وثيقة لها تاريخ: بن حِجِّي اشتروا عام 1911 من الشيخ مبارك أرضاً على البحر وضموها إلى عمارة الوقف
استعرضنا في مقال الأسبوع الماضي تاريخ أسرة بن حِجِّي النواخذة، ونشرنا وثيقة عدسانية تنشر للمرة الأولى توثق وقف النوخذة والتاجر ناصر بن حِجِّي عام 1877. واليوم ننشر وثيقة أخرى جديدة لم تنشر من قبل تعود إلى عام 1911م، وفيها اشترى ثلاثة رجال من آل بن حِجِّي أرضاً من الشيخ مبارك الصباح تقع بجانب عمارة الوقف المملوكة لناصر بن حِجِّي وضموها إلى الوقف القائم، وهذا نص الوثيقة الثانية:"الحمد لله سبحانه، جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني...
السبب الداعي الى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو انه قد باع المكرم الشيخ مبارك الصباح من حاملي هذا الكتاب مبارك ابن ناصر ابن حجي ويوسف ابن حجي ابن ناصر ابن حجي وناصر ابن محمد ابن ناصر ابن حجي وهم ايضا قد اشتروا منه ما هو ملكه وهو الارض الكائنة في فريج بن خميس الذي يحدها قبلتا الطريق النافذ وشمالا ساحل البحر وشرقا بيت آل بن فهد وجنوبا عمارة المشترين الموقوفة عليهم من أبيهم ناصر ابن حجي بثمن قدره وعدده ثلاثمائة ريال وسلم الثمن بتمامه وكماله المشترين مبارك ويوسف وناصر المذكورين بيد البايع المكرم الشيخ مبارك المزبور بيعا صحيحا شرعيا فبموجب ما ذكر صارة الأرض المبيعة المذكورة مالا وملكا للمشترين مبارك ويوسف وناصر المذكورين يتصرفون فيها بما شاؤو ثم أوقفوها تبعا للعمارة الموقوفة عليهم وعلى ذريتهم الذكور خاصة لا الإناث ما تناسلوا وقفا صحيحا شرعيا فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه حتى لا يخفى جرا وحرر في 29 شعبان سنة 1329".ولابد أن يكون هناك سبب لشرائهم هذه الأرض من الشيخ مبارك، وهي أرض تقع أمام عمارتهم الوقف وبين ساحل البحر لم تتم الإشارة إليها عند كتابة الوقف عام 1877، والقارئ لوثيقة الوقف يجد فيها أن العمارة تقع على ساحل البحر ويحدها البحر شمالاً. على كل حال تم الشراء وتم ضم الأرض للعمارة الوقف. وقبل أن نختم مقال اليوم نتحدث قليلاً عن النوخذة حجي بن يوسف بن حجي بن ناصر الذي ولد في عام 1910 تقريباً، وتوفي في عام 1962. تعلم حجي بن حجي قيادة السفينة على يد والده النوخذة يوسف بن حجي، وسافر في رحلات عديدة إلى الهند واليمن وشرق إفريقيا. وقد صدر في عام 2002 للدكتور يعقوب الحجي رزنامة بحرية تضم بعض رحلاته. له من الذرية بدر وأحمد وعبداللطيف وغنيمة ونجيبة. أما النوخذة ناصر بن يوسف بن حجي فهو من مواليد عام 1925، وتوفي عام 1997، وتعلم على يد والده وإخوانه، ثم أصبح نوخذة شراع ومعلماً (خبير في الملاحة) وسافر على ظهر سفينة للتاجر مرشد العصيمي. له من الذرية د. حياة عميدة كلية الآداب بجامعة الكويت، ود. بدر، ود. جمال، والمهندس ماهر، والمهندس جهاد، ونجاة ومها. وقد وثق مركز البحوث والدراسات حياته ورحلاته في رزنامة بحرية صدرت عام 2000. وقد تميز النوخذة ناصر بمهارته الفائقة في الرسم، وتخللت صفحات رزنامته رسومات دقيقة لبعض السفن الشراعية القديمة.