تؤكد نبيلة عبيد أن الوقت مناسب لكتابة مذكراتها، وأن الظروف اليوم تساعدها على أن تكون أكثر صراحة في كشف أسرار حياتها الفنية والشخصية، وتقول: «أكثر ما يدفعني إلى الكتابة الآن خوفي من أن تسرد أمور غير صحيحة عني بعد رحيلي تؤدي إلى تشويه صورتي وتاريخي، على غرار ما يحدث مع بعض الفنانات الراحلات، لذلك أفضل أن أضع بنفسي الحقائق أمام جمهوري من خلال مذكراتي التي سأحكي فيها تفاصيل مشواري كفنانة وتفاصيل حياتي الشخصية، فلطالما تعرضت لإشاعات وأقاويل غير صحيحة، وحان الوقت لأكشف حقيقة ما قيل عني طوال مشواري}.حياتي في الرقص

Ad

تنفي الراقصة دينا أن يكون كتابها الذي أصدرته أخيراً «حياتي في الرقص» جزءًا من مذكراتها، فرغم تناولها فيه جزءًا من مشوارها الفني، لكنها لا تعتبره مذكرات شخصية، لأن هدفها من كتابته إلقاء الأضواء على فن الرقص أكثر من الكلام عن نفسها، خصوصاً أنها طرحت منه نسخة باللغة الفرنسية حققت مبيعات جيدة في باريس.

 تضيف: «سيكون لمذكراتي شكل آخر، لكنني لا أنوي كتابتها الآن لأن الوقت ما زال مبكراً، ولم أحسم بعد هل أتناولها في كتاب أطرحه في الأسواق أم أقدمها في فيلم أو دراما تلفزيونية، الفكرة واردة لكن التوقيت المناسب لم يحن بعد}.

بدورها قررت فيفي عبده تقديم مذكراتها في فيلم، وتقول في هذا المجال: {الأحداث التي مررت بها في حياتي والمواقف التي اتخذتها، تصلح كفيلم مثير، سأحكي فيه بالتفصيل أسرار مشواري وحقيقة كل ما قيل عني، فأنا أكثر فنانة تعرضت للإشاعات لدرجة أن ثمة من صورني كأسطورة أقف فوق جبل من العلاقات والمال».

تضيف: «اخترت ابنتي عزة لتؤدي الدور في شبابي، فهي تشبهني، ثم سأؤدي بنفسي الدور في المرحلة العمرية الأكبر التي تناسبني الآن}.

تشير إلى أن انشغالها بمسلسل «كيد النسا» شغلها على مدار عامين، وراهناً ستتفرّغ للإعداد للفيلم الذي ستنتجه بنفسها، وستستعين بسيناريست لكتابته، إلا أنها لم تحسم بعد من سيشارك في البطولة مؤكدة أنها ستحرص على تقديم قصة حياتها بصدق «لأنني لا أخجل من أي شيء مررت به».

أما نجوى فؤاد فرفضت عرضاً من إحدى القنوات الفضائية لتسجيل مذكراتها في حلقات تلفزيونية تصل إلى 70 حلقة، رغم المقابل المادي. تؤيد فكرة أن يكتب الفنان مذكراته ويطرحها للجمهور، كونه صاحب تاريخ ومشوار كبيرين، «لكن المشكلة في الصدق لدى سرد هذه المذكرات والحكم في النهاية للمشاهد».

توضح نجوى أن من حق الفنان الحصول على مقابل مادي، ذلك أن القناة تعلم جيداً أنها ستحقق ربحاً من عرضها لسيرته الذاتية.

مكسب مادي

يرى الناقد نادر عدلي أن البحث عن الربح المادي السبب الرئيس للنجم والقناة الفضائية كونها على يقين من المكسب وإلا لما أقدمت على التعاقد مع النجم، بالإضافة إلى انحسار الأضواء عن  بعض النجوم، «من هنا انبثقت هذه الفكرة لتحيي لديهم الأمل في استعادتها من جديد. مثلا لو عرض على نبيلة عبيد تسجيل مشوار حياتها منذ سنوات، لرفضت لأنها لم تكن بحاجة إلى ذلك، إلا أنها تحتاج اليوم إلى من يعيد إليها الأضواء التي فقدتها».

بدوره يوضح الناقد عصام زكريا أن القنوات الفضائية تبحث عن وسيلة تجذب الإعلانات لتحقيق مكاسب مادية، فكانت فكرة الاستفادة من النجم وتحقيق عائد من ورائه، فيما النجم يوافق للكسب المادي والعودة إلى الأضواء».

 يضيف: «في النهاية لا مجال للحديث عن قيمة النجم أو أهميته،  سواء كان له تاريخ أم لا، بل العائد الذي سيحققه، ثم لا نية  لدى النجم أو القدرة على سرد الحقيقة من دون تجميل، فيظهر نفسه بصورة ملائكية بعيدة عن الواقع والحقيقة».

يشير إلى أن ثمة خطأ يقع في مسلسلات السيرة الذاتية، وهو عدم التفريق بين قيمة الشخصية وقيمة الحدث، مثلا لا قيمة لريا وسكينة في حياتنا، إنما  الحدث هو صاحب القيمة، ولذا صُوّرت قصتهما في أربعة أفلام ومسلسل ومسرحية.

تحكّم الإعلان

تلاحظ الناقدة ماجدة خير الله أن الجمهور وحده الحكم في مسلسلات السير الذاتية ويحدد ما يريده ويستطيع التفريق بين الصادق والكاذب، من هنا فشل أعمال السير الذاتية، نظراً إلى التلفيق والكذب اللذين يسيطران عليها، والتشابه في الأحداث، باعتبار أن الشخصيات عاشت في الفترة الزمنية نفسها، ولا تحتمل من الأساس عملاً درامياً، بالتالي كان الحل التطرق إلى قصص فرعية لزيادة عدد الحلقات، فلا يوجد فرق بين مسلسل مشرفة ومسلسل قاسم أمين أو هدى شعراوي.

 تضيف أن المشكلة الرئيسة تكمن في تحكّم الإعلان في الإعلام وتحديده ما ينتج من مواد، واعتماد البعد المادي أساس العمل وليس البعد الأخلاقي والقيمة.

في المقابل، ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن النجم  قد ينتج هذه الدراما في محاولة لإعطاء نفسه وما قدمه أهمية غير حقيقية والعودة إلى الأضواء. تضيف أن مسلسلات السيرة الذاتية محاولة لتزييف التاريخ والكذب على الناس... إذ يحاول كل نجم إظهار نفسه بأسلوب غير حقيقي للحفاظ على صورته أمام الجمهور.

تتابع: «كلما زادت نجومية الفنان زادت مساحة الكذب والتلفيق لأن ثقافتنا الشرقية ضد المكاشفة والتعري. كذب من قال إن التاريخ لا يكذب، فهو من صنع البشر الذين لهم أهواء ومصالح شخصية ويكتبون التاريخ كما يشاؤون، والدليل أن معظم مسلسلات السيرة الذاتية لم يحقق النجاح المرجو منه وكان عرضة للنقد، لما يحويه من أكاذيب ومحاولة لإعادة تمجيد هذه الشخصيات وإخفاء سلبياتها».