ماذا كان يتوقع رياض؟!
أساساً هو خطأ النائب رياض العدساني حين قدم استجوابه لرئيس الوزراء، فكان أولى على رياض أن يعلم أنه لم يكن بصدد مساءلة رئيس الحكومة فقط، وإنما مساءلة سلطة حاكمة بكاملها، بكل صراعاتها الداخلية وتجاوزاتها وأخطائها وعجزها الأكيد عن إصلاح نفسها، وبالتالي هي أعجز عن حل مشاكل المواطن المزمنة من إسكان وصحة وتعليم وبطالة قادمة وفساد مستحكم ومصادرة حرية التعبير وغياب الشفافية. كان من المفترض أن يعرف رياض مسبقاً، وتحديداً بعد تجربة استجوابه الأول الذي شطب في سابقة شاذة، مصير استجوابه الأخير، ولو كان رياض مقتنعاً بالمثل الشعبي القائل "هذا سيفوه وهذي خلاجينه"، وأن نماذج "سيفوه" تحيط به في هذا المجلس المفصل على المقاس الحكومي، لما قدم مثل الاستجواب المعروف مصيره بداية.ماذا كان يتوقع رياض من طرح استجوابه؟ هل كان يتخيل أن أغلبية نواب "سيفوه" سيقفون معه، وستكون فرصة ليس لمناقشة مجرد نقاط الاستجواب وإنما لتحريك المياه الراكدة في سياسة إدارة البلد؟ طبعاً الإجابة بالنفي، وفتوة "اشرب من دمك" يا رياض الاستعراضية هي الرد المتوقع لاستجوابه، وليس الممارسة الرقابية المفروضة على أعمال الحكومة، وماذا كان يأمل رياض وغير رياض من مواقف مجمل الصحافة الكويتية دون تحديد، ونحن في مثل واقع الدولة التسلطية وتراجع موجات الربيع العربي من حولنا، وهيمنة دوائر النفوذ حول مصادر القرار وتبادل المصالح بينها أحياناً وصراعات أصحاب المصالح في أحايين أخرى؟
ماذا كان رياض يتوقع بداية منذ لحظة اتخاذ قراره بالترشح لتلك النوعية من المجالس التابعة؟ وهل يتعين عليه أن يترك مكانه اليوم ليحل غيره؟ قد يكون الغير مثل رياض، وقد يكون "سيفوه" آخر... أين تكمن الإجابة في هذه الخبيصة الكويتية...؟ لا أعلم!***بعد كتابة المقال نشر خبر عن تقديم النائبين العدساني والكندري استقالتهما، هي خطوة مستحقة من زمان.