{جبل الحلال} على رأس المسلسلات المتمحورة حول الرجل المزواج،   تدور أحداثه حول رجل يتزوج أكثر من امرأة ويقيم علاقات عابرة، إلى أن يتعرض لموقف صادم يقلب حياته رأسا على عقب. المسلسل من كتابة السيناريست ناصر عبدالرحمن، إخراج عادل أديب، وبطولة: محمود عبدالعزيز، أشرف عبد الغفور، مظهر أبو النجا، وفاء عامر. من المقرر تصويره بين بولندا ورومانيا ومحافظتي أسوان وشرم الشيخ.

Ad

من المسلسلات التي تندرج ضمن هذه النوعية أيضاً: {المرافعة} الذي يرصد زواج رأس المال بالسلطة، عبر نموذج جمال أبو الوفا الذي يتزوج أكثر من امرأة يحقق من خلالهن طموحاته، من بينهن: جليلة (شيرين رضا)، نادية (دينا)، نوران شويري (دوللي شاهين). المسلسل من تأليف تامر عبد المنعم، إخراج عمر الشيخ، وبطولة: باسم ياخور وفاروق الفيشاوي ومحسن محيي الدين.

في القائمة نفسها يحضر {سرايا عابدين} الذي تدور أحداثه حول الخديو إسماعيل (قصي خولي) وعلاقاته داخل القصر مع الجواري وكثرة زيجاته، ومحاولة والدته {خوشيار هانم} (يسرا) السيطرة على هذه العلاقات، ودخولها في معارك مع الجواري والزوجات، في مقدمهن نور فلك هانم (نيللي كريم التي تؤدي دور تؤأمين، إحداهما زوجة الخديو العاقر والثانية فقيرة تحل محل اختها وتنجب السلطان حسين كامل)، جنيبار هانم (اللبنانية نور) زوجة الخديو وتنجب له الأمير إبراهيم حلمي.  أما جواري الخديو الذي يقع في حبهن فتؤدي أدوارهن: غادة عادل، إنجي المقدم، داليا مصطفى ومي كساب، وتحاول كل منهن التقرب إلى الخديو وتدبير المكائد للأخريات. المسلسل من تأليف هبة حمادة، إخراج عمرو عرفة في أولى تجاربه في الإخراج الدرامي.

ويتناول {أمراض نسا} الفكرة نفسها التي سبق أن قدمها مصطفى شعبان  في {الزوجة الرابعة}. تدور أحداثه حول طبيب أمراض نسا يرتبط، بحكم المهنة، بعلاقات عدة مع النساء، ما يسبب له مشاكل تؤدي إلى انفصاله عن زوجته. المسلسل من تأليف أحمد عبد الفتاح، إخراج محمد النقلي، يشارك في البطولة: حورية فرغلي، إيمان العاصي وصابرين.

{ياسين} الذي يعود تامر حسني من خلاله إلى الدراما التلفزيونية، تتشابه أحداثه إلى حد كبير مع فيلمه {عمر وسلمى}. يجسد فيه حسني شخصية ياسين، شاب ثري يعيش حياة رفاهية وسفر وعلاقات نسائية حتى يصطدم بمشكلة تغير حياته. المسلسل من تأليف محمد سليمان، إخراج إسلام خيري، ويشارك في البطولة: نيكول سابا، شيري عادل، ميريهان حسين، ومها أبوعوف.

أزمة نصوص

يؤكد الكاتب وليد يوسف أن شخصية الرجل المتعدد العلاقات موجودة في موروثاتنا وتاريخنا القديم، منذ حكايات شهريار وشهرزاد، فضلاً عن أن التعددية مباحة للرجل في الدين وبالتالي الفكرة موجودة في الواقع وتتكرر كل يوم، ومن الطبيعي أن تتطرق الدراما إليها مع زيادة معدل العنوسة وتأخر الزواج، حتى أصبحت شخصية الزوجة الثانية والرجل المزواج حلا لبعض المشاكل.

يضيف أنه نتيجة للبطالة وتأخر سن الزواج يتابع المشاهد المصري هذه الدراما كنوع من التعويض ومتنفس له ليشاهد على الشاشة ما كان يتمنى أن يقوم به في الواقع.

