاطية.

وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب إن "132 متطرفا يهوديا اقتحموا" باحة المسجد.

من جهتها، صرحت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، بأن "عشرات من الشبان العرب الملثمين قاموا برشق الحجارة والمفرقعات باتجاه قوات الشرطة المصطفة قرب باب المغاربة مع فتح أبواب الحرم القدسي الشريف، صباح أمس، أمام الزوار اليهود والأجانب"، مضيفة أن "الملثمين قاموا مسبقا بوضع عوارض حديدية وحواجز مختلفة على بوابتين من مداخل المسجد وإغلاقها من الداخل لمنع قوات الشرطة من الدخول".

ولاحقا، قتل إسرائيلي وصف بأنه يهودي متدين يقيم في القدس، وأصيب خمسة آخرون بجروح في اصطدام جرافة يقودها شاب فلسطيني من حي جبل المكبر بحافلة إسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، بينما قتلت الشرطة الشاب.

ووقع الحادث على خط التماس بين القدس الشرقية والغربية، بينما تجمع عشرات الإسرائيليين في الموقع ورددوا هتافات "الموت للعرب"، وقامت الشرطة الإسرائيلية بإجلاء عشرات العمال الفلسطينيين في موقع بناء قريب إلى حافلة حاول بعض الإسرائيليين مهاجمتها.

جهود التهدئة

وفي إطار الجهود المبذولة لوضع حد لتدهور الأوضاع في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي، عقدت فصائل فلسطينية من بينها ممثلون عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي أول اجتماع رسمي لها مع وسطاء مصريين في القاهرة أمس، على أمل تمهيد الطريق إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يمكن أن يصمد.

وتركزت المحادثات التي تمت تحت إشراف المخابرات المصرية على مطالب وافقت عليها الفصائل الفلسطينية، أمس الأول، منها مناشدة مصر تسهيل الحركة عبر حدودها مع قطاع غزة المحاصر. ولم يتضح كيف ستتقدم المحادثات بعد أن رفضت اسرائيل إيفاد مبعوثيها كما كان مقررا.

وقال أعضاء في الوفد، أمس الأول، إن المطالب الفلسطينية تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار عن المنطقة والإفراج عن السجناء وبدء عملية إعادة البناء.

وفي إطار ردود الفعل، ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، بعدم تحرك مجلس الأمن الدولي حيال "المجزرة" التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، في خطاب ألقاه أمام لجنة القدس في حركة دول عدم الانحياز المجتمعة في طهران.

وفي السياق، صعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأول، من خطابه الانتقادي للإسرائيليين، قائلا إن إسرائيل ستدفع ثمن هجماتها على غزة، مضيفاً أنهم "سيغرقون في الدماء التي سفكوها، لا يوجد استبداد يستمر إلى ما لا نهاية".