بعيداً عن الأجواء الروحية، التي يرتبط بها شهر رمضان، بدأت الحياة السياسية في مصر، تغزو شهر الصوم مبكراً هذا العام، قبل حلوله المنتظر نهاية يونيو الجاري، حيث ظهرت في الأسواق فوانيس تجسد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتزاحمه أنواع أخرى مثل «علم مصر وأوباما والمروحة»، لتعكس في مجملها خريطة اهتمامات المصريين بالأوضاع السياسية.

Ad

في «حارة اليهود» الكائنة في «حي الموسكي» قلب القاهرة، تزدان المحال التجارية بفوانيس رمضان، ذات الأشكال المبتكرة المواكبة للأحداث، حيث يقبل الأطفال على شرائها في هذا الموعد كل عام، قبل حلول شهر الصوم، ومن أحدث أشكال الفوانيس هذا العام فانوس على شكل «مروحة» لمواكبة أزمة انقطاع الكهربائي الدائم، وآخر على هيئة «عروسة»، ويعمل بالبطارية ويصل سعر الفانوس إلى 30 جنيهاً.

فانوس «علم مصر» يمتاز بشكله الجذاب، ويتكون من جزءين، الأول مصنوع من قماش الخيامية، والآخر من قماش بألوان علم مصر، ويصل سعره إلى 40 جنيهاً، كما ابتكر المصنعون أشكالاً أخرى من الفوانيس منها على هيئة دبابات وصواريخ ومدرعات عسكرية، اعترافاً بجميل الجيش المصري ودوره، كما يتسابق المشترون على شراء فانوس «أوباما»، وهو على هيئة سيدة ريفية بسيطة تُدعى منى البحيري صاحبة المقولة الشهيرة: «شات أب يور ماوس أوباما»، والتي تطالب فيها الرئيس الأميركي بعدم التدخل في شؤون مصر، ويصل سعره إلى 40 جنيهاً.

يذكر أن شهر رمضان ارتبط لدى المصريين بـ»الفانوس» الذي يُعد من أهم مظاهر الاحتفال المميزة لهذا الشهر، حيث يقبل الأطفال على شرائه كل عام، ويعود أصل «الفانوس» إلى الدولة الفاطمية، حيث تقول إحدى الروايات إن أحد الخلفاء كان يخرج إلى شوارع القاهرة ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان يحيط به الأطفال حاملين في أيديهم الفوانيس ليضيئوا له الطرقات ويغنون في سعادة باقتراب الشهر الكريم.

ويختلف شكل الفانوس من عام إلى آخر، ابتداءً من المصنوع يدوياً من المعدن «أبوشمعة»، إلى المُطوَّر بأشكاله المُبتكرة من خامة البلاستيك، لكن هذا العام جاء الفانوس مواكباً للأحداث المصرية والمشاكل التي يعانيها المواطن.