بعد مرور أسبوعين على تطبيق "الخطة الأمنية" التي وضعتها الحكومة اللبنانية لمدينة
طرابلس عاصمة شمال لبنان، صمتت البنادق على امتداد "شارع سورية"، الذي يفصل بين منطقة جبل محسن التي تسكنها أقلية علوية ومنطقة باب التبانة السنية.ويتجول عناصر الجيش اللبناني في الشوارع الهادئة التي اعتاد مسلحون القتال فيها ليلا ونهارا فيما يمثل واحدة من أكثر محاولات السلطات اللبنانية جدية لاحتواء آثار الحرب الأهلية السورية التي امتدت تداعياتها إلى لبنان، بعد أن شارك "حزب الله" في القتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، متهماً مسلحين سنة بمساعدة المتمردين السوريين.ويقول محللون ومسؤولون إن تنفيذ "الخطة الأمنية" يشير إلى لحظة نادرة من الاتفاق بين الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية التي لها نفوذ في توجيه الحياة السياسية في لبنان.وقال الجنرال السابق بالجيش اللبناني إلياس حنا المحاضر في الشؤون السياسية والدراسات الحربية بالجامعة الأميركية في بيروت: "حدث تلاق للمصالح بين كل الأطراف لتحقيق استقرار لبنان هذه الأيام"، وأضاف: "الأمور لا تتحمل حدوث فوضى في سورية والعراق ولبنان"، التي وصفها معاً بأنها "محور عدم الاستقرار".ورغم أن كثيرين في طرابلس رحبوا بـ"الخطة الأمنية" التي طُبِّقت قبل أيام فإنهم يشعرون بالقلق خشية أن تتعثر في ظل تجدد المشاحنات السياسية وبسبب خطر المتشددين السنة.وأحد أكبر المخاطر التي تواجه "الخطة الأمنية" هو احتمال حدوث رد فعل من متشددين من السنة من لبنان وسورية ممن يرون ازدواجاً في المعايير في الحملة على المسلحين السنة في الوقت الذي يحتفظ فيه "حزب الله" الشيعي بميليشيا تضارع في قوتها الجيش اللبناني.ورغم مشاعر الاستياء بين المتشددين فالتأييد قوي للجيش بين السنة بما في ذلك قرى قضاء عكار في شمال لبنان حيث قُتل جنديان يوم الثلاثاء الماضي.وكل هذا يجعل انقلاب السنة على الجيش جملة أمراً مستبعداً، لكنه لا يخفف بقدر يُذكَر الاستياء الواسع من هيمنة "حزب الله".وتصور "قوى 8 آذار" التي يقودها "حزب الله" (شيعي) وخصومهم السياسيون في "قوى 14 آذار" التي يقودها تيار "المستقبل" (سني) التوافق على نشر الجيش في طرابلس وغيرها من المناطق المضطربة قرب الحدود مع سورية على أنه دليل على أن الطرف الآخر أدرك أخطاءه.وقال النائب عن "تيار المستقبل" أحمد فتفت: "منذ ثلاث سنوات ونحن في تيار المستقبل نطالب بانتشار الجيش اللبناني في طرابلس، ونطالب بنزع سلاح المدينة، لكن للأسف رغم وجود خطة أمنية مذاك لكن لم يكن هناك غطاء سياسي".وأضاف فتفت أن "حزب الله" غيّر موقفه الآن لأسباب عدة، منها تداعيات تدخله في سورية الذي قال محللون إنه أدى إلى مقتل المئات من مقاتليه وأطلق عدة هجمات انتقامية شنها متشددون من السنة على مناطق شيعية في لبنان.وقدم عضو رفيع المستوى في "قوى 8 آذار" تفسيراً مماثلا، إذ اعتبر أن الانفراجة حدثت لأن زعماء "قوى 14 آذار" أدركوا أن خطر المتشددين السنة "أكبر من أن يتجاهلوه".(طرابلس - رويترز)
دوليات
طرابلس: صمتت البنادق لكن الحذر قائم
15-04-2014