بدأ رئيس الوزراء الفرنسي الجديد مانويل فالس الذي عينه الرئيس فرنسوا هولاند مساء أمس الأول، مشاورات صعبة أمس من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد يومين من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالاشتراكيين في الانتخابات البلدية.

Ad

وتجري هذه التطورات في حين وردت سلسلة من الانباء السيئة أمس الأول مع زيادة العجز في الميزانية العامة وانحسار استثمارات الشركات العام الماضي وتراجع القدرة الشرائية للأسر في الفصل الرابع من عام 2013.

ووجد هولاند نفسه قبل أسابيع قليلة من إتمام عامه الثاني في سدة الرئاسة وقبل شهرين من انتخابات أوروبية، في موقف حرج بعدما اثار تعيينه لرئيس وزراء جديد ردود فعل معارضة داخل جبهة اليسار، كما تلقى انتقادات من حزب «اوروبا البيئة - الخضر» العضو في الغالبية الحاكمة الحالية ومن اليمين.

وخسر الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه هولاند ما لا يقل عن 155 مدينة يزيد عدد سكانها على تسعة آلاف نسمة، بعضها كان يصوت مع الاشتراكيين منذ أكثر من مئة عام.

وخصص فالس يوم أمس لاجراء مشاورات بشأن تشكيلة حكومته. ومن بين الوزراء الجدد ترد بانتظام اسماء سيغولين رويال المرشحة للرئاسة في انتخابات 2007 والرفيقة السابقة لهولاند، والتي قد يتم تكليفها وزارة تربية موسعة، وفرنسوا ريبسامين الذي قد يتسلم الداخلية، الحقيبة التي كان يطمح إليها عام 2012.

غير ان ذلك لم يقنع الوزيرين من انصار البيئة في الحكومة المنتهية ولايتها سيسيل دوفلو للاسكان وباسكال كانفان للتنمية، وأعلنا على الفور انهما «لن يشاركا في هذه الحكومة الجديدة»، معتبرين ان فالس لا يحمل «الرد المناسب على مشاكل الفرنسيين».

وأثنت زعيمة حزب أوروبا البيئة-الخضر ايمانويل كوس على هذا الموقف معتبرة في بيان أنه ينم عن «موقف سياسي متماسك». وقالت إن حزبها «ينتظر منذ اليوم توضيحا من رئيس الوزراء فالس حول توجه الحكومة الجديدة» لمعرفة ما اذا كان ينسجم مع مواقف البيئيين أم لا. وندد جان لوك ميلانشون زعيم حزب اليسار المتشدد والمرشح الرئاسي السابق باختيار فالس، معتبرا ان هولاند اختار تعيين «أكبر شخصية خلافية في اليسار»، في حين قال بيار لوران زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي أن فالس «لا يسمع إلا بأذنه اليمنى».

وقال جان فرنسوا كوبيه رئيس حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» (يمين الوسط)، أكبر أحزاب المعارضة، إن «إقالة» رئيس الحكومة السابق جان مارك ايرولت «لن تكون كافية لتسوية مشاكل» فرنسا، مشددا على ان «المشكلات لا تحل بتغيير الرجال والاحتفاظ بالسياسة نفسها».

من جهتها، قالت مارين لوبن رئيسة حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) ان التعديل الحكومي «لن يغير شيئا لأن ما ينتظره الفرنسيون هو تغيير في السياسة لا صفقة حكومية».

(باريس - أ ف ب)