بدورها تؤكد رانيا فريد شوقي أن ثمة أزمة في النصوص وفقراً في الإبداع، ما جعل بعض الكتاب يلجأون إلى الاستسهال والتطرق إلى موضوعات مكررة ومضمونة النجاح، من دون بذل جهد في البحث عن فكرة أو قضية جديدة، بالإضافة إلى أن الإعلانات والربح المادي هما المحرك الرئيس للدراما، وبالتالي لعب المنتج والمؤلف والنجم على وتر النجاح السهل، وكرروا افكاراً نالت إعجاب المشاهد، منها شخصية الرجل المزواج وصاحب العلاقات المتعددة، من دون أي تعديل أو رؤية مختلفة لهذه الشخصية، وهو ما ظهر واضحاً في تطابق مسلسل {الزوجة الرابعة} مع {الحاج متولي}.

تضيف أن غياب المنتج الفنان وسيطرة المنتج التاجر على صناعة الدراما، أديا إلى تجميد الدراما عند قضايا محددة، خوفاً من المجازفة وبحثاً عن عائد الإعلانات من دون الاهتمام بأي قيمة فنية.

مجتمع ذكوري

شارك المخرج محمد فاضل في اللجنة التي قرأت مسلسل {سرايا عابدين} أثناء الخلاف مع مسلسل {عصر الحريم}، وأبدى دهشته من العمل الذي يتناول علاقات الخديو إسماعيل، يقول: {كان من الأفضل أن يكون العنوان {غراميات الخديو{، وهو الرجل الذي شهد عصره نهضة ثقافية وحضارية، مع ذلك أغفل المسلسل كل هذا وتفرغ للحديث عن علاقته بالجواري وزوجاته}.

يعزو فاضل ذلك إلى المنتج التاجر الذي يبحث عن الأعمال التي تحقق له مكسباً، وغياب الدولة عن الإنتاج الذي يهتم بالقيم الثقافية والقضايا المهمة للمجتمع إلى جانب تحقيق الربح.

بدورها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن المجتمع الذكوري الذي يمجد الرجل صاحب العلاقات النسائية بل ويتباهى به، السبب وراء هذه الظاهرة، ما جعل صانعي الدراما يستمرون في تقديم هذه الفكرة لأنها تحقق النجاح في كل مرة، بغض النظر عن المستوى الفني، بدليل نجاح مسلسل {الزوجة الرابعة}، رغم ضعفه فنياً، وسبقه {الحاج متولي} وهو ليس أفضل ما قدم نور الشريف.

تضيف خير الله أن الإفلاس والاستسهال ساعدا على تكرار هذه الفكرة وغيرها، {لم يبذل الكتاب جهداً في البحث عن أفكار جديدة تحقق لهم النجاح نفسه، ولجأوا إلى أفكار مستهلكة لتحقيق نجاح مضمون لهذا الإفلاس، لذا اختزلت أفكار الدراما من 36 إلى ثلاث فقط تدور حولها الدراما المصرية وربما العربية عموماً.

أعمال خفيفة

يشير الناقد نادر عدلي إلى أن جمهور شهر رمضان، وهو الموسم الدرامي الأوحد لدينا، يريد أعمالا خفيفة، كوميدية أو رومانسية، لا تحمل قضايا أو أي مضمون قوي في الغالب، إضافة إلى عدم توافر أفكار تكفي لإنتاج أكثر من 80 عملا في موسم واحد، ومن الطبيعي تكرارها خصوصاً تلك التي تحقق نجاحاً جماهيرياً، مثلما حدث مع {الحاج متولي}، وهو مقتبس من عمل أميركي وليس فكرة جديدة.

يؤكد أن {هذه الدراما تحقق نجاحاً تجارياً، ثم تسقط من الذاكرة بعد ذلك ولا يبقى سوى الأعمال المتجددة التي تحمل فكرة أو مضموناً جديداً، حدث ذلك مع {نيران صديقة} و{موجة حارة} في حين تسقط أعمال مثل {الزوجة الرابعة} التي حققت نجاحاً تجارياً}.

يضيف عدلي أن معظم نجوم الدراما الذين يتم تسويق الأعمال باسمهم هم رجال، وفي هذه الحالة تكون القصة حول أكثر من امرأة تطارد البطل، أو أنه على علاقة بأكثر من امرأة، لتحدث مفارقات كوميدية وتراجيديا يهوى المشاهد العربي متابعتها.