لماذا قررت طرح أغنيتك الجديدة «تعباني»  في هذا التوقيت؟

Ad

على غرار أي مواطن عربي ضقت ذرعاً بما يجري حولي من حروب ونزاعات لا تنتهي، لذا ارتأيت طرح  عمل جديد يحاكي المشاعر والأحاسيس، فكانت الأغنية رومانسية بامتياز، خصوصاً أننا  في فصل الشتاء وتناسبه أغنيات هادئة أكثر من إيقاعية.  ثم مضى وقت طويل على طرح آخر عمل فني لي، وكان لا بد من العودة بأغنية جديدة تلاقي استحان الجمهور وتؤمن لي الاستمرارية على الساحة الفنية، والحمد الله لاقت الأغنية نجاحاً وتحتل المراتب الأولى.

معظم أغنياتك تحاكي وجع الحب، هل تترجم تجارب مررت بها؟

ثمة أغنيات تترجم بشكل أو بآخر تجارب مررت بها، لكني ضمنت أغنيات أخرى قضايا استقيتها من تجارب أصدقائي أو من حالات شاهدتها أو سمعت عنها. من يتابع أغنياتي الرومانسية يلاحظ أن مواضيعها مختلفة، ففي أغنية «كلمني اسمعلك» تناجي الحبيبة الحبيب ليعود إليها، فيما في أغنيتي الأخير «تعباني» تعرب الحبيبة عن تعبها من الحبيب وتطلب منه السماح لقرارها الابتعاد عنه وتقول له: «بدي غرام يريحني». في الحالات كافة، أتأثر بالكلام وأشعر بأنه قريب مني إلى حدّ بعيد.

ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال الأغنية؟

كونها تعبر عن فراق حبيبين، أردت إثبات أن المرأة لم تعد تخضع للرجل، وعندما تدرك أنها لم يعد باستطاعتها الاستمرار، يمكنها الانسحاب، خلافاً لما كان يحدث في الماضي، إذ كان من المعيب عليها الانفصال عن زوجها.

إلى أي مدى يمكنك، كفنانة، المساعدة في الدفاع عن حقوق المرأة في ظل ما تتعرض له من تعنيف؟

أنا جاهزة لمساعدة الجمعيات التي تهتم بشؤون المرأة،  من المعيب أننا ما زلنا نسمع عن تعنيف بحقّها، ما يثبت أننا من دول العالم الثالث بامتياز. كلنا بشر وعلى الرجل أن  يعلم أنه لولا المرأة لما كان موجوداً في الحياة، فهما يكملان بعضهما، وما من فرق بينهما في الحقوق والواجبات.

ما الحل برأيك؟

تطوير القوانين وإقرار قانون يمنع التعنيف الأسري. قوانيننا  مهترئة ولا تناسب العصر الذي نعيشه، هل من المعقول أن يضرب الرجل زوجته وألا يكون ثمة  قانون يحميها؟ هل من الجائز أننا ما زلنا نسمع عن رجل يقتل زوجته ويُبرأ من فعلته؟

كونك فنانة وتحت الأضواء وتتمتعين بشخصية قوية، هل تشعرين بأن الرجل يخافك؟

صحيح أن شخصيتي قوية، لكن دفاعاً عن الحق. فأنا مع المظلوم، سواء كان رجلا أو امرأة، وإذا كان الدفاع عن الحق يرفضه بعض الرجال فأنا مستغنية عنهم (تضحك). قد يتزوج شخص من امرأة مشهورة أو لديها مركز معين فيشعر في قرارة نفسه أنه «زوج الست»، لذا يقوم بتصرفات سيئة مثل الخيانة وغيرها لإثبات ذاته كرد عكسي، وهذا ما عالجته في كليبي الأخير «تعباني».

إلى أي مدى يأخذ الرجل مكاناً في حياتك؟

أثور أحياناً على الرجل وأرفض أن يكون في حياتي ثمة من يكبّل حريتي، لكن لا شك في أن هذا الشعور يختفي أمام الرجل الذكي والمثقّف الذي يجبرني على احترامه  وأنبهر بأفعاله وأفكاره وكبريائه... فيأخذ مكانه في قلبي من دون إذن أو دستور. الرجولة بنظري ليست في العضلات والشكل الجميل، بل في كيفية التعاطي والاحترام وتقديم دعم معنوي لي وتشجيعه لأعمالي... من هنا مكان الرجل محفوظ في حياتي شرط إيجاد الشخص المناسب.

ما صفات هذا الرجل المناسب؟

أن يكون ناضجاً فكرياً ويحترم خياراتي ويقدّس حريتي، بمعنى ألا يفرض رأيه علي باسم الحب، عندها يتحول هذا الشعور إلى امتلاك ويفقد جوهره.

هل خذلك الرجل في حياتك العاطفية؟

كان ثمة رجل في حياتي منذ فترة وتم الانفصال بشكل هادىء، فحين يشعر الطرفان أن ما من إمكانية للاستمرار، وبات ثمة اختلاف في وجهات النظر، من الأفضل أن يتم الانفصال قبل أن يجرح أحدهما الآخر أو يقع أحد الطرفين بخيبة معينة. شعور الحب ليس هو الأهم، فهو لا يكتمل من دون راحة وتفاهم، من هنا لم يخذلني الحب، بل تعلمت من تجاربي، ما أكسبني نضجاً وبتّ أعرف كيف أحمي نفسي، ولدي قناعة  بأهمية أن يقترن الحب بالعقل فلا أترك مشاعري تتغلب علي.

ماذا أكسبتك كل هذه التجارب في الحياة؟

صرت أعرف تماماً ماذا أريد، وأشكر الله على النعم التي أغدقها علي. أوصلتني خيبات الأمل والدروس في الحياة إلى السعادة وراحة البال والتصالح مع النفس الذي أعيشه راهناً.

ما الخطوة التالية بعد «تعباني»؟

أحضر لأغنية إيقاعية سأطرحها في أوائل الصيف.