حرب سورية شقت «الجهاديين»... وسهامها أصابت قيادة «القاعدة»

نشر في 20-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-04-2014 | 00:01
شق النزاع في سورية صفوف المجموعات الجهادية وحولها إلى تنظيمات متقاتلة في هذا البلد بعدما ظلت متماسكة لسنوات تحت راية تنظيم القاعدة رغم المنافسة والخلافات في التطلعات والفكر الايديولوجي التي لطالما طبعت علاقاتها بعضها مع بعض.

وبعدما كان ينظر الى تعليمات قادة القاعدة خلال حقبة أسامة بن لادن على أنها أسمى من ان تتعرض حتى للتساؤل، فإن سهام هذا الاقتتال أصابت اليوم أيمن الظواهري الذي بات عرضة لهجمات غير مسبوقة على المنابر الجهادية تشكك في قيادته وتعليماته.

«انحراف عن الجهاد»

وبلغت هذه الهجمات حد اتهام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، إحدى أقوى الجماعات الجهادية المسلحة في سورية والعراق، لقيادة القاعدة بالانحراف عن المنهج الجهادي، معتبراً أنها لم تعد تمثل قاعدة الجهاد العالمي. ويخوض «داعش» منذ مطلع يناير معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو أربعة آلاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت الى تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي تأسس في العراق وبرز في سورية كفصيل مقاتل ضد النظام في ربيع 2013، بأنه «من صنع النظام» السوري ويقوم بـ»تنفيذ مآربه»، وكذلك بالتشدد في تطبيق الشريعة.

وبدأت الانعطافة المحورية في علاقة التنظيمات الجهادية بعضها مع بعض في سورية حين تنصلت «النصرة» من إعلان «داعش» دمج التنظيمين تحت راية القاعدة الواحدة.

«جماعة باغية»

وأصبحت «جبهة النصرة»، التي ولدت بعد أشهر من بداية النزاع السوري، تصف في بياناتها «الدولة الاسلامية» بأنها «جماعة باغية»، بينما يرى أنصار «الدولة» أن «النصرة» عبارة عن «صحوات خائنة»، في إشارة إلى السنة الذين يقاتلون الجهاديين في العراق.

وأصابت سهام الخلاف، الذي استقطب آلاف التعليقات المتناقضة على المنابر الجهادية على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من اليمن الى الاردن ولبنان، وصولاً إلى باكستان وأفغانستان ودول أخرى قيادة تنظيم القاعدة وعلى رأسها الظواهري الذي لم يكن أحد من مناصري التنظيمات الجهادية يجرؤ في السابق على المساس به أو بموقعه.

وانصب غضب المغردين والكتاب والمناصرين على الظواهري خصوصاً بعد إعلان القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من «داعش» في فبراير ودعوتها إياها إلى الانسحاب من سورية.

تنافس التنظيمات الجهادية

ورغم أن الاقتتال في سورية طعن بشكل غير مسبوق في قيادة القاعدة ورايتها الجامعة، واتخذ منحنى أكثر دموية، فإنه لا يشكل حالة فريدة حيث ان التنظيمات الجهادية غالبا ما تنافست ولاتزال تتنافس في ما بينها في مناطق اخرى بعيدة وقريبة تدور في فلك العمل الجهادي، بحسب ما يقول محللون.

ويشير هؤلاء الى عمليات الاغتيال المتبادلة بين التنظيمات الجهادية وداخلها في الصومال، والاشتباكات في جنوب الفلبين بين جماعة أبو سياف وجبهة تحرير مورو الإسلامية، والخلافات بين المجموعات المرتبطة بحركة طالبان في باكستان وأفغانستان.

ولعبت المعارك بين التنظيمات الجهادية في سورية دوراً في تعزيز موقع الجيش النظامي الذي حقق في الأشهر الأخيرة سلسلة انتصارات في مقابل توالي مؤشرات الانهاك في صفوف مقاتلي المعارضة.

(دمشق، بغداد- أ ف ب)

back to top