من الصحافة المكتوبة إلى التقديم التلفزيوني، فالتمثيل، حققت نقلات مهنية مختلفة أخبرينا عنها.

Ad

ولدت في منزل إعلامي بامتياز، فوالدي هو الصحافي ابراهيم صيّاح وشقيقتي متخصصة في هذا المجال أيضًا، وشكّل الإعلام نمط حياة ترعرعت في كنفه وعشقته كثيرًا. لذا عندما وصلت إلى مرحلة اختيار الاختصاص الجامعي، احترت بين دراسة الإعلام المتآلفة معه وبين التخصص في الطب، فشجعتني عائلتي على اختيار المهنة التي أعشق وهكذا حصل. وتخللت دراستي الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع مواد عن فنون التواصل، ما أفسح في المجال أمامي للتنويع المهني بين الصحافة المكتوبة وتقديم البرامج التلفزيونية، فالتمثيل.

{جلنار}، أولى شخصياتك التمثيلية، هل شعرت بالخوف أم بالتحدي الذاتي، خصوصًا أنك انطلقت من دور بطولي لا ثانوي؟

راودني الخوف والقلق، إنما اعتبرت الفرصة المعروضة عليّ جميلة من ناحية التركيبة الدرامية، كتابة وإخراجًا وإنتاجًا وتمثيلا، فضلا عن روعة الدور، ما حمّلني مسؤولية ودفعني إلى أن أكون متيقظة وجاهزة لتقديم أفضل ما لدي، خصوصًا أنني أقف إلى جانب ممثلين كبار.

تعملين مقدمة تلفزيونية في شاشة MTV اللبنانية وتطلين ممثلة في مسلسل يُعرض عبر LBC، وهما محطتان متنافستان، فكيف تتعاملين مع هذا الواقع؟

لا علاقة بين عملي كمقدمة برامج في MTV وبين التمثيل في مسلسل درامي يُعرض عبر شاشة LBC لأنهما أمران مختلفان، فضلا عن أنني قد أصوّر مسلسلا دراميًا لاحقًا ليُعرض عبر MTV أو أي شاشة محلية أخرى.

لطالما تباهت ممثلات بتقديمهنّ أدوارًا ثانوية قبل تحقيق دور البطولة، لكنك بدأت من البطولة فهل تعتبرينها ضربة حظ؟

صحيح أنها فرصة أو ضربة حظّ، لكنني أطمح دائمًا إلى التقدم في المجالات المهنية التي أحب، لذا اجتهدت في سبيل تحقيق طموحي، وكنت جاهزة على الدوام لاقتناص الفرصة الكبيرة كما يجب.

 

كيف تصفين شخصية {جلنار}؟

منذ قراءتي النص عشقت شخصيات المسلسل كافة، خصوصًا {جلنار} التي تعاطفت معها ليس من باب الشفقة، إنما لجمعها في شخصها القوة والعنفوان والثورة والعاطفة والحب الكبير والتضحية في سبيل عائلتها ومن تحبّ. كذلك أحببت كيفية تفاعلها مع الأحداث، انطلاقًا من المبادئ الاجتماعية والإنسانية العميقة التي تتمتع بها، لكنها وقعت ضحية الإقطاعية بين المشايخ والفلاحين.

هل تخطينا راهنًا هذه الطبقية أو الإقطاعية أم لا نزال نعيشها في مظاهر مختلفة؟

نعيش الاقطاعية في السياسة والاقتصاد وبين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وما المسلسل سوى تجسيد لحالات إنسانية موجودة في مجتمعنا ونعيشها بأطر متنوعة.

نجحت بقلم الكاتبة منى طايع، فهل من مشاريع جديدة معها؟

ثمة عروض ومشاريع جديدة لكنها لم تتبلور نهائيًا بعد. أتمنى أن تكون الفرص المقبلة جميلة كهذه الفرصة. أشعر أنني حققت ما كنت أحلم دائمًا به، من خلال هذا العمل، لذا أتمنى خوض رهانات جديدة وتحديات بنجاح.

