اتركوها لهم
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ولم يكن أمامه، وربما هو السبيل الوحيد أمام الأديب العربي، إلا أن يرضى بفتات السلطة وما تبقى من موائد زعماء تلك المرحلة. لم يتغير الحال كثيرا. فقلة أولئك الذين يستطيعون بلع لعابهم السائل، أما الحظوة التي ينالونها باقترابهم من السلطة والاستعداد التام للتلون معها كيفما تتلون. فذهب السلطة أكثر بريقا من قدرة مقاومة الأعين، والسباق محموم لمن ستكون له الصفة المتنازع عليها في لقب الأكثر قربا من السلطة. في الكويت هذه الصورة ملتبسة وغير واضحة، فالمجتمع وبنسب كبيرة يعمل في القطاع العام، ومن لا يعمل مباشرة في القطاع العام يحتاج الى الدولة كمصدر مهم للقطاع الخاص. ذلك يجعل الارتباط بالمؤسسة ضمن السياق الاجتماعي العام ولا غضاضة في ارتباط الأديب كموظف لدى المؤسسة، وهي المصدر الوحيد الممكن. ولكن هذا الارتباط لا يعني أن يستغل الأديب مكانته لفرض أجندته الخاصة في محاولة لتغييب زملائه الكتاب عن مؤتمر تقيمه المؤسسة لهم ويهتم بشؤونهم الإبداعية.لا أنكر أنني فرحت بوجود أسماء جميلة في مؤتمر السرد الذي أقامته المؤسسة الثقافية في الخليج، والذي منح الفرصة لأسماء خليجية نقدية تستحق المتابعة، ولكن.لم أجد مبررا لاستبعاد سعود السنعوسي وباسمة العنزي وفوزية الشويش وغيرهم عن مؤتمر السرد الخليجي، ولهم أعمال مهمة وأحدثت فارقا في السرد موضوعا وتقنية. وربما انسحاب إسماعيل فهد إسماعيل كان خطوة مهمة لهذا الرجل ألا ينهي حياته تحت وطأة المؤسسة التي هو في غنى تام عنها مقارنة بسواه. ولأنني لا أعلم حقيقة من هو وراء استبعاد الزملاء لا أستطيع الا أن أقول له هنيئا لك المؤسسة واقول للزملاء اتركوها لهم. اتركوها لهم، أنتم بدونها أجمل، ولن تكونوا أفضل بالارتباط بها، لن يسعدكم هذا الارتباط بالقيد وإن كان قيدا ناعما لا تشعرون بخطورته إلا حين تكتبون.