في المرمى: «بربسة»* كاملة الدسم

نشر في 24-12-2013
آخر تحديث 24-12-2013 | 00:01
 عبدالكريم الشمالي ما يحدث في الوسط الرياضي هذه الأيام هو عبارة عن وجبة "بربسة" كاملة الدسم، ولو نظرت بظهر العلبة لتعرف مكونات هذه الوجبة، التي تقدم برعاية رسمية، فستكتشف أنها تحتوي على عدد كبير من المواد الثانوية الضارة، كالاستهتار بالقوانين والاستخفاف بعقول البشر، إضافة إلى كمية كبيرة من المصلحة الشخصية التي تطغى على الطعم، وتفوح منها رائحة نتنة تجعلك تشعر بالغثيان وتتمنى التقيؤ حتى تتخلص من الطعم الكريه لوجبة "البربسة"، وتتمنى لو تأخذ أكبر ما يمكن أن تحمله يدك لتنزل به على "صماخ" من يعمل أو يساعد على إعدادها.

ولنتعرف بشكل تفصيلي على "البربسة" الرسمية ما عليكم سوى العودة إلى ما نشرته "الجريدة" على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر يوم الخميس الماضي، والذي تضمن إجابة وزير الإعلام وزير الشباب المستقيل الشيخ سلمان الحمود عن أسئلة النائب فيصل الشايع حول الوضع القانوني لاتحاد كرة القدم ورئيسه الشيخ طلال الفهد، والتي أكد خلالها وبشكل رسمي أن "قرار إشهار النظام الأساسي للاتحاد لحقه البطلان لمخالفته أحكام المرسوم بالقانون 26 لسنة 2012".

وللتوضيح فإن من اتخذ قرار الإشهار هي الهيئة العامة للشباب والرياضة، ومن يرفض قرارها هي وزارة الشباب المسؤولة سياسياً عنها، فهل هناك أكثر "بربسة" من هذا؟

الجواب نعم هناك ما هو أنكى وأسخف من ذلك "التبربس"، فرغم رفض الوزارة قرار الهيئة، وإعلان الوزير ذلك صراحة وبإجابة رسمية عن سؤال برلماني، تأتي الهيئة وتمعن في العناد وتقوم مرة أخرى قبل أيام قليلة بالموافقة على تعديل مادة واحدة من النظام الأساسي المشهر بطريقة مخالفة للقانون، وتنشرها بالجريدة الرسمية وكأنها تقول للوزارة والحكومة، التي تنتمي لها وتشرف على أعمالها، "طز فيكم وفي رأيكم"، وكأن كلاً من الطرفين يعمل منفرداً وفي حكومة منفصلة ودولة مستقلة عن الأخرى.

لكن ما حدث ويحدث من "تبربس" ليس أمراً مستغرباً في ظل تخبط حكومي دائم ومستمر تجاه القضية الرياضية، فتناقض المواقف بين جهتين حكوميتين مسؤولتين عن التعاطي مع الملف الرياضي بشكل أو بآخر هو نتاج طبيعي لحالة التردي التي أصابت جميع مفاصل الدولة، وعلى رأسها الرياضة البعيدة عن الاهتمام الرسمي من أمد بعيد، لكن السؤال المستحق الآن، والذي يجب أن يوجه أولاً إلى وزير الشباب قبل غيره هو: ثم ماذا بعد؟

وهل سيكتفي معالي الوزير المستقيل إذا عاد إلى تولي المسؤولية بالإجابة عن الأسئلة البرلمانية بصيغة هي أقرب إلى إبراء الذمة، التي تتضح جلياً من طريقة الإجابات التي أرفق فيها رأي الهيئة العامة للشباب الرياضة، ثم رأي وزارته المخالف؟ أم سيلجأ إلى تعديل هذا الوضع الأعوج، والتعامل مع هذه القضية بطريقة تدل على الرغبة في تحمل المسؤولية، بعيداً عن الكلام "الحلو والمصفصف اللي لا يودي ولا يجيب"؟

بنلتي

إذا الدوري يتوقف مدة شهر علشان دورة هامشية مثل بطولة غرب آسيا والرديف، أعتقد لو تأهلنا لكأس العالم اللاعبين راح يقزرونها دورات رمضانية وتأجير ملاعب... ترى هذا كله نتاج الخطط الطويلة والمتوسطة والقصيرة... لو حاطين خياط بدال الرئيس أبرك؟

* البربسة: كلمة عامية يقصد بها العمل غير المرتّب وغير المنظم وكذلك قد يقصد بها تخريب الأمور

back to top