دمشق أخفت «الكيماوي»... ومعركة «درعا - القنيطرة» تستعر

نشر في 27-04-2014 | 00:03
آخر تحديث 27-04-2014 | 00:03
No Image Caption
• 88 قتيلاً في يومين من المعارك في درعا
• سوسن الحداد تترشح لمنافسة الأسد
بعد خروج نحو 90% من مخزونات الكيماوي المعلن من سورية، بدأ الغرب يخرج عن صمته، كاشفاً عن معلومات استخباراتية تفيد بأن دمشق لم تفصح عن كل جوانب برنامجها من الأسلحة الكيماوية مع قدرتها على إنتاج هذا السلاح مجدداً، وهو ما يفسر اتهامات استخدام قواتها الغاز ضد المعارضين خلال الأيام القليلة الماضية.

كشف دبلوماسيون غربيون نقلاً عن معلومات من استخبارات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أن سورية تحتفظ بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية ما قد يعزز مزاعم بأن الجيش السوري استخدم غاز الكلور في الآونة الأخيرة.

وتعكس هذه التصريحات، التي أوردتها وكالة "رويترز" في وقت متأخر أمس الأول، قناعة متزايدة لدى العواصم الغربية بأن الرئيس بشار الأسد لم يكشف بالكامل عن برنامجه الكيماوي على الرغم من وعوده بإنهائه.

لكن في اعتراف ضمني بوجود نقص في الإعلان الأصلي قدمت سورية في وقت سابق من الشهر الجاري قائمة أكثر تحديداً بأسلحتها الكيماوية لبعثة نزع السلاح الدولية بعد أن أبلغ مفتشون عن وجود تناقضات على الأرض، وذلك حسبما ذكر مسؤولون.

ذريعة الأسد

ويقول الدبلوماسيون إن الحكومات الغربية تشك منذ فترة طويلة في أن سورية لم تفصح عن كل جوانب برنامجها الكيماوي. ولكن مبعوثين يقولون إنهم التزموا الصمت بشأن هذه المسألة لتفادي منح الأسد ذريعة لتقليص التعاون مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتأخير جدول زمني لشحن المواد السامة إلى خارج البلاد.

لكن بعد خروج 90 في المئة من الترسانة الكيماوية المعلنة خارج سورية، قال دبلوماسي غربي لـ"رويترز"، "إننا مقتنعون ولدينا بعض معلومات المخابرات التي تظهر أنهم لم يعلنوا كل شيء"، مضيفاً أن معلومات المخابرات تلك جاءت من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

رفض دمشق

ورفض بشار الجعفري سفير سورية لدى الأمم المتحدة الاتهام وقال لـ"رويترز": "هذه الدول غير موثوق فيها فعلاً وسياساتها تجاه تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لا تقوم على مبادئ، وإنما بالأحرى صبيانية".

وأوضح الجعفري أن هدف القوى الغربية الثلاثة هو تمديد مهمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة دون حاجة لذلك من خلال "مواصلة فتح الملف الكيماوي لأجل غير مسمى ومن ثم يمكنهم أن يواصلوا ممارسة الضغط على الحكومة السورية وابتزازها".

لكنّ مسؤولا غربيا آخر طلب عدم ذكر اسمه أكد أن كمية كبيرة من مادة أولية تستخدم في صنع "السارين" اختفت في سورية ومزاعم لم يتم التحقق منها أطلقتها دمشق عندما قالت إنها دمرت معظم مخزوناتها من غاز الخردل قبل وصول البعثة الأممية إلى غير ذلك من التناقضات بين تصريحات الجانبين.

اختفاء مواد

وفي مقابلات أُجريت خلال الشهرين الماضيين مع مسؤولين غربيين مطلعين على معلومات المخابرات بشأن سورية علمت "رويترز" أن المخاوف تشمل غاز الأعصاب الريسين وغاز الخردل ومواد أولية تستخدم في صنع السارين وغاز الكلور الذي ترددت أنباء في الآونة الأخيرة عن استخدامه في سورية.

وتعمقت الشكوك بشأن عدم اكتمال اعلان سورية عندما لم تبلغ منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بامتلاكها لغاز السارين الذي استخدم على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس أو كيفية توصيل ما يقدر بنحو 300 لتر من الغاز السام.

وقال الدبلوماسي الغربي الكبير إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة قدمت معلومات إلى المنظمة قبل شهور من بينها مواقع محددة للأسلحة الكيماوية لم تكشف عنها دمشق. وأضاف أن الدول الثلاث أمدت روسيا حليفة الأسد بهذه المعلومات "لكن لم يصدر عنها رد فعل".

رئاسة سورية

سياسياً، تتواصل استعدادات النظام للانتخابات الرئاسية، التي حدد لها يوم 3 يونيو المقبل موعداً لإجرائها، حيث تقدم مرشح ثالث إلى المنافسة على أعلى منصب في أول "استحقاق تعددي تشهده سورية"، حسبما تزعم السلطات الموالية للنظام.

وتقدمت أمس المهندسة سوسن حداد بأوراق ترشحها لانتخابات رئاسة الجمهورية السورية لتصبح ثالث المرشحين بعد ماهر حجار عضو مجلس الشعب السوري السابق (شيوعي) وحسان النوري النائب في المجلس والوزير السابق (من المعارضة المقبولة لدى النظام).

معركة ربط القنيطرة بدرعا

ميدانياً، أدت المعارك العنيفة منذ الخميس الماضي بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة حول تل استراتيجي في ريف درعا (جنوب)، إلى مقتل 88 عنصرا من الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وسيطر المقاتلون على تل الجابية الخميس، ويحاولون السيطرة على تل قريب منه لربط المناطق التي يسيطرون عليها بين محافظتي القنيطرة ودرعا الحدوديتين في جنوب البلاد. في المقابل، تشن القوات النظامية هجوماً معاكساً لاستعادة السيطرة على تل الجابية. وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة دارت أمس في محيط التل، مع محاولة القوات النظامية استعادة السيطرة عليه.

«براميل» حلب

في هذه الأثناء، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أمس مواصلة قوات النظام قصف احياء حلب بالبراميل المتفجرة.

وقالت الهيئة، في تقرير ميداني ان الطيران المروحي ألقى 10 براميل متفجرة على احياء الفردوس والحيدرية والشيخ نجار في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم "تطهير الرقة من عصابات البغدادي" في إشارة الى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

(دمشق، نيويورك - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)

back to top