وفي مبادرة سامية كرست ريادة الكويت في العمل الإنساني الدولي، أعلن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تبرع الكويت بمبلغ 500 مليون دولار، أي ما يوازي 20 في المئة من إجمالي تعهدات "المانحين 2"، الذي شارك فيه ممثلون عن حوالي 70 بلداً و24 منظمة إقليمية ودولية، في وقت وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صاحب السمو بأنه "زعيم للإنسانية"، كما وصف الكويت بأنها "مركز إنساني عالمي".

Ad

وبينما أشار سمو الأمير، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر بقصر بيان أمس إلى أن دولة الكويت قدمت 430 مليون دولار لدعم السوريين منذ ثلاثة أعوام، دعا سموه المجتمع الدولي إلى "تضافر الجهود لإنهاء الكارثة المستمرة في سورية وصون الأمن والسلام الدوليين"، معتبراً أن "المسؤولية الدينية والإنسانية تحتم مواجهة هذه الكارثة الكبرى في تاريخنا المعاصر".

كما دعا سموه الدول الكبرى إلى "ترك خلافاتها وحل الكارثة التي طالت العالم بأسره"، مطالباً "الأطراف السورية بوضع مصير وطنها وشعبها فوق أي اعتبارات". وأعرب سموه عن أمله في نجاح مؤتمر "جنيف 2"، مشيراً إلى وجوب إعادة المصداقية إلى مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية.

وفي حين ثمن بان كي مون "دعم الكويت السخي للاجئين"، اعتبر أن "المطلوب دعم دولي قوي للاستجابة لاحتياجات السوريين المقدرة بـ 6.5 مليارات دولار خلال العام الحالي".

ورأى كي مون أن الوضع في سورية بلغ مرحلة حرجة بوجود أكثر من 9.3 ملايين محتاج للمساعدة، وأن ذلك الوضع ازداد تفاقماً عما كان عليه إبان انعقاد المانحين الأول قبل سنة تقريباً، والذي تعهد خلاله المشاركون بـ 1.5 مليار دولار تلقت الأمم المتحدة 70 في المئة منها. وتابع: "على أبواب انعقاد مؤتمر جنيف-2 نأمل بايجاد حل سياسي للأزمة السورية".

وفي مقابلة مع تلفزيون الكويت و"كونا"، قال بان إن "صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لعب دوراً مهماً على الصعيد الإنساني، ما جعل دولة الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً"، مثمناً مبادرة سموه إلى استضافة مؤتمر المانحين الثاني، استجابة لطلب المنظمة الأممية، في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني للشعب السوري في الداخل والخارج.

وبينما رسمت التقارير الدولية، التي قدمت خلال المؤتمر، صورة مأسوية للوضع الإنساني في سورية، أجمع المتحدثون على ضرورة مضاعفة الجهود ودعم دول الجوار التي تستضيف ملايين النازحين السوريين المتوقع ارتفاع أعدادهم من 2.3 مليون شخص حالياً الى 4.1 ملايين بنهاية هذا العام، ليصل عدد اللاجئين في لبنان إلى 1.65 مليون و800 ألف في الأردن، فضلاً عن مليون في تركيا و400 ألف في العراق و250 ألفاً في مصر.