أوروبا قلقة ازاء انشاء الصين منطقة دفاع جوي
اعرب الاتحاد الأوروبي هنا اليوم عن قلقه ازاء قرار الصين انشاء منطقة دفاع جوي بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع الصينية "تدابير الدفاع في حالات الطوارئ" في حال رفض الامتثال لتعليمات سلاح الجو الصيني. وقالت الممثلة العليا للسياسة والامن في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون في بيان ان "هذا التطور يزيد من خطر التصعيد ويساهم في رفع حدة التوتر في المنطقة".
واضافت اشتون ان للاتحاد الاوروبي "مصالح كبيرة في المنطقة" مشيرة الى ان الاتحاد يراقب عن كثب تطورات الاوضاع عقب هذا القرار. وأكدت الحقوق المشروعة في استخدام المجال الجوي بناء على القانون الدولي معتبرة ان الالتزام بهذا القانون ضروري للامن والاستقرار والازدهار. ورأت ان هذه "الإجراءات التي تستحضر الخلافات في المناطق البحرية في شرق اسيا لا تفضي إلى إيجاد حلول دائمة لها. وقالت ان الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع وتعزيز تدابير بناء الثقة والتواصل الدبلوماسي والبحث عن حلول سلمية وتعاونية وفقا للقانون الدولي من أجل نزع فتيل التوترات وتسوية الخلافات بطريقة بناءة. وكانت وزارة الدفاع الصينية اعلنت السبت الماضي عن اقامة (منطقة دفاع جوي) في بحر الصين الشرقي وهي منطقة تشمل مساحة من منطقة الدفاع الجوي في غرب جزيرة (جيجو) جنوب شبه الجزيرة الكورية اضافة الى اجزاء من جزيرة (ايدو) الصخرية المغمورة في البحر. واثار هذا القرار مجموعة مخاوف في المنطقة والعالم خاصة بعد رفض الصين امس طلبا كوريا الجنوبية بتعديل منطقة الدفاع الجوي. واعتبر العديد من المراقبين ان هذه الخطوة الصينية تصعد الخلاف بين البلدين وتزيد التوتر في المنطقة حسبما ذكرت وكالة (يونهاب) للأنباء في سيؤول امس. ورفعت كوريا الجنوبية هذه القضية كأولوية خلال المحادثات الاستراتيجية الدفاعية السنوية مع الصين فيما أعرب نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي بايك سيونغ جو عن اسفه الكبير لرفض بكين وطالبها باتخاذ تدابير تصحيحية. ونقلت (يونهاب) عن المتحدث باسم وزارة الدفاع كيم مين سوك قوله في سيؤول ان "الصين قررت عدم قبول الطلب" الذي تقدمت به كوريا الجنوبية في وقت سابق اليوم بتعديل منطقة الدفاع الجوي لأنها تشمل اجواء فوق جزيرة (ايدو) المغمورة تحت المياه والتي تخضع للسيطرة القضائية لكوريا الجنوبية. وفي سياق متصل حلقت طائرات عسكرية يابانية وكورية جنوبية في منطقة الدفاع الجوي فوق بحر الصين الشرقي دون إخطار بكين اقتداء بالقاذفات الامريكية (بي 52) في وقت سابق من هذا الاسبوع. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني يوشيهايد سوغا في طوكيو امس ان طائرات تابعة لسلاح الدفاع الجوي الياباني طارت داخل المنطقة دون التقيد بقواعد بكين الجديدة دون أن يكون هناك رد من الصين على هذه الخطوة. وأضاف في مؤتمر صحافي "لقد أجرينا أنشطة المراقبة في بحر الصين الشرقي كالمعتاد حتى بعد اعلان الصين عن منطقة الدفاع وسنواصل أنشطة المراقبة والإنذار في المنطقة لحماية أراضينا". وفي الوقت نفسه أجرى الجيش الكوري الجنوبي أيضا طلعات مراقبة في المنطقة دون إبلاغ السلطات الصينية في إشارة إلى أن سيؤول لن تعترف بمنطقة الدفاع الجوي الجديدة.