الفلوجة في قبضة «داعش»... وتواصل القتال في الرمادي

نشر في 05-01-2014
آخر تحديث 05-01-2014 | 00:01
No Image Caption
«متحدون»: «المعتصمون» يدافعون عن مدينتهم... والحكومة تتحمل مسؤولية التدهور
بعد خمسة أيام من المواجهات بين القوات الأمنية العراقية ومجموعات مسلحة، خسرت القوات الأمنية أمس مدينة الفلوجة التي تعرضت لحربين أميركيتين بهدف قمع التمرد فيها، بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين، بينما تتواصل المعارك في مدينة الرمادي.

وتواصلت الاشتباكات في مدينة الرمادي المجاورة، حيث حققت القوات الأمنية مدعومة بمسلحين من العشائر تقدماً في المناطق التي سيطر عليها منذ الخميس الماضي مقاتلو تنظيم «داعش»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم «القاعدة». وذكر مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة الأنبار أن «مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم داعش»، مضيفا أن «المناطق المحيطة بالفلوجة التي تقع على بعد 60 كلم غرب بغداد في أيدي الشرطة المحلية»، في حين تتواصل اشتباكات متقطعة عند أطراف المدنية. وتشكل سيطرة تنظيم «القاعدة» على مركز مدينة الفلوجة حدثا استثنائيا، لما تحمله هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الأميركية في عام 2004 من رمزية خاصة.

وفي الرمادي، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة المدينة، إن «قوات الشرطة والعشائر تنتشر في أغلب مناطق المدينة وتسيطر عليها، ولكن مسلحين من تنظيم القاعدة مازالوا يتواجدون في أحياء الملعب والعادل والبكر»، وجميعها تقع في وسط المدينة.

في غضون ذلك، وصف ائتلاف «متحدون» الذي يرأسه رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الوضع في محافظة الأنبار، بـ«الخطير»، ويهدد بـ«تمزيق وحدة الوطن».

وقال الائتلاف في بيان عقب اجتماع عقدته قيادته لمناقشة الوضع السياسي والأمني في المحافظة أمس، إنه «يدعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات شجاعة في تلبية مطالب المعتصمين الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم في الدفاع عن مدينتهم ووطنهم ضد القاعدة وفلول داعش»، مضيفاً أنه «لابد من الحل السياسي، فالحل العسكري لا يحسم الأمر مع المواطنين، والشعب في الأنبار يستحق أن يكافأ على مواقفه من تنظيم القاعدة وفلولها». ونقل البيان عن النجيفي، قوله إن «أي انتقاد موجه إلى إجراء حكومي أو إدانة طريقة تصرف أو أسلوب عمل لا يعني بأي شكل من الأشكال أننا نوافق أو نتعاطف مع كل من يريد بالعراق سوءاً أو يحاول ضرب الوحدة الوطنية».

ورأى النجيفي أن «استباحة وتغلغل فلول القاعدة إلى بعض مناطق الأنبار خطأ كبير تتحمله الحكومة، بسبب إجراءاتها القاصرة عن استيعاب الوضع، وكسب المواطنين في هذه المحافظة، لأنهم قادرون ويمتلكون التصميم والعزيمة على دحر الإرهاب». وطالب الائتلاف في بيانه بـ«البحث عن الحل الغائب عبر التفاعل والحوار مع أبناء المحافظة والأطراف السياسية المعنية بتغليب مصلحة الوطن واللجوء إلى الحلول السلمية، بعيداً عن القوة المسلحة وخطابات التهديد والتخوين والاستحواذ».

إلى ذلك، أفادت مصادر في وزارة الداخلية بأن «شرطياً قتل أمس وأصيب 11 آخرون من جراء انفجار عبوة ناسفة في حي سكني شمالي مدينة الحلة جنوب بغداد»، بينما أعلنت قيادة عمليات بغداد إبطال مفعول 7 عبوات ناسفة والقبض على عدد من المطلوبين بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

من ناحيته، رأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن «رياح الإرهاب تتسع ويجب وقف مبدأ تصفية الحسابات الإقليمية والدولية».

ودعا المالكي، في مؤتمر صحافي في بغداد، «الدول العربية التي تحتضن دعاة التكفير الى الابتعاد عن التمييز الطائفي».

back to top