ما ردك على ما يتردّد بأن مشوارك التمثيلي بدأ من النقطة الأصعب وهي المسرح؟
العكس صحيح ... ففي مراحلي التعليمية كافة، سواء في المدرسة الابتدائية أو الإعدادية والثانوية لم أمثل إلا على خشبة المسرح، حتى في مرحلة تخصصي في الجامعة الأميركية قدمنا مسرحيات عدة أشهرها «البؤساء» التي جلنا بها في دول خارجية ولاقت نجاحاً.ماذا عن مسرحية «دنيا حبيبتي»؟ إنها التجربة الكبرى بالنسبة إلي حتى الآن، وهي من تأليف أيمن الحكيم، إخراج الأستاذ الكبير جلال الشرقاوي، كتب أشعارها مدحت العدل ولحن الأغاني محمد رحيم.إذاً ما التجربة الأصعب في حياتك؟مشاركتي في السينما والتلفزيون.هل انحازت مسرحية «دنيا حبيبتي» لثورة 30 يونيو أم جاءت محايدة؟وثّقت بما حدث في 30 يونيو من دون تدخل أو تأويل، واستعنا بمشاهد حية عُرضت على شاشة كبيرة لنشرح الأوضاع المصرية، بدءًا من تولي الرئيس المخلوع محمد مرسي قيادة البلاد حتى قيام ثورة 30 يونيو، وألقينا الضوء على طبيعة الشخصية المصرية وتأثرها بكل ما هو جديد عليها، ولم نفرض وجهة نظرنا على المشاهد الذي سيقيّم هذه التجربة بنفسه، لدرجة أن بعض الجمل الحوارية التي قيلت على لسان أبطال المسرحية جاءت بالفعل على لسان قيادات الإخوان.إذاً المسرحية تأريخية. بالطبع، فهي تؤرخ لحكم الإخوان خلال عام حتى لا ينسى الناس ما حدث من أبناء التيار الديني.ما صحة ما يتردد من أن شخصية فارس (كمال أبو رية) ترمز مباشرة إلى الفريق السيسي رئيس مصر الحالي؟ترمز شخصية فارس إلى الأبطال المصريين الذين حموا مصر من الأخطار، مثل الملك مينا وأحمس ومحمد علي باشا وسعد زغلول وأحمد عرابي وجمال عبدالناصر والسادات وأخيراً عبدالفتاح السيسي الذي يعتبر، من وجهة نظر المصريين، امتداداً واضحاً وصريحاً لهؤلاء الأبطال الأوفياء الذين لم يدخروا جهداً في حماية وطنهم.هل وُضعت الاستعراضات والأغاني خصيصاً لك؟المسرحية مكتوبة بالشكل الذي ظهرت عليه منذ اللحظة الأولى، ولم يخصص أي لحن لي، فعندما قرأت السيناريو للمرة الأولى كان بهذا الشكل من دون إضافة. يرفض فريق العمل، على رأسه جلال الشرقاوي مجاملة أحد على حساب العمل.هل كنت ستقبلين بطولة هذه المسرحية لو لم تكن فيها هذه المساحة من الأغاني والاستعراضات؟أعجبتني فكرة المسرحية، وكنت سأشارك فيها سواء كانت ثمة أغانٍ أم لا، فلو تضمنت المسرحية خمس أغانٍ بدلاً من تسع، بالتأكيد سأكون سعيدة، لأن المجهود المبذول في الأغاني والاستعراضات أرهقني.ثمة مغنون ومغنيات تحولوا إلى ممثلين وهجروا الغناء لأجل عيون التمثيل، مثل بشرى وأحمد فهمي وهاني عادل وغيرهم .. هل من الممكن أن تحذي حذوهم؟من الممكن أن يحدث ذلك، إنما لا أعتقد أنني سأهجر الغناء، فهو سبب شهرتي وموهبتي الأساسية التي أفخر بها. بصراحة السوق هو الذي يقود الحركة الفنية ويفرض متطلباته. للأسف، أصبح التمثيل هو الذي «يؤكل الناس العيش»، وأصبح معظم المغنين ممثلين ليستطيعوا العيش. أنظر إلى مطربي مصر الآن، فمنهم من أصبح ممثلاً ومنهم من خرج من الحياة الفنية ويكتفي بالظهور في مناسبات خاصة.ماذا عنكِ؟لو تحولت إلى ممثلة سأبحث عن أدوار مليئة بالأغاني أو سأكتفي بأغانٍ منفردة كي لا أفقد تواصلي مع موهبتي الأصلية، فأنا أريد أن أكون «مطربة -ممثلة» وليس «ممثلة- ممثلة».ما جديدك الغنائي؟أحضر لأكثر من أغنية سأطرحها بشكل منفرد ولن أضعها في ألبوم غنائي، لكنني سأنتظر حتى تأخذ المسرحية حقها وسأبدأ بروفات تسجيل الأغاني لأنني ملتزمة بمواعيد عرض المسرحية.كيف ستتعاملين مع السوق الغنائي في ظل القرصنة الإلكترونية وعدم إقبال الجمهور على شراء الألبومات؟لا أتحمس لمسألة طرح الألبومات لأن الجمهور يحمّل الأغاني من مواقع الإنترنت مباشرة، وطرح الألبومات بمثابة إهدار للمال من دون مكاسب، حالياً ثمة تفكير في تسويق الأعمال إلكترونياً، وتعمد مواقع كثيرة إلى شراء حق تسويق الأغاني والأفلام والمسلسلات وبيعها لقاء مبلغ مالي ضئيل، ما يعود بالفائدة على المغني والمنتج، حتى لو كان هذا العائد بسيطاً، لكنه في النهاية يحفظ حقوق المغني والمنتج من الضياع.كيف يقاس مدى نجاح المغني والألبوم في ظل حالات القرصنة؟دُمّرت صناعة الغناء بسبب السرقات الإلكترونية، وتغيّرت المعادلة الغنائية والموسيقية وانحصرت مقاييس النجاح بنسبة الاستماع إلى أغاني الألبوم على المواقع الإلكترونية وردود الفعل التي يتلقاها الفنان، من خلال حسابه على «فيسبوك» أو «تويتر»، فنجاح المطرب لا يقاس بالمبيعات، وإذا لم نتطور أو نتعامل مع المسألة بشكل جيد، فسنخسر جميعاً ولن نجد في المستقبل صناعة موسيقى أو غناء أو مطربين.
توابل
نسمة محجوب: مسرحية {دنيا حبيبتي} تجربتي الكبرى ولن أهجر الغناء
06-08-2014