أزمة تلد أخرى!
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
• وبما أن الشكل التقليدي للقوة مازال ممسوكاً بتلابيبه من قبل السلطة التنفيذية التي تهيمن عليها الأسرة الحاكمة، وبالتالي تتحمل المسؤولية الكبرى عن حالة الأزمات المتكررة، فإن ما يزيد فداحة الأزمات ويدفع بها في اتجاهات غير محكومة هو أن معادلة القوة عندنا أصبحت ثلاثية المحاور، كالتالي: ١) مال، الكثير منه. ٢) ملكية أو التأثير على وسائل إعلام. ٣) تجميع عدد من الناشطين "الفضائيين" في "تويتر" والجرائد الإلكترونية. ومن هذا المنطلق صعد أشخاص ضمن معادلة القوة تلك وتلاشوا وغابوا بسبب تغير الظروف.• صراع من هذا النوع، وأدوات هشة قابلة للتحييد بسهولة، تؤدي بالتدريج إلى تحول الصراع التقليدي الاجتماعي إلى صراع فردي، حيث يستطيع فرد واحد أن يصبح مركز قوة بغض النظر عن انتمائه الفئوي، بل قد يصبح مدمراً لانتماءاته الفئوية.• وبالتالي فإن الصراع بدلاً من أن يصبح حاكماً العملية السياسية ضمن قواعد لعبة معروفة، يصبح فارغاً وغير قادر على الصمود، ويتسم بتغير مراكز القوى وتحالفاتها وبعثرتها، ما ينعكس سلبياً على نمط اتخاذ القرار، وبالتالي تصبح الأزمة تلد الأزمة، ويعيش المجتمع في حالة من التكرار الممل، والأزمات الرتيبة التي لا تُخرِج المجتمع من حالة الضعف بل تزيده ضعفاً.