استمرت الاشبتاكات بين الجيش اللبناني وإسلاميين متشددين في بلدة عرسال الحدودية، بعد هدنة هشة لم تتمكن من وقف إطلاق النار، الذي كان مفترضاً أن يمتد 24 ساعة، في حين أعلن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري عن دعم بمليار دولار من السعودية للجيش.

Ad

واندلعت نيران الأسلحة الآلية والقصف، صباح أمس وفي المساء، على مشارف البلدة في خرق لوقف إطلاق نار مدته 24 ساعة دخل حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء أمس الأول الثلاثاء.

وشوهدت عشرات من حاملات الجنود المدرعة والدبابات وهي تتحرك على الطريق متجهة إلى عرسال، مصحوبة بنشر قوات خاصة لبنانية، أمس، بعد أن وصلت إلى بلدة اللبوة قرب عرسال، حيث يتمركز مئات الجنود.

ودخل وفد من «هيئة العلماء المسلمين» المؤلفة من رجال دين لبنانيين سنة بلدة عرسال، أمس، في مساع للتوصل إلى وضع حد للمعارك التي تدور في محيط البلدة منذ السبت، ولاستعادة جنود وعناصر القوى الأمنية.

إلى ذلك، أكد الحريري أنه عندما يكون الوطن بخطر فإن المسؤولية الوطنية تفرض إعلان الاستنفار العام، وأن لبنان يعيش هذا الخطر ويواجه هجمة إرهابية غير مسبوقة.

وقال في تصريح للصحافيين في القصر الملكي في جدة، أمس، إن «الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبلغني بقراره السخي تقديم مليار دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لتعزيز قدراتهم في الحفاظ على أمن لبنان»، مشيرا الى أن التطرف يهدد لبنان والمنطقة كلها، واستئصاله مسؤولية الدولة التي لم تبخل بالتضحيات، ومن هذا المنطلق قدم العاهل السعودي الدعم الفوري للجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية.

وفيما أكد رئيس الوزراء، تمام سلام، أن قرار خادم الحرمين يطمئن بأن لبنان ليس وحده، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، على ضرورة تقديم كل الدعم للجيش اللبناني والالتفاف حول المؤسسة العسكرية، مؤكدا في لقاء الأربعاء النيابي أن الاستثمار على الأمن هو من أولويات المرحلة. كما رفض بري التمديد لمجلس النواب مرة أخرى، مشيرا إلى أنه طلب من وزارة الداخلية الإعداد للانتخابات النيابية.

وفيما أعلن مكتب وزير العدل، اللواء أشرف ريفي، أمس، عن مطالبة النيابة العامة بمتابعة ملف الأفلام التي زعمت تعرّض جنود لبنانيين تابعين للمؤسسات العسكرية والأمنية للتعذيب والتنكيل، أوضح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر صحافي، أمس، أن ما يجري في عرسال هو نتيجة صمود الجيش اللبناني وبطولته ووحدة اللبنانيين»، لافتا الى أن انتصار الجيش على «داعش» هو انتصار للنموذج اللبناني على النموذج الداعشي. وأشار إلى أنه تبين أن لبنان ليس بيئة حاضنة للإرهاب، كما تبين  أن المخيمات بإمكانها أن تكون بيئة حاضنة للإرهابيين، سيما أن هذه الأماكن التي تحوي بؤسا وفقرا وفي المقابل دفقا ماليا.

وأكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أمس، في لقاء مشترك بينهما في الرابية ضرورة الالتفاف حول المؤسسة العسكرية من دون أي شروط أو تفسيرات أو تأويلات من شأنها التشويش على المناخ الداعم للمؤسسة العسكرية.

وبينما رأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «ما يحدث لا يواجه إلاّ بوحدة الصف ووحدة الكلمة، وبالالتفاف حول الجيش والحكومة»، أكد مسؤولون «مقتل كثيرين من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في معركة عرسال، بينهم أحد قادتهم وهو أبوحسن الحمصي الذي كان مسؤولا عن إعداد الشراك والتفجيرات». وأضافت المصادر أن قائدا آخر في التنظيم من أصل أردني قتل في الاشتباكات.

وفي البقاع أيضاً، قطع أهالي بلدة اللبوة الطريق أمام قافلة مساعدات متجهة الى عرسال، تضامنا مع شهداء الجيش، واعتبروا أن هذه المساعدات سيتسلمها مسلحو «الدولة» و«النصرة».

( بيروت- أ ف ب،

رويترز، كونا)