تُجري الكتل السياسية في العراق اجتماعات مكثفة للخروج بصيغة موحة لاختيار رئيس الحكومة العراقية الجديدة وسط تباين في الآراء حول ترشح رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، بينما هدد نواب المحافظات المنتفضة بالانسحاب من العملية السياسية برمتها في حال حصول المالكي على ولاية ثالثة.

Ad

وقال رئيس كتلة بدر النيابية المنضوية ضمن التحالف الوطني قاسم الأعرجي أمس إن «الاجتماعات مازالت قائمة للخروج بصيغة موحدة بشأن مرشح التحالف لوجود انقسامات بشأن ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء، الذي تصر عليه دولة القانون، في حين هناك أصوات داخل التحالف تعارض ذلك وتطالب باستبداله»، مقراً بأن «الوضع معقد في اجتماعات التحالف الوطني للخروج بصيغة متفق عليها لاختيار مرشحه».

وبين الأعرجي أن «أنباء رفض 70 نائبا من دولة القانون للولاية الثالثة للمالكي هي تسريبات إعلامية وسنناقشها في اجتماعاتنا»، مؤكدا أن «دولة القانون متماسك، ومرشح التحالف الوطني يجب أن يكون من الائتلاف حصرا لا من كتل أخرى داخل التحالف، ولن نتنازل عن ذلك لأننا الكتلة الأكثر عددا والفائزة في الانتخابات».

تهديد

في السياق، هدد النائب عن المحافظات المنتفضة عبد القهار مهدي السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان أمس، بالانسحاب من العملية السياسية برمتها وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة في حال حصول المالكي على ولاية ثالثة، مطالبا التحالف الوطني بـ»إيجاد مرشح مقبول من جميع الأطراف».

وقال السامرائي إن «أغلب مدننا باتت منكوبة، وأهلنا أصبحوا مهجرين، وأكثر من ثلث سكان العراق لا يتسلمون مؤنا ورواتب بسبب سياسات الحكومة الفاشلة».  

وطالب بـ«تحويل ميزانيات المحافظات المنتفضة للأهالي وتعويضهم عن الخسائر، بالإضافة إلى زيادة منح النازحين من مليون إلى مليونين ونصف المليون»، داعياً إلى «توزيع المنح بعدالة وبدون انتقائية».

تفجيرات بغداد

ميدانياً، قالت الشرطة العراقية أمس، إن خمس سيارات ملغومة انفجرت في أسواق مزدحمة في أحياء غالبية سكانها شيعة في العاصمة العراقية بغداد مما تسبب في سقوط ما يصل إلى 51 قتيلا.

وأوضحت الشرطة أن سيارتين انفجرتا في وقت واحد تقريبا في سوقين مزدحمين بمدينة الصدر، ولاحقا انفجرت سيارة ملغومة ثالثة في حي أور، ثم انفجرت سيارتان ملغومتان في كل من حي الأمين والنعيرية.

سد الموصل

في غضون ذلك، صدت قوات البيشمركة الكردية التي تحمي سد الموصل أمس، هجوما نفذه عناصر الدولة الإسلامية على السد الذي يعتبر من أكبر سدود العراق.

وقال المتحدث باسم القوات هلكورد حكمت إن «التنظيم ترك جثة واحد من عناصره، في حين تمكنت قوات البيشمركة من حرق أربع من سياراتهم وهي من طراز همر عسكرية».

وفي السياق، قال قائمقام طوزخرماتو شلال عبدول أمس: «انطلقت حملة عسكرية واسعة للجيش من أجل فك الحصار الذي يفرضه عناصر الدولة الإسلامية على بلدة أمرلي الشيعية التركمانية منذ نحو شهرين»، مشيرا إلى أن «القوات المدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بمساندة طيران الجيش شنت حملة عسكرية مكثفة لكسر الحصار على بلدة أمرلي وتطهير سليمان بيك المجاورة».

إلى ذلك، قال بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو، وهو أبرز رجل دين مسيحي في العراق أمس، إن «نحو مئة ألف مسيحي نزحوا بملابسهم، وبعضهم سيرا على الأقدام، للوصول إلى مدن أربيل ودهوك والسليمانية الكردية»، محذرا من أنهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تأمين الطعام والمأوى لهم.

وأضاف ساكو أن مسلحي الدولة الإسلامية هجموا مساء أمس الأول، على معظم قرى سهل نينوى وقصفوها بقذائف الهاون، واستولوا على بعضها، وفرضوا سلطتهم عليها مما أرعب سكانها ودفعهم الى مغادرتها، مؤكدا «أنها كارثة إنسانية، كنائسهم احتلت، وأُنزلت صلبانها، وتم إحراق نحو 1500 مخطوطة».

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)