5 قواعد ذهبية لتحمّل مسؤولية خياراتنا!

نشر في 26-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-05-2014 | 00:01
الإنسان هو نتاج مجموعة خيارات وظروف. لا أحد يستطيع التحكم في الظروف، لكن يتحمّل كل فرد مسؤولية خياراته. ما من خيارات جيدة وأخرى سيئة في الحياة. بل ثمة خيارات نتخذها وأخرى نندم عليها.
الخيار الذي نتخذه لا يحدّنا أو يحبسنا. بل يعني القيام بخيار معين واستكشاف ما يبدو لنا فكرة صائبة. لكن يمكن أن تبرز خيارات أخرى نتيجةً لذلك، ولدينا كامل الحرية لتبنيها أو رفضها. يجب أن نفهم في البداية ألا وجود لخيار سيئ ولا شيء حتمياً. نحن نتخذ القرارات لأنها تلبي حاجة محددة استناداً إلى معارفنا في لحظة معينة. تستطيع الحرية الحقيقية تغيير خياراتنا من دون أي ندم أو انغلاق على الذات.

الخيار جزء من النضج

يجب أن نتمتع بخبرة معينة كي ندرك أن الخيارات التي نقوم بها سيكون لها تأثير حاسم على المستقبل. هذه المسألة تعني الأشخاص الجديين الذين يتخذون قرارات قد تترافق مع عواقب هائلة. ينطبق الأمر نفسه على الحياة المهنية (تغيير العمل) والعاطفية (انفصال، إنجاب الأطفال)، ويكون الوضع في هذه الحالة حساساً أكثر من العادة.

غالباً ما تصبح سعادتنا شائكة وكثيراً ما نسمع بعض الأشخاص الأكبر سناً وهم يعبّرون عن ندم معين في ما يخص مسيرتهم المهنية، نظراً إلى خيبات الأمل التي واجهوها. يجب أن نسعى إلى تجنب الندم على خيارات ماضية، لا سيما إذا كانت تتعلق بمسائل بسيطة مثل اختيار طبق اليوم أو لون الملابس!

صعوبة القيام بالخيار الصحيح

أحياناً يبدو أن القيام بخيار صحيح يحصل عن طريق الصدفة. قد نتلقى تهنئة بعد أشهر أو سنوات على المسيرة التي قطعناها أو العكس صحيح. الأمر المؤكد أن السن  تؤدي دوراً حتمياً في هذا المجال. حين ننطلق في الحياة ونفتقر إلى خبرة، يبدو كل شيء ممكناً، ولا ينمّ الخيار الخاطئ عن غلطة فادحة نظراً إلى صعوبة توقع العواقب المحتملة.

من خلال تحليل كل ما حصل سابقاً، يسهل أن ندرك ضرورة اتخاذ قرار صحيح لتعزيز فرص النجاح. لا بد من تخصيص وقت لازم لتحليل الموضوع. أخيراً، قد نشعر في مرحلة معينة من الحياة بأننا لم نعد نملك الخيار بل صرنا مضطرين للتحرك بانتظار أن تتضح الرؤية. غالباً ما يولّد الخيار مشاعر نتمنى تجنبها:

قلق، اضطراب، تردد، تراجع (عدم اتخاذ أي قرار أمر مستحيل في هذه الحالة).

ضرورة توديع مرحلة معينة: يُعتبر قرار التبني إيجابياً، مثلاً، لكنه يعني، في الوقت نفسه، توديع الخصوبة الشخصية والأمل بالحمل، بينما يعني الانفصال عن الشريك توديع الثنائي الذي كوّنه الحبيبان...

يشعر الفرد بأنه مجبر على اتخاذ قرارات شخصية جداً من دون الخضوع للقوانين التي تعلّمها في مرحلة نموه أو من دون التأثر بتوجيهات المقربين منه.

تتعدد التحديات الصعبة: التفكير بالنقاط الإيجابية والسلبية، تصور جميع العواقب، التفكير بمعزل عن الآخرين مع التحرر من التقاليد العائلية. لاكتساب قناعة ذاتية، يكفي أن نعلم أن اتخاذ قرار معين غداة إدراك الواقع يسمح بالتوجه نحو خيار واضح يجعلنا نشعر بالتحسن.

