«الفن العربي المعاصر» في جدة... تعقيدات الحياة في لوحة
تقدم غاليري {أيام} في جدة في السعودية المعرض المتنوع المشترك {الفن العربي المعاصر} ويضم نخبة من الفنانين العرب الناهضة والناشئة، ومن بينهم سامية الحلبي وتمام عزام وشاويش. يفتتح المعرض غداً ويستمر حتى 23 يوليو 2014.
في معرض {الفن العربي المعاصر} تقدم غاليري {أيام} في جدة أجيالاً متعددة من التشكيليين والمصورين في المنطقة، مسلطةً الضوء على الطرق اللامنتهية لهؤلاء الفنانين في مراحل استكشافهم تعقيدات الحياة المعاصرة من خلال مفاهيم متعددة، من بينها: تأثير العولمة، حضور الصراعات العسكرية، سلطة وسائل الإعلام وقدرتها على إعادة تعريف أفكارنا اليومية. وفي المقابل، يشمل المعرض طرحاً لانطلاقة كثير من الاستكشافات على الصعيد الفني، من حيث: الشكل، والاستخدامات التشكيلية اللونية، واستخدامات الفرشاة المتحررة، والتراكيب الآسرة. وهذا ما سيشكل لاحقاً مبادئ انطلاقة لتداعيات جمعية حسية.تستجلي سلسلة {حلم} للسوري صفوان داحول استكشاف الخبايا النفسية للعزلة في أوقات الأزمات مثل التعرض للاعتقال والحبس، أو مواجهة موت أحد الأحباء، أو فترات الاغتراب والقطيعة، أو حتى عند انبثاق أي صراع سياسي. وذلك من خلال ابتكار الفنان شخصيته النسائية المتكررة ذات العينين الفرعونيتين، بجسمها المخطوط الذي يمثل حالة الهشاشة التي غدت ظاهرة قادمة منذ زمن بعيد، وفي المقابل يركز من خلال شخصيته على هشاشة الرجل في خضم تقلبات الحقائق التجريبية.
الثقافة الاستهلاكية تستكشف السعودية هدى بيضون من خلال صورها المجهولية المتشكلة في الأماكن العامة والتفاعلات العشوائية الحاصلة بين المارة والتي تحدث بشكل يومي في شوارع أي مدينة. التقطت بيضون في رحلة لها إلى المغرب مشاهد كثيرة ابتكرت سلسلتها الدلالية والموثقة لاحقاً، وذلك من خلال التركيز على الفعل الروتيني للمناطق المدنية، في مقابل تأطير مجموعة من تفاصيل الضواحي المتنوعة، الذي من شأنه أن يحدد المنظومة الاجتماعية رغم ظاهريته المبتذلة. وبعد اكتمال هذه المنظومة لفكرتها تزخرف الفنانة عملها برأس الشخصية الكرتونية {ميكي ماوس} بهيئة ظلية ومطابقة، ما يضيف شعوراً استطرادياً بالتفكير في تناولنا للثقافة الاستهلاكية التي من الممكن أن تشكل شعائر دنيوية.يستخدم الفلسطيني أسامة دياب نهجاً مفاهيمياً في رسم لوحاته، وذلك من خلال الاستئثار بالعلامات والمواضيع الأشهر في حركات الفن الإبداعي وذلك للتأكيد على التعقيدات الناتجة من الصراع السياسي أو المنفى. يبتكر أعماله القماشية استناداً إلى الفكر التعبيري الحديث ويوظف الصور الرمزية المستمدة من الثقافة الشعبية ليوصل العمل إلى تكوين واقعي يترك أثراً لتلك الصور المرتبطة بالعنف الممنهج والذي حفظ تاريخياً ليمثل المواضيع المقدسة. ويوظف دياب تقاطعات الثقافة البصرية والسياسية ليؤكد على تحول الصورة إلى إحدى أقوى الأشكال التعبيرية في وسائل الإعلام.يتميز المعرض أيضاً بحضور كثير من فناني المنطقة المشهورين، مثل السوري مطيع مراد الذي يعمل على إعادة إحياء جمالية الفن الإسلامي، وتماسك تعاليمه الروحانية والرياضية وعلومه الطبيعية. وذلك من خلال رسوماته الحية وتراكيبه المتميزة بدقتها الهندسية، ويعبر مراد عن الشعور بفخامة العالم المحيط به بتأكيد منه على الحالة السامية.