بين الزناد ومداعبته ثمة تناقص أو لعبة صعبة غاوية الاحتمال وهشة ومشوقة ومرعبة، هي لعبة ممتعة وتشكل مصدراً للقتل تجمع بين الإصبع وآلية الإطلاق والرصاصة، وتكون نتيجتها الهدف أو الخصم، وربما لا شيء. اختار خالد جرار الفنان العنوان {أداعب الزناد} لمعرضه الأخير انطلاقاً من واقع بلده الذي يعيش على وقع مداعبة الزناد، هذا الأمر الأكثر رواجاً في محيطه، سواء من أبناء جلدته أو من خصومه أبناء جلدته، بين الزناد ومداعبته ألف احتمال وألف مصيبة.
بلطف يضغط المرء على الزناد حيث يذهب الرصاص إلى مئات الأمتار في أقل من ثانية ليضغط على الروح وينسفها. الضغط هو دائما شيء حساس جداً وأمر هش. والفنان يستخدم الاستعارة ليقول أموراً لا نعرفها وربما نعرفها، أمور بين الانضباط، التشرد والاتحاد بالطبيعة للتمويه عن النفس وبين لعبة المفاجأة. وهذا ما يفعله العسكري حين يختبر قوته في حالة مداعبة الزناد، هو الاختبار الذي يجعل منه قاتلاً في احتمالات كثيرة.يستعمل جرار التراكيب ليقول الكثير من الأمور، هي بين البوب آرت والتجهيز، علب البيض الفارغة وكرة القدم المصنوعة من الأسمنت وقد أخذ موادها من الجدار الذي شيدته إسرائيل للفصل بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين. ويبحث الفنان في بعض أعماله في الهوية الفردية والهوية الجماعية، خصوصاً في خضم الأجواء العسكرية وما تحمله من مناخات.طوَّر جرار ختم {دولة فلسطين} كجزء من مشروع فني لتشجيع القدوم إلى الأراضي الفلسطينية، واختار طائر الشمس الفلسطيني المعروف باسم الطنان رمزاً للختم، كجزء من مشروع مستمر منذ عام 2011... ويطمح خالد إلى أن يحلق طائره في جميع دول العالم ليحمل إليها أحقية الشعب الفلسطيني بالحرية وبالتعبير عن رأيه وبالتحرك من دون قيود في وطنه المستقل. وأرسل جرار الأختام إلى بعض السفراء في العالم، فمنهم من هو موجود في السلفادور، بلغاريا، بنغلاديش، في برلين غب ألمانيا، بروكسيل، باريس، نيويورك ولوس أنجليس وغيرها.يستخدم خالد جرار الاستعارة، ليعري أشياء متعددة، ويستخدم فنه كمنصة تحليل لمساءلة الوضع المستمر في بلده، خصوصاً ذلك المتصل بالاعتراف بفلسطين والخطاب العسكري المرتبط بها سواء من خلال جواز السفر وحتى الجدار العازل. من خلال ممارسة الفن كوسيلة لبحث وإظهار الأسئلة المطروحة حول الصراع، الأمة، الوطن والانتماء حيث مفهوم سلطة الدولة هو مصدر قلق متكرر.جدار اسمنتي شيّد جرار العام الماضي جداراً اسمنتياً مهيباً يمتد على طول غاليري {أيام} في لندن، رمز به إلى المعاناة التي يمر بها الأشخاص الذين يعبرون جدار العازل في الضفة الغربية. كذلك عبَّر عن مقاومته لما يعتبره قمعاً من خلال تشكيله كرات قدم إسمنتية والتي أنتجت من قطع استخرجت من جدار الفصل العنصري. جرار هو أيضاً مخرج الفيلم الوثائقي {متسللون} 2012، الذي حاز جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي التاسع في 2012 هما: جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهر العربي، الأفلام الوثائقية، وأفضل مخرج في جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقّاد السينما (فيبريسكي)، الأفلام الوثائقية. ولد جرار في جنين عام 1976 ويعيش ويعمل في رام الله، فلسطين. أنهى تعليمه في التصميم الداخلي في جامعة البوليتيكنيك عام 1996، ثم تخرَّج في الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين بدرجة بكالوريوس في الفنون البصرية عام 2011. وصل إلى الصدارة من خلال معرضه {عالحاجز} الذي عرض على مرأى الجنود الإسرائيليين على حاجزي حوارة وقلنديا. معارضه القادمة والحديثة تشمل: معارض متزامنة في كلية الفنون الجميلة وغاليري بولاريس الكائنين في باريس (2014)، وفي غاليري 1 في رام الله. {اليد الهشة}- داي أنجواندتي، فيينا (2014)؛ {عودة إلى المربع}- غاليري فورَم بوكس، هيلسنكي (2014)؛ {فجوة في الجدار}- غاليري أيام، لندن (2013)؛ {الكتيبة}- غاليري غاي بارتشي، جنيف (2013)، نيوتوبيا: حالة حقوق الإنسان في الفنون المعاصرة- متشيلين وبروكسل (2012)؛ {الجندي الطيّع} غاليري بولاريس، باريس (2012)؛ غاليري المحطة، رام الله (2009)؛ غاليري المحطة، رام الله (2007)؛ الأكاديمية الدولية للفنون فلسطين، رام الله (2007). المعارض الجماعية الأخيرة: {هنا وفي أي مكان}- المتحف الجديد، نيويورك (2014)؛ {تسلق الجدار}- متحف دوكس، براغ (2014)؛ {نقض التقليد}- متحف الدولة للفن المعاصر بينالي سالونيك الرابع للفن المعاصر (2014)، «لغة المقاومة}- متحف الفن المعاصر في جامعة جنوب فلوريدا، تامبا (2013)؛ مهرجان سراييفو السينمائي الدولي (2013)؛ مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي (2013)؛ مهرجان مدريد للسينما الفلسطينية (2013)؛ بينالي جاكرتا 15 (2013) حيث قدم مشروعه الأدائي {الجندي 3600}؛ بينالي برلين السابع (2012)؛ مهرجان دبي السينمائي الدولي (2012)؛ صالون أكتوبر الثاني والخمسون، بلغراد (2011)؛ مؤسسة المعمل، القدس (2010)؛ مهرجان لندن السينمائي (2010)؛ ومهرجان الفيديو الفوري، مرسيليا (2009).
توابل
{أداعب الزناد} للفلسطيني خالد جرار... فنّ الاستعارة
26-05-2014