لبنان لتوسيع مشاورات الرئاسة وتفعيل دور جنبلاط
سليمان: تعطيل النِّصاب غير قانوني... والرئيس سيكون «صناعة لبنانية»
من المتوقع أن تكون الأيام القليلة المقبلة مرشحة لتوسيع رقعة المشاورات الداخلية في كل الاتجاهات، وخاصة بشأن الاستحقاق الرئاسي. وقالت مصادر مطلعة إن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط سيكون أساسياً لجهة توسيع الاتصالات بحثاً عن أفكار وآفاق جديدة لإخراج المأزق الرئاسي من المراوحة والتعطيل، خصوصا أن ثمة من يتوقع تفعيلاً لدور جنبلاط في السعي إلى فتح ثغرة توافقية في ظل الاتصال الذي تلقاه من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والذي كان من شأنه أن أضاء على دور جنبلاط في هذا المعترك.في السياق، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان «أننا أمام استحقاق رئاسي، ويجب تجنّب الفراغ، وأي رئيس منتظر سيكون صناعة لبنانية»، مشيراً إلى أن «بعض الدول تساعد بإقامة الاستحقاق في وقته، لكن تعطيل النِّصاب أمر غير قانوني».
واعتبر سليمان، في كلمة أمام أعضاء السلك الدبلوماسي الذي زاره في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، أن «الخلاصات الدولية هدفها الاستقرار السياسي وتطبيق القرار 1701 وتحييد لبنان بما ينص عليه إعلان بعبدا»، مشدداً على وجوب «متابعة الحوار وتنفيذ مقرراته التي تشمل نزع السلاح الفلسطيني والالتزام بالمحكمة الدولية وغيرها».أما بشأن السلاح، فأكد سليمان أن «هناك قراراً دولياً بنزع السلاح من المجموعات المسلّحة واستعماله بإدارة الدولة». وأضاف: «بالتعاون مع المجتمع الدولي يُمكننا حصر السلاح بيد الجيش وإقرار الاستراتيجية الدفاعية التي تنظم استعمال المقاومة للسلاح»، لافتاً إلى أن «الاستراتيجية الدفاعية تحسّن ظروف مكافحة التجسس والإرهاب وجرائم تبييض الأموال وتحصّن المقاومة». واعتبر سليمان أن «تسليح الجيش يعزز قوّته، خاصة بعد تلقيه هبة سعودية»، مؤكداً أنه اتفق مع وزير الخارجية جبران باسيل على «تنظيم مجموعة ضغط على البنك الدولي لمساعدة لبنان».كما استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في مكتبه في السراي أمس، السفراء اللبنانيين المشاركين في مؤتمر الدبلوماسية الاغترابية، معتبراً أن «أمامنا مرحلة ليست سهلة وتحدياً كبيراً يتمثل في الاستحقاق الدستوري الكبير، أي انتخاب رئيس جديد للجمهورية».وقال سلام: «حتى هذه اللحظة لم يظهر شيء يعطي إشارة إلى أن هذا الاستحقاق سينجز بشكل مريح، وكلنا أمل أنه بناء على المناخ الذي أنتجه توافق القوى السياسية على تشكيل الحكومة من دون أي تدخل خارجي، أن يجرى انتخاب رئيس للجمهورية في مناخ مماثل. أعتقد أن للقوى السياسية اللبنانية بمختلف أطيافها مصلحة كبيرة وملحة في أن يتم التوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية».إلى ذلك، شدّد سفير الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل، بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، على أنّ «الانتخابات الرئاسية والنيابية في لبنان عملية داخلية لبنانية، وعلى اللبنانيين أن يختاروا قياداتهم الذين أمامهم بعمل جدي». وتابع: «ليس لدينا دور ولا لأي قوة خارجية في اختيار المرشح (للرئاسة)، وهذا الأمر هو من حق اللبنانيّين وحدهم».في سياق منفصل، عاد سفير المملكة العربية السعودية علي عسيري أمس إلى بيروت مع عائلته لاستئناف مهامه الدبلوماسية. وكان عسيري غادر بيروت منذ أشهر بعد تلقيه تهديدات أمنية.