قبل أسبوع من انطلاق محادثات مؤتمر «جنيف 2» المخصص للبحث عن حل الأزمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، هاجم الرئيس بشار الأسد، لدى استقباله في دمشق أمس، وزير الخارجية الإيراني السعودية واصفاً الفكر الوهابي بأنه تكفيري.

Ad

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد استقبل ظريف والوفد المرافق له، حيث تناول اللقاء «تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة التي تواجه دولها وشعوبها وفي مقدمتها آفة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف حيث أكد الوزير الإيراني حرص الجمهورية الاسلامية على توحيد الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار فيها».

وأضافت أن الرئيس السوري حذر من أن «خطر الفكر الوهابي بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب»، مؤكدا أن الشعب السوري وبعض شعوب المنطقة «باتت تعي خطورة هذا الفكر الإرهابي ويجب على الجميع المساهمة في مواجهته واستئصاله من جذوره».

مهمة ظريف

وجرى خلال اللقاء بحث التحضيرات الجارية لمؤتمر «جنيف 2» حيث عبر الوزير الإيراني عن دعم الجمهورية الاسلامية لسورية قيادة وشعباً في سعيها لإنجاح المؤتمر، مجدداً التأكيد على أن حل الأزمة في سورية هو «بيد السوريين انفسهم وهم المخولون فقط في تحديد مستقبل بلدهم».

وقبيل اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس بثينة شعبان، أعلن ظريف أنه سيعمل على «تنسيق المواقف والسعي البناء لإعادة الهدوء والأمن إلى سورية»، مضيفاً أن «الهدف من زيارته هو المساعدة في خروج مؤتمر جنيف 2 بنتائج لصالح الشعب السوري». وذلك رغم أن بلاده لم تدع لحضور المؤتمر.

تنسيق استخباري

إلى ذلك، أشار نائب وزير الخارجية السوري، في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى وجود «انقسام» بين أجهزة الاستخبارات الغربية والقادة السياسيين في بلدانها لجهة الموقف الواجب اتخاذه في مواجهة تمدد المقاتلين الاسلاميين في سورية.

وقال فيصل المقداد، في المقابلة التي عرضت «بي بي سي» مقتطفات منها أمس أن «الكثير» من الممثلين عن أجهزة الاستخبارات الغربية زاروا دمشق، من دون الخوض في تفاصيل هذه الزيارات، مبيناً أن دولا عدة اتصلت بالنظام السوري للتنسيق بشأن التدابير الأمنية، من دون تحديد الدول المعنية.

وخلص المسؤول السوري الى الاعتبار انه بالنظر الى مطالبة هذه البلدان بالتعاون الأمني، يبدو ان ثمة انقساما بين المسؤولين الأمنيين الغربيين من جهة والزعماء السياسيين الذين يطالبون الأسد بالتنحي عن السلطة من جهة أخرى.

ونقلت «بي بي سي» عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن ممثلين عن اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والألمانية زاروا دمشق «ليس فقط للبحث في مسألة اعتقال مواطنين أجانب لكن أيضاً للتحدث في مواضيع أوسع مرتبطة بالأمن» خصوصاً التهديد المتزايد الذي يمثله المقاتلون الاسلاميون.

«داعش»

ميدانياً، قتل «أمير» في الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال غرب سورية بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين أمس، في هجوم يأتي وسط احتدام المعارك الدائرة بين هذا التنظيم الجهادي وتشكيلات المعارضة السورية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» أمس، «قتل أبوالبراء البلجيكي، وهو أمير الدولة الإسلامية في مدينة سراقب (في محافظة ادلب)، بإطلاق نار عليه صباح اليوم في الحي الشمالي من المدينة»، مبيناً أن «مقاتلين من الكتائب الإسلامية تسللوا الى المدينة وتمركزوا في أحد الأبنية وأطلقوا النار على أبوالبراء خلال تنقله مع مجموعة تابعة له قتل أحد عناصرها وأصيب آخر».

وتعد سراقب أبرز معقل للدولة الاسلامية في إدلب حيث يتواجد فيها المئات من عناصره، وتشهد منذ أيام معارك بين عناصرها ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة عليها، بحسب عبدالرحمن، الذي أوضح أن «أبوالبراء» هو «بلجيكي من اصل جزائري، وتوعد في الايام الماضية باللجوء الى السيارات المفخخة» في حال تواصل المعارك.

وقتل 26 شخصا أمس غالبيتهم من المقاتلين المنتمين الى كتائب المعارضة في تفجير سيارة مفخخة بمدينة جرابلس في ريف حلب (شمال) التي تشهد معارك بين «داعش» والكتائب.

إعاقة المساعدات

على صعيد ذي صلة، اتهمت الأمم المتحدة السلطات السورية بتعطيل الإمدادات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتهديد القوافل بالطرد إذا حاولت تفادي العقبات البيروقراطية لمساعدة عشرات آلاف المحاصرين.

وقال متحدث باسم المنظمة الدولية إن اطلاق رصاص أرغم عمال الإغاثة على الغاء توصيل شحنة أغذية ولقاحات لشلل الأطفال إلى منطقة محاصرة في دمشق بعد أن طالبتها الحكومة بالمرور عبر طريق غير مباشر وخطير.