رولا حمادة، نهلا داوود، يوسف الخال، جوزف بو نصّار، ممثلون لديهم تاريخ كبير في الدراما اللبنانية، أخبرينا عن تجربتك معهم.

شعرت بمسؤولية وبضرورة تحاشي الخطأ. وقد ساعدني هؤلاء أثناء التصوير ودعموني، فتخطيت بفضلهم ذاتي واجتهدت لتقديم المزيد والتقدّم أكثر، خصوصًا أنني راقبت الممثلين في موقع التصوير وتعلّمت من أدائهم.

ماذا عن نشاطك الإعلامي بعد نجاحك في التمثيل؟

أحب الإعلام كما التمثيل، لذا سأقتنص الفرص المناسبة في الاثنين معًا، ولن أتفرغ لأحدهما من دون الآخر. أتمنى الاستمرار في المجالين ومنحهما حقهما بتساوٍ.

بعد تسليط الضوء عليك، ما العروض التي تلقيتها؟

تلقيت عروضًا تمثيلية في لبنان وغيره من الدول العربية، فضلاً عن عروض إعلامية، وأنا في مرحلة الاختيار.

هل تشعرين بضياع بعدما كثرت الفرص؟

لا أشعر بالضياع بمقدار إحساسي بمسؤولية اتخاذ القرار الصحيح. فأنا لم أسعَ شخصيًا إلى تحقيق الخطوة الأولى لكنها جاءت جميلة جدًا، أما في المرحلة الراهنة فتقع على عاتقي مسؤولية حسن اختيار الخطوة المقبلة.

على أي أساس ستختارين الخطوة التالية؟

عندما أطلع  على التركيبة الدرامية عموماً وماهية الشخصية المعروضة عليّ  خصوصاً، أحدد قراري بالمشاركة في المسلسل أم لا. كذلك الأمر بالنسبة إلى الإعلام، فإما أن أرى نفسي في العرض المقدم اليّ أو أعتذر عنه.

مستوى الإنتاج الدرامي في لبنان متواضع ومن الصعب توافر إنتاج ضخم يضاهي {وأشرقت الشمس}، هل ستقدمين تنازلات معينة للاستمرار في التمثيل، أم ستنتظرين إنتاجاً  قوياً؟

أولا، يجب أن يتقدم الإنسان في مسيرته المهنية لا أن يتراجع، لذا لن أقدم تنازلات ولن أشارك في عمل أو مسلسل ما لم أكن مقتنعة تمامًا به. أمّا على صعيد الإنتاج، فأعتقد أن ضخامة إنتاج مسلسل {وأشرقت الشمس} ستشجع الآخرين على تقديم أعمال مماثلة، علمًا أن مسلسلات كثيرة عُرضت في السابق وكانت جميلة أيضًا.

هل من الضروري أن يثبت الممثل اللبناني اسمه في وطنه قبل الانطلاق نحو الأعمال العربية؟

شخصيًا، لا أميّز بين الأعمال اللبنانية الصرف والأعمال اللبنانية -العربية المشتركة، لأن الجمهور الذي يتابع الأعمال الدرامية اللبنانية أو العربية هو نفسه في ظل الانفتاح الفضائي، من هنا أولي أهمية للدور وليس لهوية العمل الدرامي.  فضلا عن أن مسلسل {وأشرقت الشمس} سيعرض قريبًا عبر الفضائيات، وبالتالي سيتمكن الجمهور العربي من متابعته.

هل تلقيت ردود فعل عربية؟

طالب اللبنانيون المغتربون وغيرهم من العرب بعرض المسلسل عبر الفضائيات، ليتمكنوا من متابعته، كونهم لا يشاهدون راهنًا سوى مقتطفات إعلانية، ويتابعون أصداءه الإيجابية في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وفي المقابلات مع الممثلين. شخصيًا انتظر عرضه عربيًا لأرى الأصداء حوله.

