لم أجد حتى لحظة كتابة هذا المقال الكلمة المناسبة لوصف تهديد سكرتير عام الاتحاد سهو السهو بمحاسبة من سمح بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح المرحوم الشيخ نايف الجابر الأحمد الصباح رئيس النادي العربي الأسبق، في المباراة التي جمعت العربي واليرموك، ضمن منافسات دوري "فيفا".

Ad

فالأخ المحترم سكرتير الاتحاد صرح تصريحاً "حلمنتيشياً" بعد المباراة أقتبس منه الآتي:

"وقوف اللاعبين دقيقة حداد مخالف للنظم، ولم تنص عليه لائحة المسابقات، وستتم محاسبة المخالف للنظم واللوائح.

ثم أعرب السهو عن خالص تقديره للأسرة الرياضية، وحزنها على فقيد الرياضة، إلا أن ما تم لا يمكن السكوت عنه، في ما لا يمنع أن تقرأ الفاتحة على روح المرحوم دون الوقوف حداداً الذي لم يجزه المشايخ والفتوى". (انتهى الاقتباس)

من المعروف أن الشتاء في الكويت برده قارس، وهو ما يجبر الناس على البحث عن الدفئ الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى الخمول، لذلك أظن أننا بحاجة بين الفينة والأخرى، وبسبب هذه الحالة، إلى تنشيط ذاكرة البعض، خصوصاً أولئك الذين يبدو أنهم يلحقون عقولهم بأجسادهم ويقررون عدم استخدامها وركنها في "الكراج" بسبب الكسل.

لذلك بادئ ذي بدء نقول حنانيك يا "شيخ أو ملا" سهو السهو فأنت في الكويت الدولة المدنية التي يحكمها دستور وضعي ولست في دولة يتحكم فيها "طالبان أو الملالي أو هيئة الأمر بالمعروف"، وإذا كنت أنت أو رئيسك ومن معكما تريدون مغازلة أو التملق للتيار الديني المتأسلم فهذا شأن خاص بكم، لكن لا يحق لكم بأي حال من الأحوال أن تزجوا بالاتحاد والرياضة في هذا الأتون البائس.

الأمر الآخر أنك لم تنفك، كما هو حال رئيسك زعيم التكتل، عن تأكيد التمسك بلوائح ونظم الاتحاد الدولي والميثاق الأولمبي "اللي استقويتوا فيهم على القوانين المحلية"، والذي من المعروف عنهما الاثنين أنهما يمنعان بشكل واضح إدخال الدين أو السياسة في الرياضة، فكيف تسمح لنفسك بمخالفة تعليماتهما والخلط بين اللوائح والنظم والفتاوى وكلام المشايخ؟

ثم يا "شيخ" سهو تعال لنتكلم بمنطقك، ولو أنه لن يكون مقبولاً الآن ولا حتى مستقبلاً لدينا، لكننا نود أن نقارعك بحجتك، فإذا كنت تريد أن تمنع الوقوف حداداً بحجة الفتاوى وكلام المشايخ فما رأيك بفتاوى المشايخ التي تحرم كرة القدم، وتعتبرها من اللهو الواجب الامتناع عنه؟ أم هي المزاجية التي تتعاملون فيها أنت ورئيسك و"ربعكم" والتي تعطيك الحق في أخذ ما تريد وينطبق مع ما مصلحتك وترك ما لا يتواءم معها.

وأخيراً، ومازلنا نتناقش عن تصريحك وفق منطقك، إذا كنت تطلب أن يتم الاكتفاء بقراءة الفاتحة فكيف يكون ذلك؟ ألا يتطلب أن يتم الوقوف لحظات قبل المباراة أم يفعلها اللاعبون وهم يجرون وراء الكرة؟ ثم ما أدراك أن من وقف دقيقة حداد لم يقرأ الفاتحة أم انها لم تكن لذلك أصلاً؟

وأخيراً يا "ملا" سهو بودي أن أهمس بأذنك أن لائحة المسابقات لم تنص على الوقوف حداداً على أي شخص، إذاً فالأمر ليست له علاقة بالدين، ولا هو خروج عن أي ملة، بل عادة متبعة في الكثير من الأوساط، وخصوصاً الرياضية، استنت للتعبير عن الحزن والوفاء "الذي لا يعرفه أصحابك"، للشخص الراحل، والدليل أن من يتشارك الوقوف من أجناس وأديان مختلفة، وآخرهم على فقيد الإنسانية الراحل نيلسون مانديلا.

بنلتي

بعد تصريح سكرتير عام الاتحاد نرجو أن نسمع أو نقرأ عن الإنشاء أو المطالبة بلجنة للمشايخ والفتاوى في الاتحادات الرياضية تحدد النظم واللوائح في ملاعبنا... "تكفون سووها رياضتنا ناقصة فكاهة".