العراق: عملية مشتركة للجيش و«الصحوة» في الرمادي
• المالكي يصعد ضد معارضيه ويتهم دولاً عربية «شيطانية» بدعم الإرهاب
• مباحثات بين بغداد وأربيل
تزامنا مع الحملة العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش العراقي وقوات الصحوة بمدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب العراق، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن ساحات الاعتصام ما هي إلا ساحات «فتنة وقتل»، ودول عربية «شيطانية» تقف وراءها.
شن الجيش العراقي عملية واسعة النطاق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والارهابيين في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب العراق، والتي خرجت بعض أحيائها عن سيطرة الحكومة.وفرضت السلطات العراقية حظرا شاملا للتجوال على مدينة الرمادي حتى إشعار آخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري أمس إن «الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي ضد عناصر داعش والقاعدة والإرهابيين».
وأوضح العسكري ان القوات العراقية شنت هجوما على أحياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين، وجميعها تنتشر في وسط وجنوب المدينة، مشيرا إلى أن مروحيات تابعة للجيش تقصف أهدافا في حي الملعب بمساندة القوات التي تنفذ الهجوم على المسلحين. وأكد انه الى جانب القوات العراقية شاركت قوات تابعة للعشائر، داعمة للحكومة ولقوات الجيش في العملية. ومازال مسلحون ينتمون الى تنظيم داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة، بينما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب مدينة الرمادي.المالكيفي غضون ذلك، صعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من موقفه ضد معارضيه، واصفا ساحات الاعتصام بـ»ساحات الفتنة والقتل»، ومطالبها بـ»الخدعة التي كانت تريد إسقاط الدستور العراقي وإلغاء العملية السياسية».وقال المالكي إن دولا عربية «شيطانية خائنة تدعم الإرهاب» في بلاده، محذرا من أن «الشر سيصل الى نفس هذه الدول كما وصل الى غيرها في السابق».وأشار إلى أن «العالم اتحد معنا في موقف قل نظيره في مواجهة الإرهاب، حيث وقف مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والدول العربية أغلبها إلا بعض الدول الشيطانية الخائنة»، مشددا «كلي ثقة بقدرة العراقيين على التصدي للإرهاب كما يحصل الآن، على خلفية الخدعة التي انطلت على الكثير من المتصدين للعمل السياسي الذين لم يحسنوا قراءة الأحداث أو شاركوا في تغطيتها».وذكر ان خيم الاعتصام كانت خدعة، موضحا أنه بعد مرور سنة «كشفت هذه الخدعة، وتبين أنها ساحة فتنة، وقد اكتشفها أهل الأنبار مؤخرا بعد أن تحولت الى إعادة بناء تنظيمات القاعدة والبنى التحتية للإرهاب»، مضيفا أن «الحكومة تمكنت من إزاحة الستار عن القاعدة والداعمين لها، متهما بعض السياسيين بالوقوف ضد الجيش في الأنبار»، مشددا على أن «أيدينا ممدودة لكل حل سياسي باستثناء القاعدة». على صعيد آخر، وصل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني الى بغداد أمس، لإجراء مباحثات مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية حيال الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، وفي مقدمتها ملف النفط، وحصة الإقليم من الموازنة العامة للعام الجاري.والتقى البرزاني فور وصوله إلى بغداد بالمالكي، وبحث معه تلك الملفات التي توصف بالخلافية، بعد عودة الأخير من محافظة ذي قار.وقال المتحدث الرسمي باسم الإقليم سفين دزيي إن البرزاني عقد بعد ذلك اجتماعا مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لبحث ملف تصدير النفط من الإقليم عبر الأراضي التركية، مضيفا ان حكومته قدمت مجموعة من المقترحات البناءة والعملية إلى الحكومة العراقية، على أمل التوصل إلى نتائج إيجابية للمشاكل العالقة، عبر الحوار والتفاهم.قتلى وجرحىإلى ذلك، قتل تسعة أشخاص بينهم جنديان وستة من عناصر الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة، في هجمات متفرقة شمال بغداد.وذكر ضابط شرطة برتبة مقدم ان «ستة من عناصر الصحوة قتلوا في هجوم مسلح نفذه مجهولون يرتدون زي قوات الشرطة»، مضيفا أن «الهجوم وقع في قرية عبدالحميد شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد»، مؤكدا أن الهجوم أدى كذلك الى مقتل قائد صحوة القرية مهدي السعيدي وابنه.وفي تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قال عقيد شرطة: «قتل جنديان وأصيب ستة بجروح في هجوم مسلح استهدف سيارة أجرة كانت تقلهم على طريق رئيسي شمال تكريت». وفي الموصل، مركز محافظة نينوى، أفاد نقيب في الشرطة بأن «مسلحين مجهولين اغتالوا مختار منطقة الرشيدية، شمال الموصل».وتأتي تلك الهجمات غداة مقتل 25 شخصا، وإصابة أكثر من 70 في سلسلة هجمات استهدفت مساء أمس الأول مناطق متفرقة في بغداد.