شعوري كمواطن كويتي تعقد القمة العربية في وطنه اليوم هو العدم، شعور باللاجدوى واللامبالاة، ويقين بأن هذه القمة مثل معظم القمم العربية السابقة، بداية من قمة اللاءات الثلاث في الخرطوم عام 67، بعد الهزيمة العربية، حتى اليوم، لن تقدم شيئاً على أرض الواقع غير البيانات الإنشائية عن ضرورة التضامن العربي ودعم الشعب السوري، وإلخ إلخ من جمل مكررة خاوية المعنى.
شعوري أن هذه القمة هي مضيعة للوقت، والمقصود ليس وقت القيادات المجتمعة اليوم، وإنما الوقت هنا بالكويت، رغم أن الوقت بهذه الدولة هو أيضاً بلا معنى ولا جدوى، فكثيرون هنا يأكلون ويشربون وينامون بأمان، ويقبضون الراتب آخر الشهر عملوا أو لم يعملوا، أنتجوا أو لم ينتجوا، يكفي أن الأرض تنتج نفطاً وتواكلاً معاً. على ذلك، فالقمة المنعقدة اليوم في عاصمة نفطية، تحاول أن تضمد جراح علاقة "أشقاء" ستضيع وقتاً هو أساساً ضائع سلفاً، والنتيجة إضافة صفر لخط ممتد من أصفار العمر الكويتي.لم يتغير أمر من قمة اللاءات الثلاث حتى اليوم، فالقيادات الحاكمة هي ذاتها، تغيرت أسماء بعضهم بتدخل القدر، إلا أن منهج الحكم والفكر ظلا على حالهما، صحيح قامت ثورات أو "تمردات" -اختاروا العنوان المناسب- في الثلاث سنوات الأخيرة في عدد من الدول، لكن النتيجة عند الإنسان العربي المحبط واحدة، فبالأمس كان ينشد الكرامة والحرية، لكن كان هناك بعض وقليل من الأمن الحياتي، اليوم فقد الاثنين معاً، فقد أمنه وفقد رغيفه، فماذا يفرق عند أهل حلب، مثلاً، إن كان يروعهم بشار بالأمس واليوم يحل مكانه جماعات إرهابية تقيم الحدود عليهم وتحرمهم من أبسط ضرورات الحياة؟ فالحرية لم تعد هي قضية النضال اليوم، هي قضية من سيحكم هذه الأرض، آخر الأمر، مشايخ "النواصب" أو ملالي "الروافض"، كما يقرأ كل طرف الآخر، فلا وحدة إنسانية متجردة من الطائفة والهوس الديني والقبلي، وإنما ثارات ممتدة من داحس والغبراء إلى بسوس القرن الواحد والعشرين. ما جدوى هذه القمة وروح كل من الزير سالم وجساس تغطيان سماء قصر بيان، حجبتا شمس الحقيقة وتحديات الحاضر، وأبقت هذه القبائل، التي ترفع أعلاماً على حالها، تراوح في الماضي وثاراته.
أخر كلام
لا جدوى
25-03-2014