المخرج محمد حمدي : «سالم أبو أخته» يحترم الحارة الشعبية

نشر في 05-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 05-05-2014 | 00:02
{سالم أبو أخته} هو التعاون الثاني بين المخرج الشاب محمد حمدي والفنان محمد رجب والمنتج السبكي بعد تجربتهم الأولى {محترم إلا ربع}. يقدم العمل الحارة الشعبية والمهمشين وما يتعرضون له من ظلم وقهر، كذلك يتناول فساد بعض رجال الشرطة.
عن هذه التجربة التقينا مخرجها محمد حمدي.
ما الذي جذبك إلى فيلم {سالم أبو أخته}؟

عندما قرأت العمل أعجبت به فوراً، لأنه يتناول المهمشين والحارة الشعبية من خلال شخصية بائع ملابس يعول أسرة وأحلامه بسيطة. ولكن بعض أصحاب السلطة والنفوذ، لأغراض خاصة وفساد في داخلهم، يمنعون البائع من تحقيق أحلامه والعيش حياة كريمة. نعم، تحمست عندما شعرت أن العمل بمثابة رسالة من المهمشين إلى المسؤولين بأن البعض يحلم بحياة بسيطة وكريمة، ولكن هناك من يعوق هذا. أضف إلى ذلك أن العمل يتناول الحارة الشعبية من دون تشويه، على عكس بعض الأفلام.

حمل الفيلم اتهاماً واضحاً للشرطة، هل تخشى من العواقب سواء بالهجوم أو المنع؟

يتحدث الفيلم عن النماذج السلبية في جهاز الشرطة التي تستغل قوتها وسلطتها لظلم البسطاء، فكل مهنة فيها الجيد والسيئ، فضلاً عن أن العمل تضمن أيضاً نماذج إيجابية مثل القائد الذي أمر بالتحقيق مع الضابط الفاسد ثم فصله من الشرطة، والضابط الشريف الذي تحول إلى محام للدفاع عن سالم في نهاية الفيلم. عموماً، تابعتنا لجنة من الشرطة منذ بداية التحضير للفيلم وحتى الانتهاء منه لإبداء الرأي وإعطاء الملحوظات، ولو أنها رأت تجاوزاً لكانت اعترضت عليه، وبالتالي لا حديث عن منع الفيلم أو الهجوم عليه.

هل ترى أن توقيت عرض الفيلم مناسب؟

رغم أنه من اختصاص المنتج وحده، فإنني أرى أن التوقيت مناسب جداً لأن التجاوزات لم تنته حتى الآن وستستمر لأن الشر موجود دائماً وعلينا مواجهته، والأفلام التي نصنعها تشكل إحدى وسائل المقاومة.

ظهرت شخصية أمين الشرطة المرتشي فجأة واختفت فجأة من دون مبرر درامي، لماذا؟

أمين الشرطة المرتشي نموذج لموظف فقير مرتبه لا يكفيه، ما يضطره إلى قبول رشوة لمواجهة التزاماته، وهو في الأساس شخصية ثانوية الهدف منها ومن الشخصيات الثانوية الأخرى تكملة أحداث في قصة البطل الرئيسة، ولو تتبعنا الخط الدرامي لها لأصبحت رئيسة هي أيضاً. بالتالي، نحتاج إلى مسلسل وليس فيلماً محدود المدة. عموماً، التركيز غالبا يكون على الشخصية الرئيسة {سالم أبو أخته}، والبقية شخصيات مكملة.

يتضمن العمل أغنية لكل أبطاله بلا مبرر درامي، هل السبب دعائي؟

يستعرض البطل من خلال الأغنية أحلامه، وجاء ترتيبها في الفيلم زمنياً.

تحول البطل من الفقر إلى الغنى كان مفاجئا ومن دون مبرر درامي، ما ردك؟

قصة الفيلم الرئيسة هي ما تعرض له البطل من ظلم وكيفية مواجهته. بالتالي، ثمة تفاصيل لا نتوقف عندها لأنها لا تخدم خط العمل الأساسي. وقد ظهر من خلال الفيلم أن الراقصة التي يعرفها ساعدته بالمال وهو نجح في التجارة بعد ذلك، أما تفاصيل النجاح فليست مهمة.

تعاني شخصية أخت البطل من إعاقة لا نعرف أسبابها.

 

الهدف من الإعاقة إظهار مدى معاناة البطلة وصعوبة الحصول على فرصة زواج، ما يدفعها إلى الموافقة على أول من يتقدم للزواج منها رغم اعتراض الأخ. و كما قلت، التفاصيل لا نتوقف عندها ولا نعطيها مساحة في العمل، لأن الأساس هو البطل وما يتعرض له.  

اختيار صافيناز في العمل سببه تجاري؟

أكيد، صافيناز نجمة ولها جمهور ومن المنطقي أن نستفيد من هذه الشعبية في ما لا يضر بالفيلم. وفي تاريخ السينما أفلام كثيرة استفادت من شعبية راقصات أو ضيوف شرف.

في النهاية ينتقم البطل من الضابط الفاسد ويقتله من دون اللجوء إلى القانون. هل من المنطقي تغييب القانون في عمل فني؟

النظام الذي يفترض عليه تطبيق القانون هو من غيَّبه وخالفه، ولا تنتظر من مواطن بسيط تعرض لكل هذا الظلم في عمله ودخل السجن ثم قتلت أخته أن يلتزم بالقانون، وقد ورد على لسان البطل: {لو خربت يبقى ع الكل لأنها مش هاتسيب حد}، وهذه هي رسالة العمل التي تقول بأن غياب القانون يبيح كل شيء.

إلى أي مدى نجحت أفلام الحارة والعشوائيات في نقل معاناة هذه المناطق؟

ثمة أفلام نجحت في نقل واقع سكان الحارة الشعبية والعشوائيات وأظهرت مدى معاناتهم وكم الإهمال الذي يعيشون فيه. لكن في المقابل ثمة أفلام  شوهت الحارة حينما أظهرت أنها مليئة بالبلطجة والمخدرات والجنس، لذا تعمدنا في هذا العمل أن نظهر الحارة كما هي: ناس بسطاء حتى في أحلامهم ورغم ذلك تجد من يفسد عليهم حياتهم وأحلامهم. وأؤكد أن العمل يحترم الحارة الشعبية ولا يتضمن أي لفظ خارج أو إيحاءات وكل ما ظهر في الأعمال التي تناولت الحارة بالسلب.

ما هي أصعب المشاهد التي قدمتها؟

الأصعب كان في مشاهد التصوير في العتبة والموسكي نتيجة الزحام الشديد وغياب الأمن وعدم تأمينه لطاقم العمل، لكن أهالي وبائعي المنطقة كانوا على مستوى المسؤولية.

ثمة إشاعات عن تدخلات المنتج في العمل إخراجاً وتأليفاً، ما ردك؟

السبكي منتج كبير وله خبرة طويلة في عالم السينما. نتفق على رؤية واحدة للعمل ثم تكون لي الحرية المطلقة، فضلاً عن أنه لا يتدخل في تقنيات السينما من إضاءة وتصوير وكادرات. عموماً، أنا سعيد بالتعاون معه.

back to top