اعتبر د. عبدالله الحيدري أن ضعف الميزانية من أبرز العقبات التي تعانيها الأندية الثقافية في السعودية، مشدداً على ضرورة مساهمة القطاع الخاص في تفعيل المشهد الأدبي.

Ad

استضافت رابطة الأدباء الكويتيين رئيس نادي الرياض الأدبي د.عبدالله الحيدري في لقاء أدبي بعنوان "المؤسسات الثقافية السعودية: الأندية الأدبية نموذجاً"، وأدار الجلسة الشاعر خلف الخطيمي.

في البداية، حدد الحيدري في ورقته البحثية نشأة هذه التجمعات الثقافية في عام 1975، مبيناً توالي إنشاء النوادي الأدبية وعددها 16 ناديا أدبيا، ففي عام 1980 أنشئ ناديان أدبيان هما نادي القصيم، ونادي أبها، ثم أنشئ ناد في المنطقة الشرقية في الدمام عام 1990، وبعدئذ افتتح نادي الجوخ الأدبي في الشمال في عام 2001، وقبل ذلك أنشئت أندية أدبية في الباحة وتبوك وفي حائل في سنة 1995، وآخر الأندية الأدبية هو في نجران في أقصى الجنوب على الحدود اليمينة في عام 2007، ونادي الإحساء 2007، ونادي الحدود الشمالية في عام 2007.

 ولفت الحيدري إلى أن النوادي الأدبية كانت تتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مدة 28 سنة، مع أن اهتمام الرئاسة الأساسي هو كرة القدم وما يتبعها من جوانب ريادية.

وتابع الحيدري: "بدأ التخطيط لمرحلة الانتخابات، ووزارة الثقافة والاعلام بدأت تشكل لجانا وراجعت اللائحة القديمة التي صدرت في عام 1975 لتضع لائحة جديدة أخذت وقتا طويلا للتنقيح والمتابعة إلى أن صدرت في عام 2010، حيث صدرت بشكل جزئي، فصدرت اللائحة المالية والإدارية ولم تصدر لائحة الانتخابات. ودار جدل كبير في الصحافة والإعلام وعند الادباء الذين وصفوها بأنها لائحة مبتورة، لأن الادباء والمثقفين كانوا يتطلعون إلى أن تدار الاندية الأدبية من خلال جمعيات عمومية وانتخابات، وبدورها استجابت وزارة الثقافة والإعلام".

وأضاف: "في عام 2011  نظمت الأندية الأدبية الـ16 على شكل مراحل، حتى اكتملت الانتخابات خلال ستة أشهر. واللائحة التي نظمت الانتخابات التي بذلت فيها جهود كبيرة. ودخل شباب جدد ودخلت المرأة لأول مرة في تاريخ الأندية الأدبية في مجالس الإدارة غير أنها لم تصل إلى المناصب الإدارية".

وتحدث الحيدري عن مجالس الأندية الأدبية التي تتكون من عشرة أشخاص، أربعة يمثلون الهيئة الإدارية، وستة هم اعضاء مجلس الإدارة، وأوضح أن اجتماعات مجلس الادارة لا تزيد على اجتماعين في الشهر،  وأن من أبرز الملامح للائحة الجديدة التي لم تصدر ولكنها ربما تصدر بعد الحج أنها عالجت اهمية أن يكون أعضاء مجلس الادارة من الاسماء الممارسة للعمل الثقافي، كما أنه نصت على إلغاء منصب نائب الرئيس.

وعن العوائق التي تعترض الأندية الأدبية في السعودية، بين الحيدري أن "في مقدمتها الميزانية التي تعد العائق الأكبر وهي محدودة ولم تتغير، وطالب رؤساء الاندية الأدبية عدة مرات بزيادة الميزانية آخرها العام الماضي حيث طالبنا بزيادتها إلى ثلاثة ملايين ريال. المشكلة الثانية هي المقر، وكل ناد يشكو عدم وجود مقر، رغم أن بعضها بدأ يحل المشكلة مع البلديات ويأخذ أرضا ويبني. ولكن أندية كثيرة مازالت تعاني ومنها نادي الرياض الذي لايزال لا يملك المقر وهو ملك أمانة منطقة الرياض وليس ملكا للنادي، ولا نستطيع أن نرمم أو نتوسع. والاشكالية الثالثة عزوف الأدباء والمثقفين عن التفاعل مع برنامج الأندية الأدبية، فالحضور محدود مما يؤدى إلى إصابتهم بالاحباط".

وذكر الحيدري أن هناك "مجموعة من الأعمال حققنا فيها إنجازا أدبيا على مستوى المملكة، ومنها "ملتقى النقد الأدبي" الذي يعقد كل سنتين بانتظام منذ 2006 حتى اليوم. وأيضا هناك في النادي جائزة سنوية بعنوان "جائزة كتاب العام" بدأت منذ عام 2008، ودخلنا فيها بشراكة مع القطاع الخاص لأننا نعاني ضعفا في الميزانية. ومن التجارب الناجحة معرض الكتاب الخيري الذي ظهر أيضا في عام 2008، ويعتمد على مد الجسور بين النادي كمؤسسة ثقافية وبين الجهات الخيرية ونختار كل سنة جمعية خيرية".