فجر إعلان وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأول الاستقالة من منصبه وترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة ردود فعل واسعة في الشارع المصري أمس، وفي حين قررت حركة «تمرد» النزول إلى ميدان التحرير في «مليونية» دعماً له، دعت جماعة «الإخوان» أنصارها للتظاهر رفضاً لترشحه.
في حين رحبت قطاعات عريضة من المصريين أمس بإعلان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي استقالته وترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، دعت حركة "تمرد" التي لعبت دورا أساسيا في الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة "الإخوان" إلى تنظيم مليونية حاشدة اليوم في ميدان "التحرير" تأييداً للسيسي.وقالت المتحدثة الرسمية باسم الحركة إيمان المهدي، إن "الهدف هو إثبات وجود ظهير شعبي قوي للمشير"، ورحب "تكتل القوى الثورية" بترشح السيسي، واصفاً قراره بأنه "الأكثر صواباً منذ 30 يونيو".وتوسعت ردود الفعل بشأن قرار الترشح الذي أعلنه مساء أمس الأول في كلمة متلفزة مرتدياً البزة العسكرية للمرة الأخيرة، حيث رحب المرشح الرئاسي المُحتمل حمدين صباحي، بالقرار، مؤكداً في تغريدة له على موقع "تويتر": "أرحب بترشح السيد عبدالفتاح السيسي، ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة تضمن حياد الدولة وحق الشعب في اختيار رئيسه بإرادته الحرة".على الوتيرة ذاتها، قال الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى إن "القرار الذي جاء بناء على إرادة شعبية جارفة يخطو نحو انتخابات تنافسية تدعم المسيرة الديمقراطية"، في حين اعتبر حزب "المؤتمر" في بيان له، أن خطاب السيسي ينم عن صدق في الفعل ودراية بالواقع الحالي.في غضون ذلك، اعتبر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي أن ما يهم العالم هو إجراء انتخابات رئاسية نزيهة لا أسماء المرشحين.وقال عبدالعاطي، تعقيبا على ترشح وزير الدفاع المستقيل لانتخابات الرئاسة، إن "موقفنا واضح ليس لدينا أي مشكلة في اهتمام العالم الخارجي بما يحدث في مصر ولكن التدخل في الشأن الداخلي مرفوض".إلى ذلك، اندلعت مصادمات بين الشرطة وطلاب محتجين في عدد من الجامعات لليوم الثالث على التوالي، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوهم بالحجارة خارج جامعة عين شمس وسط القاهرة.موقف الإسلاميينفي المقابل، شنَّت جماعة "الإخوان" عاصفة من الانتقادات للمؤسسة العسكرية ودشَّن شباب مؤيدون للرئيس المعزول، حملات إلكترونية مناهضة للسيسي، في حين دعا "تحالف الشرعية" الإخواني أنصاره إلى التظاهر اليوم، وقال في بيان له: "ندعو إلى تجمع كل الغاضبين لمرحلة جديدة يحتاجها الوطن بالنزول إلى مليونية حاشدة"، إلا أنه لم يحدد مكاناً للتظاهرات.حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية لـ"الجماعة الإسلامية" قال في بيان له، إن "السيسي عليه أن يتحمل مسؤولية قراره"، في حين أكد حزب "مصر القوية" رفضه ترشح السيسي، وقال في بيان أصدره أمس، إن "إعلان السيسي ترشحه مرتدياً بزته العسكرية في تلفزيون الدولة الرسمي، يُثبت أن ما حدث في 3 يوليو الماضي، انقلاب عسكري والتفاف على إرادة الشعب".خليفة المشيرمن جهة أخرى، أدى الفريق أول صدقي صبحي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة أمس اليمين الدستورية وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي ليشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة خلفاً للمشير السيسي.وشارك صبحي في اجتماع لمجلس الوزراء بعد أداء اليمين أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور وكان منصور رقى صبحي لرتبة الفريق أول مساء أمس الأول.وذكر التلفزيون الرسمي أن اللواء أركان حرب محمود حجازي - الذي تربطه علاقة مصاهرة بالسيسي - خلف صبحي في منصب رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة بعدما رُقي لرتبة الفريق. وكان حجازي حتى تعيينه مديراً للمخابرات الحربية وهو المنصب الذي عُين منه السيسي وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي بقرار من الرئيس المعزول في أغسطس 2012. وأعلن السيسي بعد أقل من عام عزل مرسي بدعم من الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقوى سياسية مدنية.من جهة ثانية، بحث الرئيس المؤقت ترتيب إجراءات الانتخابات الرئاسية بما يضمن نزاهتها وحياديتها مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب.دعوات للمصالحةإلى ذلك، وعلى الرغم من تزايد أعداد المتهمين من جماعة "الإخوان" في قضايا قتل وتخريب منظورة أمام القضاء، جدد إعلان ترشح السيسي، دعواتٍ لإجراء مصالحة شاملة، يعتقد مراقبون أنها لابد أن تشمل عناصر الإخوان غير المتورطة في الدم.من جانبه، حذر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة من غياب تصور للمصالحة الشاملة عن ذهن السيسي، قائلا: "إذا لم يكن لدى السيسي تصوّر بشأن المصالحة مع كل الفصائل وليس مع الإخوان فقط، فنظامه السياسي، بل والسيسي نفسه سيكون في مأزق".إلى ذلك، قررت محكمة جنايات شبرا تأجيل محاكمة 48 متهما، بينهم 12 من قيادات جماعة الإخوان، وذلك في قضية التحريض على العنف وقطع الطريق السريع بين قليوب شمال القاهرة والعاصمة المصرية إلى جلسة الثاني من أبريل المقبل.وفي سياق ذي صلة، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأول مصر إلى إلغاء الأحكام بالإعدام التي صدرت بحق 529 شخصاً من انصار مرسي، معتبراً أنها توجه "رسالة سلبية" إلى العالم.وقال كيري "أنا مضطرب كثيرا من القرار المفاجئ وغير المسبوق الذي صدر بعد محاكمة سريعة"، مضيفاً "الأمر يتحدى المنطق".
دوليات
«تمرد» تدعم السيسي بمليونية... و«الإخوان» تتظاهر رفضاً
28-03-2014