تفرض ظروف سياسية وغير سياسية أحياناً غياب الفنانين عن الساحة الفنية، مما يثير في نفس البعض قلقاً من نسيان الجمهور له، في حين يعتبر البعض الآخر أن المكانة التي حفرها في قلب الجمهور تحميه من الوقوع في غياهب النسيان وتجعل عودته إلى الساحة الفنية سهلة.

Ad

باسكال مشعلاني

«الغياب لا يهم بالنسبة إلى الفنان الذي يعرف كيف يختار الطريق الذي يسلكه ليحقق الاستمرار في النجاح»، تقول باسكال مشعلاني التي جعلتها الأمومة تغيب سنتين عن الساحة الفنية، إلا أنها شعرت بعد عودتها بأن الفنان الحقيقي الذي دخل قلب الناس لا يخرج منه بسهولة مهما طال غيابه.

تضيف: «يحافظ الفنان على اسمه وهويته واستمراريته من خلال اختيار أغنيات تناسب صوته وأسلوبه، وطرحها في الوقت المناسب، والإطلالة على الناس بتوقيت ملائم، لا أن يبقى مسمراً على الشاشة. لا بد من التجدد الدائم من دون فقدان الهوية».

تتابع: «حين كنت في الجزائر لم أصدق الاستقبال الحار الذي تلقيته من الشعب، رغم غيابي فترة عن الساحة الفنية، كذلك الأمر عندما زرت تونس السنة الماضية، وهذا دليل على أن الفنان، حين يزرع جيداً لا بد من أن تكون مكانته عند الناس محفوظة دائماً».

حول الساحة الفنية اليوم والصعوبة التي يواجهها الفنان في الاستمرار توضح: {الساحة الفنية لم تتغير، لكن في ظل غياب شركات الإنتاج، برز على الساحة من يملك المال وقادر على التصوير والإنتاج والتسويق، فضلا عن تردي الأوضاع الاقتصادية والأزمات السياسية والتوترات الأمنية في لبنان وغيره من دول عربية... كلها أرخت بثقلها على الواقع الفني، فتغلبت الأخبار السياسية على الفنية، وانصرف المواطن إلى التفكير بمصيره وليس بالفن، ما دفع الفنان إلى التروي والحذر والانتظار}.

مادلين مطر

{الوضع الحالي المتأزم يمنع القسم الأكبر من النجوم من الحضور الدائم على الساحة الفنية} تقول مادلين مطر، معتبرة أن معظم النجوم يعيشون حالة من التريث قبل طرح أي جديد لهم على الساحة الفنية في ظل الغليان الداخلي اللبناني والتوتر الأمني والسياسي الذي يعصف ببعض الدول العربية.

تضيف: «على غرار أي مواطن عربي ضقت ذرعاً بما يجري حولي من حروب ونزاعات لا تنتهي، لذا أرتأي طرح عمل جديد يحاكي المشاعر والأحاسيس بين الحين والآخر، على غرار أغنية {تعبانة} التي طرحتها قبل أشهر، فكانت رومانسية بامتياز، ثم مضى وقت طويل على طرح آخر عمل فني لي، وكان لا بد من العودة بأغنية جديدة تلاقي استحسان الجمهور وتؤمن لي الاستمرار على الساحة الفنية}.

تشير إلى أن غيابها، بين الحين والآخر، عن الساحة الفنية ليس بإرادة منها ولكن تقديم أي عمل جديد، حسب رأيها، يتطلب نفسية جيدة من الفنان وأرضية صلبة، والأمران غير متوافران راهناً، إلا أنها تبذل قصارى جهدها لتقديم عمل جديد، بين الحين والآخر، والإطلالة على الناس من خلال مقابلات تلفزيونية ومقابلات صحافية.

تتابع: {أشعر بسعادة عندما ألمس انتظار الجمهور لأعمالي فهذا دليل على أن مسيرتي الغنائية بنيتها على أسس صلبة ومتينة، والفنان الحقيقي هو الذي يبقي الجمهور وفياً له مهما طالت فترة غيابه}.

وحول شركات الإنتاج توضح أنه بات من الصعب إيجاد شركات إنتاج تلبي طموح الفنان وتضمن له حقوقه ومستقبله، مشيرة إلى أن النجوم باتوا ينفقون من جيبهم الخاص على أعمالهم رغم تعاقدهم مع بعض الشركات.

نيللي مقدسي

«من يملك جمهوراً وفياً لا يهمه الغياب»، تؤكد نيللي مقدسي لافتة إلى أنها ليست غائبة عن الساحة الفنية بل هي في فترة تحضير دائمة، وتحيي حفلات في بلاد الاغتراب وتستمع إلى كلمات وألحان جديدة.

