ما الذي جعل حسن رمزي يتحول من العمل كمهندس إلى منتج ومخرج؟

Ad

ليس تحولاً؛ إذ كان يعمل في المجالين. أصرّ جدي على ألا يعمل ابنه في السينما إلا بعدما ينتهي من دراسته، وهو ما فعله. كذلك حقق نجاحاً في عمله كمهندس تخطيط، وصمم هندسة شوارع شهيرة عدة في مصر.

وما الفيلم الذي قدمه والدك وأثر في وجدانك؟

{المرأة المجهولة} من بطولة: شادية، عماد حمدي، كمال الشناوي. شاهدته في الرابعة من عمري، وله تأثير خاص في نفسي رغم مرور سنوات طويلة على تقديمه. كذلك تأثرت بفيلمي {جريمة في الحي الهادي} و{المخربون}، شاهدتهما في عمر 14 عاماً، وفي الأول مشهد لرجل أصلع يخطف طفلة، لن أنساه. تم تصويره 40 مرة خلال ست ساعات، وفي النهاية خرج ومدته ثوان. حينها، تعرفت بشكل أقرب إلى كيفية التصوير، وما يسفر عنه المشهد. أتذكر أيضاً {الليالي الدافئة} الذي استعارت فيه بطلته صباح دراجتي الشخصية، فغضبت جداً.

هل كان والدك الوحيد في أسرته الذي احترف الفن؟

لا فمن بين 13 شقيقاً لوالدي عمل معظمهم في السياسة، كان عمي الأديب إبراهيم رمزي؛ وقد كتب عدداً كبيراً من مسرحيات سيد درويش، وجورج أبيض، كذلك أنتج وأخرج أفلاماً، من بينها {خفايا الدنيا} الذي أدى والدي دوراً فيه.

ولماذا كانت التجربة التمثيلية الوحيدة له؟

رغم أن أداءه كان جيداً، فإنه لم يكمل المشوار لشعوره بالخجل أمام الكاميرا. حتى إنه كان يتصبب عرقاً بسبب الإضاءة، رغم أنه في الحياة العادية كان متحدثاً جيداً. وأنا مثله، لذا لم أقم بأي تجربة تمثيلية، علماً أن باستطاعتي الحديث أمام الجمهور لأكثر من أربع ساعات، لكن التكلم وفقاً لنص محدد، وعدم الخروج عنه، فهو أمر لا يمكنني فعله.

وما الفيلم الذي قدمه والدك وتمنيت لو تنتجه؟

{خاتم سليمان}؛ رغم أنه أول إخراج لوالدي فإنه خرج بشكل ساحر، ويتضمن فكراً عظيماً، فضلاً عن أنه كان من إنتاجه وإخراجه، بينما أنا عكسه، لا أجيد الإخراج.

ألم تفكر في إعادة تقديمه؟

لم تخطر في بالي أبداً هذه الفكرة، ولو خطرت لن أجد مثل فريق العمل المؤلف من ليلى مراد، زكي رستم، ويحيى شاهين. الأفلام القديمة، وليس أفلام والدي فحسب، لا يمكن تقديمها من جديد مهما ارتفعت الإمكانات الفنية والإنتاجية، وأرى أن والدي قدمه في وقت صعب لم تكن كل هذه الإمكانات متوافرة لديه، ومع ذلك خرج بنتيجة مبهرة.

ماذا عن كواليس العمل، هل تتذكرها؟

بالطبع أتذكر أن عدداً من النجوم رفض القيام ببطولته، وأبرزهم شادية وراقية إبراهيم، رغم أنهما كانتا من ضمن صديقاته، وتؤمنا به كمنتج. ربما لأنها كانت التجربة الإخراجية الأولى له، لذا تخوف كثيرون من المشاركة فيها. هكذا قرر أن يتحدى الجميع، واتفق مع أغلى فنانة آنذاك وهي ليلى مراد، وأعطاها أجراً 12 ألف جنيه، أي ما يعادل 40 مليون جنيه اليوم.

هل ترى أن والدك المنتج حسن رمزي نجح كمخرج؟

لم يكن مخرجاً عبقرياً، أو مخرجاً فذاً، ولكنه كان متمكناً في تقديم صورة نقية تتضمن استعراضات داخل الفيلم. كان مهموماً في أن تكون التفاصيل كافة متوافقة وطبيعة العمل. مثلاً، ديكور الباشا الذي جسده زكي رستم في فيلم {خاتم سليمان} تكلف 2000 جنيه وكان حينها رقماً خيالياً، إلا أنه كان يراه هندسياً غير صحيح، لذا قرر إعادة ضبطه.

ما السمات التي أخذتها عن والدك؟

إذا لم يعجبني الديكور أو الموقع أعيد التصوير، إذ لا أقبل بأنصاف الأمور. مثلاً، الأفلام التي تدور أحداثها حول أسرة من طبقة غنية، لا بد من أن يتوافر فيها كل ما يضمن مصداقية الصورة وبما يناسب الأحداث وتسلسلها. الاهتمام بأدق التفاصيل يعزز تأثّر المتفرج بالعمل.

ومن النجوم الذين اكتشفهم حسن رمزي؟

لا أتذكر جيداً من اكتشفهم، ولكنه أعاد اكتشاف البعض أمثال شادية وتحديداً في فيلم {المرأة المجهولة}، إذ كان التحدي الذي واجهه آنذاك كيف يمكنه الاستعانة بممثلة شابة، وجعلها تجسد دور امرأة مسنة تقتل لأجل ابنها. كذلك كان جريئاً في جعلها تجسد المرحلتين، إذ اقترح عليه البعض أن تجسد شادية الشخصية في مرحلة الشباب، بينما تجسد أخرى مرحلة الكبر، ولكنه أصرّ على موقفه، وحوّل شادية من {الدلوعة} إلى ممثلة عظيمة، وقدم لها ما يقرب من 18 فيلماً.

هل كانت شادية وحدها من لمع نجمها بفعل حسن رمزي؟

كلا. قدمت صباح أيضاً في فيلم {الليالي الدافئة} أداء مختلفاً، أصبحت من بعده نجمة. حتى زهرة العلا نالت جائزة عن دورها الثانوي في الفيلم، وكمال الشناوي الذي جعله يغني {سوق على مهلك}؛ فقد أخرج من كثيرين طاقات وقدرات تمثيلية لم تكن قد اكتشفت.

ما الفرق بين الإنتاج قديماً والإنتاج حديثاً؟

قديماً، كان الناس يتنفسون سينما، والفنانون يعملون لأجل الفن لا المال، وكان لديهم استعداد للتمثيل حتى إذا كان الدور صغيراً، وذلك على عكس الوضع الحالي.