يمضي قطار الانتخابات الرئاسية المصرية قدماً، مع إغلاق باب تصويت المصريين في الخارج غداً (الأحد)، وسط توقعات بوصول عدد المشاركين إلى رقم قياسي في تاريخ مشاركة مصريي الخارج في الاستحقاقات الرئاسية.

Ad

لليوم الثاني على التوالي، واصل المصريون في الخارج أمس التصويت في الانتخابات الرئاسية وسط إقبال كبير، منذ فتح باب التصويت أمس الأول، حيث تجاوز حاجز المشاركين في اليوم الأول الـ100 ألف ناخب، على أن تنتهي انتخابات الخارج، غداً الأحد، بينما تجرى انتخابات الداخل في يومي 26 و27 من الشهر الجاري، في انتخابات محصورة بين قائد الجيش السابق، عبدالفتاح السيسي، والقطب الناصري حمدين صباحي.

وقال عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، المستشار الدكتور، طارق شبل، لـ"الجريدة"، إن عدد من أدلوا بأصواتهم حتى عصر أمس، بلغ 107.698 آلاف ناخب، شاركوا بالاقتراع في 141 لجنة انتخابية، موزعة على 124 سفارة وقنصلية حول العالم.

بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة "الخارجية" المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، أن المؤشرات الأولية تشير إلى كثافة التصويت في انتخابات الخارج، قائلاً إن "غرفة عمليات وزارة الخارجية المعنية بمتابعة تصويت المصريين بالخارج، تواصل تلقي التقارير والمؤشرات الأولية من اللجان الانتخابية في دول العالم التي يجرى بها الاستحقاق الرئاسي".

وأضاف عبدالعاطي أن "عملية التصويت تتم في أجواء تتسم بالهدوء والنظام ويسودها جو من الاحتفالية بين المواطنين بمشاركة كثيفة، أخذاً في الاعتبار أن الجمعة عطلة رسمية في الدول العربية وبصفة خاصة دول الخليج العربي ذات الكتلة التصويتية الكبيرة".

من جهتها، زعمت حملة المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، تقدّم مرشحها في المملكة العربية السعودية، وذلك في بيان لها أمس مضيفة: "شهدت السعودية إقبالاً كبيراً، حيث وصلت أصوات الناخبين في نهاية اليوم الانتخابي إلى أعداد كبيرة، وتفيد المؤشرات الأولية، بتقدم مرشحنا"، وتضم السعودية أكبر تكتل تصويتي للمصريين في الخارج.

تعهدات

وفي الداخل، واصل المرشح الرئاسي، عبدالفتاح السيسي، حواراته عبر وسائل الإعلام المختلفة، وجدد في حوار مع صحيفتي "الأهرام و"الأخبار" المملوكتين للدولة نشر أمس عزمه محاربة الفقر في مصر حال نجاحه في الاستحقاق الرئاسي، مشدداً على ضرورة "العمل على خروج مصر من فقرها"، من أجل استعادة الدولة الحديثة، لأنه أكبر تحد يواجه الوطن، على حد قوله.

وقال السيسي خلال المقابلة التي ينشر الجزء الثاني منها اليوم، إن همه الأول هو "القضاء على الجهل والفقر من أجل استعادة الدولة الحديثة"، لأن الفقر "هو المعول الذي هدم مؤسسات الدولة"، وأنه وضع مخططاً لإعادة تأهيل البنية الأساسية في المحافظات المصرية خلال أربع سنوات، من أجل ضمان جذب استثمارات للصناعات المصرية، كاشفاً عن نيته ترشيد الإنفاق الحكومي.

وغازل وزير الدفاع السابق الشباب المصريين قائلاً: "إن الشباب لهم دور بارز في الاضطلاع بخطة التنمية"، وان الشباب -في حال نجاحه- في مختلف المواقع والوزارات سيتلقون التدريب والتأهيل اللازمين، تمهيداً لتولي المسؤولية في قيادة الدولة في الفترة المقبلة، كاشفاً عن نيته إنجاز مشروع ممر التنمية في 18 شهراً بدلاً من عشرة أعوام، لإنشاء تجمعات عمرانية جديدة في الصحراء الغربية بالتوازي مع وادي النيل.

في المقابل، قال المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، إنه قرر خوض الانتخابات لتحقيق أهداف ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو"، وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية، مؤكداً -في حوار خاص لقناة "فرانس 24"- أنه سينهي فكرة أن تخضع مصر لنفوذ الولايات المتحدة الأميركية، وأنه لن يقبل بأية تبعية لأي قوى أجنبية لا الولايات المتحدة ولا غيرها.

وعبر مؤسس "التيار الشعبي"، الذي قام بجولة دعائية في محافظة الإسكندرية أمس (الجمعة)، عن اعتقاده أن الاتفاقات المصرية- الإسرائيلية ينبغي تعديلها، بما يسمح بتحريك القوات المصرية في سيناء لضمان سيادة تامة، كاشفاً عن اعتزامه إقامة علاقات مع كل من روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا ودول أميركا اللاتينية، معتبراً أن حظوظه في الانتخابات ترتبط بمن يمثلهم، وهم القوى التي تمثل التيار الرئيسي والتي قادت ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو".

استعدادات أمنية

في الأثناء، تتواصل تجهيزات الحكومة المصرية لتأمين عملية التصويت أواخر الشهر الجاري، حيث أكد الناطق باسم وزارة الداخلية المصرية، اللواء هاني عبداللطيف، جاهزية قوات الشرطة فنياً وبدنياً، لتنفيذ المهام المكلفة بها أثناء تأمين الانتخابات الرئاسية، كاشفاً أن الخطة الأمنية تم الانتهاء منها بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة لتأمين جميع اللجان والمقار الانتخابية.

وأضاف عبداللطيف أن الإجراءات الأمنية لا تقتصر على المقار الانتخابية، بل تمتد على جميع الطرق والمحاور المؤدية إليها، من خلال دوريات أمنية مسلحة ومجهزة للتعامل السريع، مع كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام أو إفساد العملية الانتخابية، مشدداً على أن دور الأجهزة الأمنية يقتصر على توفير الأجواء الآمنة لخوض الاستحقاق الرئاسي دون التدخل في مجريات العملية الانتخابية، خصوصاً أن أفراد الشرطة يقفون على مسافة واحدة من كلا المرشحين، بزعمه.

ميدانياً، وقعت أمس اشتباكات محدودة بين قوات الأمن المصرية وأنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، المصنفة إرهابية من قبل القاهرة، في عدة أحياء بالعاصمة المصرية ومدن متفرقة، حيث ألقى أنصار الجماعة الحجارة والألعاب النارية على قوات الأمن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وكان "تحالف دعم الشرعية" -الموالي للجماعة- دعا إلى تظاهرات الأمس تدشيناً لأسبوع "قاطع رئاسة الدم"، عبر التصعيد الميداني في الداخل، ومقاطعة الانتخابات في الخارج، من خلال فعاليات: تتضمن "تصعيدا مهيبا"، إلا أن الاستعدادات الأمنية منذ صباح أمس أحبطت مخططات الإخوان، حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة في الميادين الرئيسية بالقاهرة وعدة محافظات.

وفرقت قوات الأمن بالإسكندرية تظاهرات "الإخوان"، بعد محاولتهم إثارة الشغب، وألقت الشرطة القبض على 9 من مثيري الشغب، لحيازتهم أسلحة بيضاء ومنشورات، بالإضافة إلى ترديدهم هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة وتحريضية ضد مؤسسات الدولة.