عقدت أمس أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث ترأس الجانب الكويتي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بينما ترأس الجانب الإيراني وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

Ad

وتم خلال أعمال الدورة إجراء المباحثات الرسمية المشتركة، واستعراض مجمل أوجه التعاون بين كل القطاعات في البلدين.

ووقع الجانبان الكويتي والإيراني في ختام المباحثات على محضر اجتماع اللجنة، حيث وقّعه عن الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعن الجانب الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

مؤتمر صحافي

وعقد الخالد مؤتمراً صحافياً مع ضيفه قال في مستهله: «عقدنا اجتماع الدورة الثانية بين البلدين حيث تخللها مباحثات جادة في جميع مجالات التعاون المشترك والقطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، كما تم بحث القضايا الإقليمية والدولية»، لافتا إلى «ضرورة استذكار الروابط التاريخية بين البلدين الصديقين على الصعيدين الحكومي والشعبي في مثل هذا الموقف، إذ يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الى ستين عاما مضت تخللها الكثير من الاحداث والمواقف المهمة التي كانت بين البلدين، وأتمنى المزيد من التوفيق والنجاح لأعمال اللجنة المشتركة الايرانية الكويتية تحقيقا لتطلعات وآمال البلدين وشعبيهما».

وأكد أن «كل دول المنطقة ترغب في ان تكون العلاقات فيما بينها طبيعية، وذلك حسب مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، وكان لدينا اهتمام كبير بتصريحات الرئيس روحاني عن دول المنطقة، وخصوصا ما يتعلق بالسعودية وكان هناك مؤشر إيجابي من رد خادم الحرمين الشريفين على رسالة الرئيس روحاني»، مشيرا الى ان «في نفس الإيجابية فان كل دول المنطقة حريصة على ان يكون هناك تعاون بناء من أجل أمن واستقرار هذه المنطقة، وإذا كانت لديهم مصلحة في هذا الأمر مع دول العالم، فنحن كدول المنطقة لدينا مصالح ولدينا مصير مشترك».

الوزير الإيراني

ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيراني «أعرب عن شكري وتقديري لسمو الأمير على منحنا فرصة لقائه، حيث كان اللقاء وديا، وأعلن سموه عن اطيب تمنياته للرئيس الإيراني، كما نأمل أن يزور سمو الأمير إيران بناء على دعوة من قبل الرئيس الإيراني».

وأضاف ظريف أن «حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية تولي أهمية كبيرة وفائقة لتوطيد علاقاتها مع بلدان المنطقة والبلدان الجارة، وتعتبر هذه العلاقات اساسية واستراتيجية، وبالنسبة لنا ليس هناك موضوع اهم من علاقاتنا مع بلدان المنطقة، حيث ان امن المنطقة وامن كل بلد من بلدان المنطقة يعتبر أمن ايران»، لافتا إلى أن «سعادة هذه البلدان بمثابة سعادتنا ومشكلاتها مشاكلنا ومستقبل هذه الدول نعتبره غير منفصل عن مستقبلنا، ولذلك لدينا قناعة بأن هناك صفحة جديدة وآفاقا رحبة في علاقاتنا مع هذه الدول انطلاقا من الجدية التي تتمتع بها كل دول المنطقة».

وأوضح ظريف ان «هذا الاجتماع الذي عقد بعد ست سنوات، يدل على اننا فتحنا صفحة جديدة في علاقاتنا مع الكويت الشقيق وهناك إمكانيات كبيرة للتواصل الثقافي والسياسي والاقتصادي»، مؤكدا أن «منطقتنا تواجه تحديات مشتركة وعلينا جميعا ان نتعاون معا لمواجهتها، لذلك أنا سعيد جدا لأني سمعت من سمو الامير ومن وزير الخارجية الكويتي وجهات نظر قيمة تدعم امن واستقرار المنطقة، ونحن نشاطر سمو الأمير ومعالي الوزير الرأي في هذا المضمار، لذلك نأمل من خلال تضافر الجهود المضي قدما الى تحقيق هذا الهدف، ونأمل أن تلعب وسائل الإعلام دورا لتعزيز التفاهم بين بلدان المنطقة وأن يكون دورها بناء وإيجابيا».