ما المعايير التي توافرت في هذا المسلسل وأدت إلى نجاحه؟

توافرت في هذا العمل تركيبة درامية ناجحة، بدءًا من نص منى طايع الرائع التي قدمت شخصيات متنوعة، لكل منها قصصها وماضيها، فاستطاع المشاهد أن يتماثل مع إحدى الشخصيات التي يراها، مرورًا باللعبة الإخراجية والصورة الجميلة التي قدمّها شارل شلالا، وصولا إلى التعاون الإنتاجي الجميل واللافت بين ثلاث شركات بهدف تقديم عمل ضخم، فضلا عن نجاح الكاست ووقوف كل ممثل في مكانه المناسب.

إطلالتك كمقدمة أوصلتك إلى عالم التمثيل، فهل نجاحك في التمثيل سيمهد أمام إطلالة أوسع في التقديم؟

أعتقد أن إطلالتي كمقدمة برامج عبر MTV اللبنانية لفتت انتباه الكاتبة منى طايع إليّ، لذا أتمنى أن تمهّد {جلنار} أمامي الطريق نحو فرص جميلة وجديدة في التمثيل والإعلام.

أنت خجولة في الحياة العادية، ولست جريئة مثل {جلنار}، فكيف تخطيتِ هذا الخجل لتقديم شخصية متمردة؟

شعرت بحماسة وتحدٍ في التعبير عن أحاسيس شخصية غريبة عنّي ومختلفة عن شخصيتي، ولكن اللافت أنني كنت أتناسى نفسي كلما ارتديت ثيابها لبدء التصوير، فتقمصّتها حتى تملكّتني وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منّي، وتخطيت بفضلها خجلي. أتمنى أن أكون قد نجحت في تجسيدها.

هل يعني أن {جلنار} أثّرت في شخصيتك؟

كثيرًا، لذا أعتبر ايميه قبل {جلنار} مختلفة عما بعدها. استمديت منها القوة وتخطيت الخجل وتعلّمت أن أعلن عن الحق وعدم السكوت عنه، والتعبير أكثر عن المبادئ الموجودة أساسًا في شخصيتي ولم أكن أجاهر بها. لذلك ساعدتني {جلنار} إيجابًا وعلّمتني التعبير أكثر عن نفسي.

يحتاج التمثيل إلى التفرّغ بين التحضير والتصوير، فهل ستغيرين التزاماتك في سبيله؟

لن أغيّر التزاماتي، سواء كانت مهنية أو شخصية، طالما يمكنني التنسيق بينها كلها وتحقيق التوازن المطلوب، انطلاقًا من تحديد أولوياتي الشخصية.

هل تعتبرين أن جمالك الخارجي مفتاح أساس لتحقيقك النجومية خصوصًا أننا في عصر الصورة؟

لم تتكل {جلنار} على جمالها لجذب الناس، فهي لم ترتدِ ثيابًا مثيرة ولم تضع ماكياجًا لافتًا، لكن الجمهور أحب شخصيتها وأقوالها وأفعالها وكيفية تعاملها مع الأحداث. الشكل مهم في عصر الصورة، لكنه ليس الأهم أو الأساس، لأن ملكة جمال العالم يمكن أن تفشل في الإعلام والتمثيل إذا افتقرت إلى الحضور اللافت والكاريزما.

إلام تطمحين بعد هذه الشخصية؟

بعد نجاحي، تأكدت ألا شيء مستحيلا في الحياة، ومثلما يسعى أي إنسان إلى تحقيق حلم جديد كلما حقق طموحًا معينًا. كذلك أنا، أحلامي كثيرة سواء في الإعلام أو على الصعيد الشخصي أو في التمثيل.

من سيكون مرشدك في خياراتك المهنية المستقبلية؟

سألجأ الى فريق العمل الذي تعاونت معه في {وأشرقت الشمس} لأنني أثق به وبنظرته إلى الأمور وبخبرته المهنية، ولولا هذا الفريق لما حقق المسلسل النجاح.