مصر: توتر مع واشنطن بسبب بوتين... وسجال مع أنقرة
صباحي يعقد مؤتمراً صحافياً خلال أيام... ومحاكمة مرسي بـ «التخابر والإرهاب» تنطلق غداً
حققت زيارة وزير الدفاع المصري لروسيا الاتحادية نتائج إيجابية عدة على المستويين العسكري والسياسي، وسط ترحيب محلي في مصر بالزيارة، بينما أبدت واشنطن انتقادها الضمني للتقارب الروسي المصري.
تواصلت أمس عالميا ومحليا أصداء زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي لروسيا الاتحادية، وسط ترحيب قطاع عريض من الشعب المصري والصحف القاهرية، التي احتفت على صفحاتها بالزيارة، واصفة إياها بـ"التاريخية"، التي عكست رؤية صناع القرار في القاهرة بضرورة الاعتماد على أكثر من قطب دولي مستقبلا، في ظل توتر العلاقات المصرية الأميركية، منذ إطاحة الجيش بنظام جماعة الإخوان، 3 يوليو الماضي، إثر ثورة شعبية ضده.وعاد السيسي برفقة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى القاهرة مساء أمس الأول، بعد انتهاء زيارتهما لموسكو، التقيا خلالها بكل من الرئيس فلاديمير بوتين، ووزيري الخارجية والدفاع الروسيين، في إطار مباحثات (2+2)، التي قيل إنها شهدت توقيع صفقة تسليح للجيش المصري، بقيمة ملياري دولار، لم يعلن الجانبان عنها رسميا.وقال مصدر عسكري مصري لـ"الجريدة" إن الزيارة حققت نتائج طيبة جدا على المستويين الاستراتيجي والسياسي، واصفاً إياها بـ"الممتازة"، مؤكدا أنها تعد نقلة نوعية في مسيرة العلاقات المشتركة بين القاهرة وموسكو، خاصة في ظل اهتمام روسيا بإيجاد التوازن المطلوب في منطقة الشرق الأوسط.وكشف المصدر أن زيارة المشير حققت أهدافها في ما يتعلق بالحصول على أسلحة روسية "مهمة" لتسليح الجيش المصري، نافيا أن يكون التقارب العسكري مع الروس، معناه الاستغناء عن التعاون العسكري مع أميركا.ترشح السيسيوألقت زيارة موسكو بظلالها على الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، والمتوقع إجراؤها قبل منتصف أبريل المقبل، بعدما أعلن الرئيس الروسي دعمه لترشح المشير السيسي في الانتخابات، ورغم ان قائد الجيش المصري لم يحسم حتى أمس موقفه النهائي من الترشح، فإن تصريحات سابقة لشخصيات سياسية مرموقة في مقدمتها السياسي البارز عمرو موسى أكدت أن إعلان السيسي ترشحه رسميا مسألة وقت.وأبدت الولايات المتحدة الأميركية، أكبر الخاسرين من التقارب الروسي المصري، امتعاضها من تصريح بوتين بتأييد السيسي في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، ورفضت التدخل الروسي في الشأن المصري، بحجة ان "اختيار الرئيس المصري المقبل ليس من شأن بوتين". وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أن الولايات المتحدة لا تدعم مرشحا بعينه، مضيفة، في تصريحات صحافية مساء أمس الأول: "أعتقد بكل صراحة أنه ليس من شأن الولايات المتحدة أو بوتين أن يقررا بشأن من سيحكم مصر، القرار يعود للشعب المصري"، مؤكدة أن التقارب المحتمل بين القاهرة وموسكو لن يضر بالعلاقات "التاريخية" بين مصر والولايات المتحدة التي تشهد فتورا منذ أشهر.وبينما ابدت عدة قوى سياسية مصرية -في مقدمتها حزب الوفد الليبرالي- ترحيبها بتأييد الرئيس الروسي لترشح السيسي، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. أحمد عبد ربه أن "السيسي يعيد بالفعل رسم ترتيبات إقليمية في المنطقة".في الأثناء، رفضت الخارجية المصرية أمس الانخراط في مساجلات لفظية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المعروف بمواقفه المؤيدة لجماعة الإخوان التي تصنفها القاهرة تنظيما إرهابيا، بعدما أعلن أردوغان رفضه الاعتراف بأي رئيس مصري يأتي بانتخابات عقب الانقلاب، في إشارة لرفضه الاعتراف بأن ما جرى في "30 يونيو" ثورة شعبية.وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها أمس، إن تصريحات أردوغان، "لا تستحق الرد أو الالتفات إليها، لأن صوت الشعب المصري هو مصدر الشرعية، وإرادته هي التي تحدد مستقبل الوطن وتختار قيادته".وفي غضون ذلك، يكثف مؤسس "التيار الشعبي" حمدين صباحي، الذي أعلن رسميا نيته الترشح للرئاسة، مشاوراته مع عدد من الرموز والقوى السياسية، لإنهاء برنامجه الانتخابي وتدشين حملته الدعائية رسمياً.وأكد المتحدث الرسمي للتيار حسام مؤنس، في تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، أن صباحي سيعقد مؤتمرا عالميا خلال أيام، يلقي خلاله خطابا للشعب المصري يحدد فيه ملامح رؤيته وبرنامجه وميثاق الشرف الأخلاقي لحملته الانتخابية، وأنه ينتظر انتهاء مشاوراته مع عدد من الأحزاب والقوى الشبابية المنتمية لخط ثورة "25 يناير- 30 يونيو"، للاتفاق على رؤية موحدة وبرنامج مشترك، يعبر عن أهداف الثورة.محاكمة المعزول على صعيد آخر، تبدأ محكمة جنايات القاهرة غدا أولى جلساتها لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و35 قيادة إخوانية في مقدمتهم مرشد الجماعة محمد بديع، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة في القضية أن التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان" أعد مخططاً إرهابياً مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"حزب الله" اللبناني، وثيق الصلة بالحرس الثوري الإيراني، لإشاعة الفوضى داخل مصر.ميدانيا، كرست تظاهرات محدودة لأنصار جماعة "الإخوان" أمس انهيار قدرة الجماعة وحلفائها في تحالف دعم الشرعية على الحشد، فلم يشارك إلا المئات في مسيرات طافت بعض أحياء القاهرة والمحافظات، تصدت لها قوات الأمن، مع انطلاق فعاليات أسبوع "رابعة أيقونة الثورة"، في ذكرى مرور 6 أشهر على فض اعتصامي أنصار المعزول، في ميداني رابعة العدوية والنهضة، 14 أغسطس الماضي.وفي سيناء، قال المتحدث العسكري المصري العقيد أحمد علي إن قوات الجيش نجحت أمس في القبض على عنصرين تكفيريين شديدي الخطورة، ثبت تورط أحدهما في استهداف المروحية العسكرية بالقرب من مدينة الشيخ زويد 25 يناير الماضي.