{الركض خلف الأحلام} في القاهرة

نشر في 18-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 18-12-2013 | 00:01
40 قطعة نحتية تجسد مغامرة موازية للرسم

افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د.صلاح المليجي معرض «الركض خلف الأوهام والأفكار والأحلام» للفنان الدكتور رضا عبد السلام، في قاعة الباب في متحف الفن المصري الحديث في القاهرة، بحضور نقاد ومحبي الفنون الجميلة.
لفت صلاح المليجي إلى أن معرض {الركض خلف الأوهام والأفكار والأحلام} يُعد فرصة للجمهور للتعرف إلى تجربة جديدة للفنان رضا عبد السلام لم يألف رؤيتها، وتشكيلات نحتية يُقدمها للمرة الأولى إلى جانب لوحاته.

أضاف أن التلقائية والبساطة تسيطر على الأعمال، فهي ليست مشغولة لإبهار المُتلقي بحرفية الفنان، بقدر اهتمامه بالفكرة والبناء التشكيلي، فالموضوع عنده هو البطل، ويلجأ عند طرحه إلى قاموس رموزه الفنية ذات البُعد الهندسي ومن دون تصورات مسبقة لشكل العمل النهائي.

أشاد الجمهور بالأعمال المعروضة، وبطرح الفنان رؤى غير متوقعة وشديدة العمق والثراء الفكري، وتناغم أطروحاته الجمالية من ناحيتي الشكل والمضمون، وانتمائها إلى الأسلوب التعبيري التجريدي.

مغامرة تجريبية

يحتوي المعرض الفردي السابع والثلاثين للفنان د. رضا عبدالسلام، تشكيلات نحتية تضمّ حوالى 40 قطعة فنية، إلى جانب عشرين لوحة (زيت على ورق خام، قياس 80)، أنجزها جميعها بين 2005 و2010.

يعد {الركض خلف الأحلام} إضافة إلى تجربة الفنان، ومغامرة تجريبية بدأها منذ أكثر من 40 عاماً، حين التحق بكلية الفنون الجميلة، فتعلم مهارات فن الرسم، وامتلاك أدوات التعبير عن موضوعات مختلفة، وإدراكه لحقيقة الجمال وشفافية الشكل في الطبيعة.

ارتكزت لوحات عبد السلام على مشاركة الإنسان في الطبيعة، والوعي بقيم النظام والصفاء الروحي والتماثل والتوافق، وإطلاق طموح المغامرة في ارتياد فضاءات فنية غير مسبوقة.

ولم تخل أعماله التجريدية من: خصوصية التراث العربي وعناصره بدلالتها الرمزية والقيمية، تمثله بتيارات الحداثة التشكيلية، انفتاح تجربته على أهمية اللون في التعبير عن طاقة شعورية كامنة، انحياز الفنان إلى النقاء الداخلي للإنسان، العودة إلى بكارة الطبيعة، التمرد على الإطار التقليدي للوحة، تعدد الأسطح بمنطقها الإيحائي، وتجسيدها لمعاني الحرية والعدل والسلام.

وسائط متعددة

أوضح عبدالسلام ملامح تجربته الإبداعية وشغفه بالرسم والتصوير، مما أتاح له إنجاز كمّ من الأعمال الفنية طيلة مشواره الفني، وطموحه الفني في دخول مجال النحت.

وأشار إلى تفاعله مع أصداء فنية حميمة، لا سيما التشكيلات النحتية المعاصرة. وبالعودة إلى ما أنجزه من رسوم بوسائط متعددة يتبين أنه لا خلاف جوهرياً بينها وبين الصيغ الجديدة من أعماله في مجال النحت.

 اختار عبد السلام عنواناً لافتاُ لمعرضه ودالاً على جموح طموحاته الفنية، والركض بالفرشاة والأزميل خلف الأوهام والأفكار والأحلام، والإبداع على نحو متدفق بالعفوية والبساطة، والمزاوجة بين التعبيرية والتجريدية.

 تسير تشكيلاته النحتية بموازاة لوحاته، بل يكمل كل منهما الآخر في معطياته وسياقه الجمالي والإبداعي، ويطلق طموحات الفنان في التجريب ومغامرة الدخول إلى فضاءات تشكيلية رحبة.

ترتكز أعمال عبد السلام على رؤيته الخاصة لماهية الفن، تشكيل عوالم للتأمل والنقاء، طموح للتجريب بالألوان الزيتية والأكريلك، الرسم بالقلم الرصاص،التماهي مع حقيقة الجمال في الطبيعة، ثراء الأفكار والعناصر النابعة من خصوصية البيئة المحيطة بالفنان.

يقول الناقد الكراوتي برسلافي فالوشيك: {في لوحات رضا عبد السلام، نتعرف إلى النزوات الأولى للتكعيبيين، والتعبيرية التجريدية من بولوك إلى فيديفا، واتجاهات ما بعد اللاشكلية، وملامح تقاليد الفن الإسلامي، الألوان وظهور الشكل الإنساني والمعالجة الخاصة للنموذج}.

ويضيف: {أشعر بلوحات رضا عبد السلام وفنه ككائن حي يتنفس، حر في التعبير غير مقيد بحدود غير حدوده الخاصة، إنه يتبع منطقه الخاص الداخلي الحقيقي غير المتكلف، لذلك فهو أصيل}.

مغامرة الإبداع

 

يلحق الفنان رضا عبد السلام، بركب الفنانين الذين حاولوا، منذ أوائل الثمانينيات، إحداث تقارب بين الخبرات الفنية القديمة وربطها بالأجيال الجديدة، سواء كمبدع مغامر أو أكاديمي يدرس فنون الرسم.

تعددت إسهاماته البارزة في الحركة التشكيلية العربية، ومزج بين الإبداع والعمل الأكاديمي، فنال دكتوراه في فلسفة الفنون (1988)، والتحق كأستاذ للرسم الجداري في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.

أقام عبد السلام معارض خاصة منها: معرضه المتجول {تراكمات مدينة} بالأقصر والإسكندرية، ومعرض {عفوية وإبداع} في الأكاديمية المصرية في روما، وشارك في بينالي الشارقة الدولي (1999)، والأسبوع الثقافي بالصين ( 2012).

له كتب عدة، منها:} الرسوم التحضيرية وعلاقتها بلوحات الفنان مصطفى أحمد}، {فن الرسم المصري الحديث}، كتاب عن تجربة الفنان الراحل شوقي زغلول.  

ونال جوائز منها: جائزة الرسم الأولى في مسابقة المعــــــــــرض العـــــــــــام (الـــــــــــــدورة 13 - 1983)، جائزة التصوير التقديرية في المعرض العام (الدورة 14-1984)، وجائزة التصوير الثانية في مسابقة {من وحي الطبيعة المصرية} (1985).

back to top