قواعد لمساعدتنا

لا نتكلم هنا عن القرارات اليومية الصغيرة، لكن قد نصبح أحياناً أمام خيارات وقرارات مهمة. الخيارات المتعلقة بنكهات المنتجات مثلاً لن تغير حياتنا. لكنّ اتخاذ قرار ببدء استهلاك منتجات عضوية قد يحمل تغييراً مهماً.

يجب أن نفهم أننا لا نكفّ عن اتخاذ القرارات: منذ الصباح على الفطور (حبوب فطور أو سندويش)، مروراً بخيار الملابس ووسائل النقل والقرار بأخذ استراحة واختيار الطبيب الأنسب، وصولاً إلى قرارات حاسمة مثل الزواج والطلاق. قد نشعر بالسوء عند اضطرارنا إلى اتخاذ قرارات، لأن الحرية صعبة. من المريح أن ندع الآخرين يقررون عنا، أقله بشكل موقت، ما يشبه العودة إلى أيام الطفولة.

هل نحن مبرمجون كي نؤدي دور الحكم الحر؟

هذه النزعة لم تكن يوماً كاملة. خلال القرون الماضية، كنا نتكل على السلالة والطبقة الاجتماعية والديانة وحتى المهنة التي تنتقل من الأب إلى الإبن، وكان دور المرأة ينحصر، عموماً، ضمن العائلة وداخل منزل الأسرة.

اليوم، ما زال الوضع كذلك جزئياً، لكنّ وسائل التواصل الجديدة تطلعنا على أشخاص تمكنوا من تغيير حياتهم عبر خياراتهم وإرادتهم. نحن ندرك إمكاناتنا الكامنة وقدرتنا على التحرك والسفر، وبالتالي تغيير مصيرنا إذا أردنا ذلك. لكن سرعان ما يتجدد القلق لأننا مجبرون على اتخاذ قرارات.

الماضي لا يترك لنا مجالاً كبيراً للاختيار، لذا نشعر بالإحراج في الوقت الحاضر لأننا نضطر إلى اتخاذ أنواع القرارات كافة. تصبح المسؤولية الملقاة علينا كبيرة وتجعلنا مذنبين بنسبة معينة في حال مواجهة الفشل. يصر أطباء نفس الأطفال على أن {الضغوط} هي عامل ممتاز كي يجيد الطفل اتخاذ قراراته. يصعب، بل يستحيل، اتخاذ أي قرار نيابةً عن الطفل. لو تُرك الخيار له، كان ليصر على تناول الحلويات والبقاء في ملابس النوم وكان ليمضي حياته باللعب. لكنه يستطيع أن يتعلم اتخاذ قراراته بفضل إرادة الأهل الذين {يجبرون} الأولاد والمراهقين على استشكاف نشاطات جديدة.

مواضيع شائكة

هذا ما يفسر نجاح مهمّة المدربين والمستشارين وعلماء النفس في المجالات المختلفة. نحتاج إليهم بشكل متزايد لمساعدتنا على حل المواضيع الشائكة. نحن نخشى القيام بخيارات سيئة لدرجة أننا نلجأ إلى أشخاص غرباء لمساعدتنا على توضيح رؤيتنا. على مستوى الكفاءات، يقرر البعض، أحياناً، مغادرة مجتمع أو منصب معين بحثاً عن المسار الأفضل. لكن ماذا لو كان ذلك المسار يقضي بالحفاظ على المنصب الراهن بكل بساطة؟ حين يصبح هذا الخيار مستحيلاً، يكون الوضع شائكاً منذ البداية.

خيارات سيئة

يجب ألا ننخدع بالخيارات الجامحة. يخطئ من يظن أن كل شيء ممكن! المهم أن ندرك أنّ بعض قراراتنا ستؤثر على حياتنا، لذا من الأفضل أن نفكر وحدنا بتمعن بدل التسرع في قراراتنا أو تكليف شخص آخر باتخاذ القرار عنا. في المقابل، لسنا مضطرين لاتخاذ القرارات عن الجميع، وهذا ما يحصل في بعض العائلات حيث يضطر الأب أو الأم إلى تحمّل جميع المسؤوليات.

أخيراً، يجب أن نتذكر أن الحياة تحمل الكثير من التقلبات وأن كل خيار، حتى لو بدا سيئاً، يساهم في تقدّمنا. لا تنسوا أننا نتعلم دوماً من أخطائنا... وبالتالي من خياراتنا!

back to top