الروايات هي: «مقهى سيليني» للمصرية أسماء الشيخ، «فندق بارون» للسوري عبدو خليل، «جارية» للكاتبة البحرينية منيرة سوار، «مداد الروح» للبحريني أيمن جعفر، «بردقانة» للفلسطيني إياد برغوثي، «الزيارة» للبحرينية العمصي و»التي تعد السلالم» للعمانية هدى محمد، واللافت غياب رواية الكويتية دلع المفتي مع أن  اسمها أعلن من ضمن الروايات التي تصدر عن المحترف. هذه الروايات تضاف إلى روايات سابقة صدرت عن الدورة الأولى للمحترف من بينها: «نابوليتانا» لهلال شومان، «صابون» لرشا الاطرش و»مرة» لنغم حيدر.

Ad

صناعة حضور

يتميز محترف الروائية نجوى بركات بأنه محاولة دؤوبة لصناعة حضور مجموعة من الروائيين الجدد، هو ليس جائزة بقدر ما هو مدرسة تقنية،  مع العلم أن معظم الذين ستصدر رواياتهم في محترف «كيف تكتب رواية»، في دورته الثانية، لديهم روايات سابقة مغمورة أو غير معروفة، وبعض أسمائهم نعرفها من خلال منشورات صحافية.

لم تضع نجوى بركات شروطاً في أن يكون المؤلف في كتابه الأول، وهذا الأمر سهّل نسبياً إيجاد عدد لا بأس به من المشتركين.  ولا شك في أن فكرة المحترف تبدو رائدة  في توجيه الكتّاب الجدد، وتحتاج الكثير من الدعم لتسيلط الضوء على مواهب عدة، خصوصاً أن الجامعات لا تولي أهمية لمثل هذه التعاليم. وكانت نجوى بركات تطمح لتعليم السيناريو لكن المشروع لم ينفذ، لغاية الآن، لأسباب مادية، ويفتقر الوسط الثقافي إلى أسماء بارزة لكتابة السيناريو الدرامي والسينمائي.

تنوع

تتنوع المواضيع في روايات محترف نجوى بركات، تكتب هدى محمد عن تاريخ عماني مهمل يتكشف عبر الرواية، وعن قصص مرّت من دون أن ينتبه أحد، وفي رواية «مداد الروح» لأيمن جعفر، يتقدم السرد بين مسارين متوازيين، مسار الحلم والتوق الذي يسطره المداد، ومسار العلاقات العائلية التي تخفي تعقيداتها في ثنايا بساطة ظاهرة.

أما أسماء الشيخ فتكتب عن مدينة الإسكندرية وناسها ومصائرها، ورقية التي تطارد مصير أشباح نجومها المفضلين في صالات سينما الأربعينيات، وعبدو خليل يدوّن جزءاً من ذاكرة مدينة حلب، اذ تقضي هيلين أشهراً في مكان يبدو لها خارجاً عن سياق التاريخ والأحداث، إلى أن تكتشف أن المدينة الهادئة يختبئ في جوفها بركان يوشك على الانفجار. فيما «جارية» بطلة رواية منيرة سوار تعيش بين قدر محكوم بصدفة الميلاد وقدر آخر تحاول تشكيله بإرادتها، تتعرى شخوص وتتجلى حقائق تجعلها وجهاً لوجه أمام قدر مغاير لم يكن يوماً في حسبانها.

وفي وراية «بردقانة» لإياد برغوثي، يقضي الكابتن غندور، مدرب فريق كرة القدم المحلي، أجمل أيام حياته بعدما عُيّن مدرباً للمنتخب العربي الفلسطيني الجديد، وهو على وشك الزواج من خطيبته، إلا  أن مطالبة إحدى الجرائد بمنع تعيينه ونشر صورة لوالده المقتول في خضم الثورة، وقد علقت على جثته لافتة مكتوب عليها «عميل»، سيقلبان حياته رأسا على عقب.

البحرينية رنوة العمصي ترصد في «الزيارة» فتاة في الثامنة من العمر تعيش وأسرتها الصغيرة حياة عادية في حي متوسط من أحياء القاهرة، عندما تهب بزيارة جدها الذي سمعت عنه ولم تشاهده قط. ترصد الطفلة آثار الزيارة التي ستظهر  في البيت والشارع، والجيران، وتروي استعدادات والديها وما يجهدان لاظهاره وإخفائه.

مدرسة مهمة

 والدورة الثانية من محترف الرواية كانت بالتعاون مع وزارة الثقافة البحرينية، ويقام المحترف هذه السنة بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون - «آفاق»، مؤسّسة غير حكومية انطلقت أعمالها عام 2007، بمبادرة من مثقفين عرب بغية تقديم منح لأفراد ومؤسّسات تعمل في مجال الأدب، والموسيقى والفنون البصرية.  

يفتح باب تقديم الطلبات للراغبين في المشاركة في هذه الدورة، بين الأول من فبراير إلى 30 مارس 2014، على أن تعلن أسماء الذين اختيروا في 18 أبريل 2014. إضافة إلى المتابعة التي سيحظى بها الكتاب الذين يتمّ اختيارهم خلال فترة الكتابة، ستسعى {مؤسسة آفاق} إلى نشر الروايات المنجزة، وإصدارها عن دور نشر عربية معروفة بانتشارها الواسع عربياً وعالمياً، وذلك في نهاية الدورة الأولى من البرنامج في مايو 2015.

أفضل ما يمكن أن يقال عن محترف {كيف تكتب رواية}، إنه مدرسة تخرج أسماء في الكتابة، خارج بلبلة الجوائز العربية وضجيجها وشبحها المادي الذي يظهر وهن الكتاب العرب والشعراء والروائيين، ذلك الوهن الذي تصنعه فكرة العوز والبحث عن ملاذ آمن.