محمد عبدالنبي: الورش الأدبية لا تصنع كاتباً جيداً

نشر في 15-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-04-2014 | 00:02
قدم الروائي والمترجم محمد عبدالنبي أشكالا أدبية عدة وحصد جوائز مصرية وعربية، يرى أن عمل المترجم يشبه التبرع بالإبداع لحساب شخص آخر، نظراً إلى الجهد الذي يبذله وينسب فى أغلب الأحيان إلى الكاتب الأصلي للعمل.
في حواره مع {الجريدة} يؤكد عبد النبي أن الصورة التقليدية للسرد لم تستفد من إمكاناتها وأشكالها وقد لا تستنفدها في المستقبل.
يتضح من كتاباتك اهتمامك الزائد بالمكان... ما سبب هذا الاهتمام؟

لا أدري مدى صحة هذه الفكرة وصدقها، من ناحية لا أتصوّر سارداً غير مهتم بالمكان، ولو بقدر ما، ومن ناحية أخرى لا أعتبر أنني أكتب أعمالاً تنطلق من أماكن بعينها بالأساس، على نمط «زقاق المدق» أو «شطح المدينة»، المكان عندي أحد عناصر السرد، وربما أقل أهمية من الشخصية مثلاً، وهي العنصر الذي يجذبني أكثر وأعمل عليه بدرجة أكبر من الاهتمام والعناية.

بصفتك مترجماً ... هل أنت راض عن كمّ الأعمال المترجمة من العربية وإليها؟

لستُ مطلعاً على العدد الدقيق لهذه الأعمال حتى أرضى عنه أو لا أرضى، لكن نتمنى أن يكون هذا العدد في زيادة مستمرة.

لماذا تعتبر عمل المترجم بمثابة تبرع بالكتابة لحساب مبدع آخر؟

لأنها الحقيقة، فحين تعكف على ترجمة عمل أدبي تحاول قدر إمكانك أن تنجزه في أفضل صورة، فتلجأ، رغماً عنك، إلى مهاراتك الكتابية، الصياغة، مثلاً، بكل ما تحمل هذه الكلمة من مهام وأدوات، ما يأخذ من طاقتك الإبداعية التي كان عليها التوجه إلى الكتابة الأدبية ذاتها.

هل استفدتَ في كتاباتك من خبرات المترجم؟

استفدت كثيراً، رغم كل شيء.

الشعر، القصة القصيرة، المتتالية القصصية والرواية، كيف ترى الفروق بين الأنواع الأدبية؟

الأكاديميون هم من ابتكروا هذه الفروق ونحن آمنا بها، فكيف نصنف «أحلام فترة النقاهة»، أو «أصداء السيرة الذاتية» لنجيب محفوظ،

أو {صحِ النوم» ليحيى حقي؟ أتعامل مع النوع الأدبي كإطار للوحة، لا كسجن.

كيف ترى مستقبل الحرية والديمقراطية في مصر المستقبل؟

هذا سؤال كبير عليّ، ولعلّه كبير على الجميع، لا أعرف شيئاً عن المستقبل وكيف سيكون، ناهيك عن مستقبل الحرية والديمقراطية، كل ما نستطيع فعله أن نتمنى الأفضل، ونسعى إليه بقدر طاقتنا وحيلتنا، عدا ذلك رجمٌ بالغيب وشعوذات.

إذا عرض عليك تحويل أحد أعمالك إلى فيلم أو مسلسل ... ما أول شروطك؟

أن تكون السوابق الإبداعية للمخرج مشرّفة، وهو ليس شرطاً بقدر ما هو أمنية.

 من المسؤول عن حالة التردي الثقافي التي وصل إليها المجتمع المصري؟

يعلم الله؟

هل ورش تعليم الكتابة كافية لإخراج روائي وقاص جيدين؟

مهما فعلت الورش الأدبية أو الكتب الخاصة بالكتابة الإبداعية وتقنياتها، لا تصنع كاتباً جيداً، بل تضع الموهوبين على الطريق الصحيح، وتتيح لهم الفرص لتمتين أدواتهم وتقنياتهم، والبقية الباقية على الكاتب نفسه، أظن أن المثابرة والممارسة والرؤية الخاصة، كلها عناصر لا غنى عنها، ثم يمكننا التكلم عن التعلم والتعليم.

ما رأيك بإعادة تعيين وزير الثقافة صابر عرب في منصبه في الحكومة الجديدة، في ظل هجوم المثقفين على القرار؟

أنا غير مهتم بهذه المسائل للأسف، حاولت أن أهتم ولكني فشلت.

لماذا تكون الجوائز منتهى طموح بعض المبدعين؟

لا أدري، يمكن الرجوع إليهم وسؤالهم، ولكن الجوائز الأدبية أمر جميل، وتقدير أدبي ومادي، والتربيت على كتف الكاتب يشعره أنه على المسار الصحيح، لم نعتد في عالمنا العربي أن يكون الكاتب ثرياً، وربما ارتفاع القيمة المادية لبعض الجوائز يجعلها مطمحاً لكثيرين، غير الشهرة والترجمة.

هل حصول الأعمال الأدبية على جوائز يدلّ على جودتها وجدارتها الإبداعية؟

لا أعتبر الجوائز  حكماً مطلقاً بجدارة العمل وجودته، رغم فوزي  بمسابقات عدة، فأحياناً تخضع الجوائز للمصادفات والمواءمات أو للحسابات السياسية والدولية، رغم ذلك تكون فرحة كل جائزة كاملة لا يعكر صفوها شيء.

ما رأيك بالأعمال التي وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة {بوكر الأدبية} هذا العام؟

لم أقرأ أياً منها حتى الآن، لذلك لا رأي عندي حولها.

تختلف لغتك وطريقتك في الكتابة عن باقي أبناء جيلك... لماذا؟

أتمنى أن يكون هذا الاختلاف أمراً جيدا وليس سيئاً، أما السبب، إن كان هذا صحيحاً، فلا أعلم عنه شيئاً، ربما يمكن سؤال بعض النقاد أو الكتّاب الأصدقاء ممن قرأوا لي، إنهم يشاطرونك الرأي أساساً.

أنت من جيل اتهم بابتعاده عن السياسة لمصلحة الحريات الفردية... كيف تردّ على ذلك؟

سأرد بسؤال: إن كان هذا صحيحاً فهل تنفصل الحريات الفردية عن السياسة؟ لا شيء يمكن فصله تماماً عن السياسة بمعناها الواسع والعميق، المجنون الذي  يصرخ في الشوارع يحملُ بعداً سياسياً من زاوية ما، أمّا الكتابات السياسية، بمعناها الضيق، عن النضال والفقر والاستغلال، إلى آخر القائمة، فلها أهلها وناسها الذين لن يتخلوا عنها، سواء أبدعوا فيها أو كرروا الأسطوانات القديمة المشروخة.

 

ما مقدار الخروج عن النص والتجريب في الكتابة الإبداعية من وجهة نظرك؟

لكل نص حالته الخاصة وكل  تجربة تفرض نفسها بشكل مختلف، لكن الصورة التقليدية للسرد لم تستنفد إمكاناتها كلها بعد، وقد لا تستنفدها  في المستقبل.

back to top