شنّ مقاتلو المعارضة السورية أمس الأول عملية نوعية في إدلب، حيث تمكنوا من تفجير حاجز كبير للقوات الموالية للنظام، ما أسفر عن مقتل 40 عنصراً بينهم ضابطان.

Ad

قتل 40 عنصراً على الأقل من القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بينهم ضابطان، في تفجير ضخم استهدف حاجزاً لها في شمال غرب البلاد، عبر تفخيخ نفق بأطنان من المتفجرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني ليل الاثنين- الثلاثاء «قتل نحو 30 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابطان على الأقل من جراء تفجير مقاتلي الجبهة الإسلامية (أبرز تشكيلات المعارضة المسلحة) وهيئة دروع الثورة أطنانا عدة من المفتجرات بنفق أسفل تجمع حاجز الصحابة على الأطراف الشرقية الشمالية لمدينة معرة النعمان»، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف ادلب (شمال غرب). وأوضح المرصد أن النفق «امتد مسافة تصل إلى أكثر من 200 متر».

وبث ناشطون معارضون أشرطة مصورة على موقع «يوتيوب»، قالوا انها لتفجير النفق واستهداف الحاجز. وتظهر الأشرطة من بعيد تفجيراً هائلاً أدى إلى قذف كتل هائلة من الأتربة عشرات الأمتار في الهواء.

وأفادت التقارير بأن حصيلة القتلى ارتفعت أمس لتصبح 40 قتيلاً. ولجأ مقاتلو المعارضة مراراً خلال النزاع المستمر منذ ثلاثة اعوام، الى تكتيك الإنفاق في المعارك ضد القوات النظامية، لاسيما في ريف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال). ويقوم المقاتلون بحفر انفاق بدءاً من مناطق يسيطرون عليها، وصولاً إلى مواقع تابعة للنظام، ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها، أو يتسللون منها لشن هجمات.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إلى أن الحاجز يعد «أحد خطوط الدفاع عن معسكر وادي الضيف»، الواقع إلى الشرق من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في اكتوبر 2012. ويعد المعسكر أكبر تجمع عسكري في المنطقة ويحتوي على معدات وذخيرة. ويعتبر مع معسكر الحامدية الواقع جنوب المدينة من آخر المعاقل المتبقية للقوات النظامية في ريف إدلب. ويحاول مقاتلو المعارضة منذ أكثر من سنة اقتحام المعسكرين والسيطرة عليهما. وتستخدم القوات النظامية الطيران لإلقاء المؤن والذخيرة للمعسكرين، نتيجة قطع مقاتلي المعارضة طرق الإمداد المؤدية إليهما، لاسيما من محافظة حماة (وسط).

اتفاق حمص

إلى ذلك، قال محافظ حمص أمس الثلاثاء إن موعد خروج مقاتلي المعارضة من مدينة حمص في وسط سورية بموجب الاتفاق مع القوات الحكومية لم يتحدد، وقد يستغرق ترتيب ذلك أياما. ومن شأن انسحاب قوات المعارضة من مدينة حمص، التي كانت تدعى في السابق «عاصمة الثورة» أن يشكل انتصاراً رمزياً كبيراً للرئيس بشار الأسد، لكنه تأجل منذ الاتفاق على وقف لإطلاق النار يوم الجمعة. وصمد المعارضون في الحي القديم بالمدينة وعدة مناطق أخرى في حمص، رغم نقص الإمدادات والسلاح وخضوعهم لحصار تفرضه عليهم قوات الأسد منذ أكثر من عام.

وقال طلال البرازي محافظ حمص لتلفزيون «المنار» التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الأسد «نقول إن الظروف مساعدة. الأجواء مهيأة لتحقيق خطوات إيجابية باتجاه تسوية ومصالحة وخروج المسلحين، ولكن لم نحدد الموعد بعد». وأضاف «نحن نقول إن الأيام القليلة القادمة ستشهد مثل هذه الخطوة، وأنا أتمنى أن يكون (هناك) موعد قريب جداً».

ولم تتضح على الفور أسباب التأجيل، لكن الانسحاب جزء من ترتيب متعدد الأوجه يشمل أيضاً السماح بدخول مساعدات غذائية وطبية إلى بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب بشمال البلاد اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام. وكانت قناة «بي بي سي» العربية نقلت عن عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة حمص نواف الملحم أن البدء بتنفيذ اتفاق حمص لن يتم الثلاثاء، نافياً أن يؤثر ذلك في مجمله.

«الكيماوي»

وقبل وصول رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إلى واشنطن بعد رفع تمثيل الائتلاف إلى درجة بعثة أجنبية، أعلن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى أمس، أن «السلاح الكيماوي استخدم في أكثر من 60 موقعاً في سورية».

وأبدى مصطفى في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول استغرابه من «الصمت الدولي على جرائم الحكومة السورية»، طالبا من المجتمع الدولي «دعم المعارضة بالأسلحة التي تمكنها من التصدي لهجمات القوات الحكومية». ولفت إلى أن «النظام يخطط لاغتيال شخصيات ثورية بارزة، ويتهم الجيش الحر بتنفيذ ذلك لافتعال فتنة بين صفوف المعارضة».

«الرئاسية»

في سياق آخر، قال وزير الإعلام السوري عُمران الزعبي في تصريحات للصحافيين في دمشق أمس، إن الانتخابات الرئاسية القادمة «شأن وطني داخلي بحت». وأضاف الزعبي: «هذا الاستحقاق داخلي وطني لا صلة لأحد خارج حدود الدولة السورية به، لا من قريب ولا من بعيد، لا عربي ولا إقليمي ولا أجنبي، لا مُعاد ولا صديق». وتابع «المقاطعة ومجانبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية من أي جهة كانت هي ليست ممارسة سياسية، هي انقطاع عن الممارسة السياسية هي عزلة سياسية».

(دمشق، بيروت ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)