تتجه رؤية مراقبين في مصر إلى تقارب وشيك بين القاهرة وموسكو في ما يتعلق بالجوانب العسكرية، بعد الحالة التي اتسمت بالغموض في الموقف الأميركي تجاه مصر، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، وترجمتها إدارة الرئيس باراك أوباما بتعليق جزئي لمعونتها العسكرية المخصصة لمصر، وفي ضوء الزيارة التي بدأها أمس مدير المخابرات العسكرية الروسية فيكسلاف كوندراسكو، قادماً على رأس وفد من موسكو في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام.

Ad

التقارب بدت ملامحه تتشكل أخيراً، بعد زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى موسكو خلال سبتمبر الماضي، وطلبه من نظيره الروسي سيرغي لافروف، تحديد موعد لزيارة مماثلة إلى القاهرة، وسط مطالبات شعبية في مصر لتقوية العلاقات بين البلدين، وتوقعت مصادر بالخارجية المصرية أن تكون زيارة لافروف المرتقبة، تمهيداً لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة.

وتُعزز الزيارة المحتملة للرئيس الروسي أو وزير خارجيته، فكرة لجوء القاهرة إلى موسكو في إطار تنويع مصادر السلاح، وهو ما ينذر في الوقت ذاته بتفجير الغضب الأميركي حال اتخاذ هذه الخطوة، لكون مصر تعتمد في الأساس على تسليحها العسكري على الجانب الأميركي، في حين رجحت مصادر لـ"الجريدة" أن تكون زيارة مدير المخابرات العسكرية الروسية كوندراسكو، بهدف فتح أبواب التعاون عسكرياً بين البلدين، وتسليح الجيش المصري بطرازات جديدة بعد ضعف النظام السوري الذي كان يعد أبرز حليف لروسيا في المنطقة.

وكان وفد شعبي مصري، توجه إلى روسيا الخميس الماضي، لعقد سلسلة لقاءات مع القيادة الروسية والبرلمان الروسي، للإعراب عن تقديرهم للموقف الروسي المؤيد لثورة 30 يونيو، وأكد عضو الوفد، القيادي الإخواني المنشق، ثروت الخرباوي، أن "الوفد ليس مدفوعاً من سلطة، بل مجموعة اجتمعت وقررت استعادة العلاقات القديمة مع روسيا"، وقال لـ"الجريدة" إننا "سنجتمع مع نائبي الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، ووزير الخارجية، وسنعقد لقاءاتٍ مع سياسيين واقتصاديين ومثقفين وفنانين هناك، وسنوجه دعوة إلى بوتين لزيارة مصر".