تطمينات «النووي»

وعن مناقشات جنيف بين ايران ودول (5+1) أوضح ظريف «نحن لسنا بحاجه الى تفسير الاتفاقيات فهذا اتفاق نشر في وثائق مشتركة، وإيران لا ترغب في ان تظهر للآخرين تفسيرها الخاص لها ونحن راضون عن كل ما ورد فيها، وآمل ان تكون الاتفاقية نتيجة للتفاهم بيننا وبين الدول الأخرى»، مؤكدا أن «الاتفاق لا يحقق كل أهدافنا وأيضا لا يحقق كل أهداف الجانب الآخر، ونأمل ان ينفذ الاتفاق كما هو بغض النظر عن وجهات النظر التي نسمعها هنا وهناك، ونعتقد ان بعض الآراء تأتي من اجل أن تقنع الرأي الداخلي في بعض البلدان، ونحن نتفهم الأمر، والمهم ان يبدي الطرف الآخر بالنسبة لنا نواياه الحسنة، ونتمنى ان نشهد إزالة عدم الثقة الموجود بيننا وبين الغرب، لاسيما بيننا وبين أميركا، ونأمل من خلال الثقة المتبادلة ان نتقدم الى الأمام، وحل هذا الموضوع هو لمصلحة جميع بلدان المنطقة، ونحن لا نرى ان هذا الموضوع هو على حساب بلدان المنطقة، فإيران لا تخطو أي خطوة تكون على حساب أي دولة من دول المنطقة».

وأكد ان «الاتفاق النووي هو لمصلحه كل بلدان المنطقة ولصالح استقرار المنطقة ونأمل ان ننفذ المرحلة الأولى منه وأن نصل للحلول النهائية»، مؤكدا أن «ايران مستعدة للتفاوض مع شركائنا في اي وقت يستعدون للتفاوض معنا».

وعن اتهام الغرب لايران بانها ستخرق الاتفاق الذي تم بين ايران والدول الست الكبرى قبل تنفيذه، قال: نحن لن نتجاوز الخطوط الحمر، وخطوطنا الحمر يجب ان تحترم وما انتخبه الشعب الايراني من أجله، ولن نسمح للآخرين بأن يملي علينا شيء،  فبرنامجنا هو للأغراض السلمية، ونقول ان هذا شيء لا يهدد احدا. ايران تعمل في مجال التخصيب وفق خطتها المعده وهذا البرنامج اعترفت بها هذه الوثيقة وهذا الموضوع لا رجعة عنه كما انه يجب ان يشمل ازالة كل اشكال الحظر والعقويات التي فرضت على ايران».

وعن زيارته الى الملكة العربية السعودية، قال ظريف: «اغتنم هذه الفرصة للتحاور مع السعودية، وتاريخ الزيارة لم يحدد حتى الآن، ونحن ننظر الى السعودية بصفتها بلدا مهما ومؤثرا على مستوى المنطقة ولدينا علاقات متطورة معها حيث انها بلد مهم ومؤثر كما ذكرت على مستوى المنطقة وان مستقبل المنطقة يمكن ان نعمل على تعزيزه من خلال التعاون فيما بيننا»، مشيرا الى ضرورة «تضافر الجهود ونحن يهمنا كثيرا توطيد وتمتين مثل هذه العلاقات مع السعودية، ونؤكد ضرورة التعاون المشترك واتخاذ المواقف المشتركة، كما نشيد بالخطوات الايجابية التى شهدناها من السعودية ونرحب بها».

وغادر وزير الخارجية الايراني البلاد عصر امس بعد ترؤس وفد بلاده أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين الكويت وايران. وكان في وداعه في مطار الكويت الدولي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.