تضيف أن لديها أكثر من أغنية جديدة جاهزة للطرح، إنما تتريّث في إصدارها، على غرار معظم النجوم العرب، في ظل ما يحدث من غليان أمني وحروب في دول عربية عدة، ما يؤثّر بشكل تلقائي ليس على نفسية الناس الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على متابعة الأمور الفنية فحسب، بل على نفسية الفنانين أيضاً.

تتابع: «عندما أرى مشاهد القتل والدمار التي تزدحم بها الشاشات أشعر بتعب نفسي، لكن للفن رسالة أمل وفرح، ومن الضروري أن نستمرّ في تقديم أعمال جديدة  ونتحدّى الظروف الصعبة، لنثبت للعالم أننا شعب يحبّ الحياة ويرفض الموت. للأسف، تأثرت الساحة الفنية بالأحداث العربية بشكل واضح، وانعكست الأوضاع المضطربة في لبنان سلباً على نواحي الحياة بأكملها. لا يمكننا إلا أن نتسلّح بالإيمان ونستمرّ في عطاءاتنا متمنين أن يخيّم السلام على المنطقة العربية بأكملها في أقرب وقت ممكن}.

وعن شركات الإنتاج توضح: {لم يعد ثمة ما يسمى شركات إنتاج، أتمنى أن أكون قادرة دائماً على إنتاج أعمالي بنفسي إلى أن أجد شركة تلبي طموحاتي وأؤمن بأنها ستزيد من رصيدي ولا تعرقل مسيرتي}.

جاد نخلة

{أنا موجود دائماً وينتظر الناس أعمالي}، يؤكد جاد نخلة مشيراً إلى أن طريق الفن ليست سهلة إلا أنه يجتهد في تحقيق حضور فاعل على الساحة من خلال أعمال جديدة يطرحها، بين الفترة والأخرى، رغم الظروف الإنتاجية الصعبة والسياسة التي تؤثر بشكل مباشر على الساحة الفنية.

 مع أن أعماله قليلة، لكن سعادته بها كبيرة كونها تلاقي استحسان الجمهور الذي يكون في انتظرها دائماً ولم يخذله يوما. يقول في حديث له إنه، خلال مسيرته الفنية، ذاق الحلو والمر واكتسب خبرة فنية جعلت كثيرين يعجبون بأغنياته ورومانسيته رغم إنتاجه القليل.

 عن عدم تعاونه مع شركات إنتاج يوضح: {رفضت التعاون مع أكبر الشركات لأنني لا أريد أن أكون سلعة في يدهم، ولا {ريموت كونترول} بل المشاركة في الرأي والاختيار}.

نقولا الأسطا

«تحتّم طبيعة العمل الفني «النظيف» عليّ الغياب لفترات ومن ثم الحضور»، يشير نقولا الأسطا لافتاً إلى أنه عندما لا يجد أغنية ملائمة لطرحها في السوق لا يفتعل مشكلة أو يطلق إشاعة ليتم التداول باسمه في الإعلام، كما يفعل البعض.

 يضيف: «لا أنتمي إلى شركة إنتاج معينة لذلك لا أخضع لعملية البيع والشراء كأنني منتج يحتاج إلى التسويق». وعن استمراره رغم الغياب بين الحين والآخر يؤكد: «لم أقدم في خلال مسيرتي أي أغنية هابطة، بل كانت أعمالي المدعومة في الإعلام المرئي والمسموع، والتي نالت جماهرية، لائقة، لم تجرح بمضمونها مشاعر المستمع ولم تمسّ صورتها بأخلاق المشاهد ولم تثر اشمئزازه لأنني لم استغل فيها المرأة».

يشدد على أن الظروف السياسية في لبنان والدول العربية تجعل الفنان يتريث قبل تقديم أي جديد له، لأن الناس باتوا يتابعون السياسة ويقلقون على مصيرهم أكثر من الفن، لافتاً إلى أن الفن يجب أن يبقى دائماً رسالة فرح وسلام.

 وعن شركات الإنتاج يقول: «تواصلت مع شركات إنتاج عربية عدّة لكنني اكتشفت أنني سأصبح معها مسيّراً لا مخيّراً لأنها تمسك بالقرارات الفنية وتحدد اللون الغنائي للفنان. كوني لا أطرق الأبواب ولا أساير بهدف تحقيق مصلحة شخصية، فضّلت الحفاظ على حريتي على حساب انتشاري السريع من خلال تأسيس شركتي الخاصة».