استنفار كردي لمواجهة حاسمة مع «داعش» جنوب غربي أربيل

نشر في 07-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-08-2014 | 00:01
No Image Caption
• 50 ألف أيزيدي يواجهون الموت جوعاً في جبل سنجار
• مقتل 43 واعتقال 11 في بعقوبة

غداة تهديده الصريح باقتحام مدن كردستان العراق، هاجم تنظيم الدولة الإسلامية بلدة مخمور القريبة من مدينة أربيل عاصمة الإقليم، في وقت بدأت قوات البيشمركة التنسيق مع أكراد سورية وتركيا من أجل مواجهة حاسمة.
اشتبكت قوات البيشمركة الكردية مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة مخمور التي تبعد 40 كيلومتراً من جنوب غرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد هجوم العناصر الإرهابية للبلدة.

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة (القوات الكردية) جبار ياور، أمس، إن البيشمركة غيّروا خططهم من الدفاع إلى الهجوم، وإنهم اشتبكوا مع الدولة الإسلامية في مخمور، مضيفا أن التعاون العسكري مع بغداد استؤنف في محاولة لمواجهة المسلحين الذين حققوا تقدما سريعا في الشمال في مطلع الأسبوع الجاري.

وكانت العلاقات توترت بين القيادة الكردية وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب النفط والميزانية والسيطرة على بعض المناطق.

لكن الهجوم الخاطف الذي شنه المسلحون على قضاء سنجار دفع الأكراد إلى تجاوز الخلافات والتعاون مع الحكومة المركزية في مواجهة أكبر تهديد لأمن العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003.

وأكد ياور أن 50 ألفا من أقلية الأيزيدية العراقية الذين فروا من الهجوم يختبئون في جبل سنجار، ويتعرضون لخطر الموت جوعا إذا لم يتم إنقاذهم بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن كثيرين منهم لاقوا حتفهم بالفعل. دون أن يخوض في التفاصيل.

تعاون إقليمي

في السياق، قال رئيس تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى هلو بنجوني، أمس، إن قوات البيشمركة الكردية تنسق مع مقاتلي الأكراد السوريين والأتراك من أجل مواجهة الجهاديين الذين سيطروا على مناطق سنجار وزمار التي تقطنها الأقلية الأيزيدية، مضيفا أن "مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي وصلوا الى جبال سنجار ويدافعون عن السنجاريين من هجمات الدولة الإسلامية".

وأشار بنجوني الى أن مقاتلي هذا الحزب وغرب كردستان (بيدا) في سورية "لديهم منطقة لمواجهة التنظيم هي ربيعة ومنطقة سنجار"، موضحا: "ونحن لدينا، محور زمار وبقية المناطق الأخرى شرق وشمال الموصل".

في غضون ذلك، قال مسؤول في حزب العمال الكردستاني، أمس، إن "مقاتلينا تحركوا من مقرهم في جبال قنديل، وعبروا من خلال محافظة دهوك الى سورية"، مضيفا أن المقاتلين وصلوا الى سنجار، بعد أن قام عناصر وحدات حماية الشعب (بيدا) بتأمين الطريق لهم.

وأشار الى أن "هذه القوة تسلمت السيطرة على بعض المراكز والمواقع العسكرية التي كان عناصر داعش يشغلوها".

من جانبه، أعلن التنظيم الكردي السوري في بيان "قتل عشرة من عناصر الدولة الإسلامية في عمليتين داخل سنجار وأسر ثلاثة آخرين"، مضيفا أن "عشرات من الشباب الأيزيديين بدأوا الانضمام لنا، وتشكيل مجموعات لمحاربة داعش".

قتلى وجرحى

وأفادت مصادر أمنية عراقية، أمس، بأن 43 شخصا قتلوا بينهم أعضاء في الدولة الإسلامية وأصيب ستة آخرون وتم اعتقال 11 مطلوبا في حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق عدة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.

وقالت المصادر إن "قوة أمنية تابعة لعمليات دجلة قتلت ستة مسلحين من النقشبندية وكتائب ثار الشهداء، بينهم المسؤول العسكري أحمد حسن الكروي، الذي عمل ضابطا برتبة عقيد ركن في الجيش السابق، وسبق أن اعتقل من قبل القوات الأميركية في سجن بوكا في اشتباكات في أطراف السعدية شمال شرقي بعقوبة"، مضيفة أن "عبوة ناسفة وضعت في الطريق لقضاء الخالص انفجرت أثناء مرور المسؤول في تيار الإصلاح الذي يتزعمه إبراهيم الجعفري، القيادي عبدالرزاق أحمد العبيدي، أسفر عن إصابته بجروح بليغة واستشهاد نجله لؤي الذي كان برفقته".

وأشارت إلى أن "قوة أمنية تابعة للجيش العراقي وبمساندة أبناء العشائر تمكنت من قتل سبعة من مسلحي تنظيم داعش، بعد محاولتهم الهجوم على مركز عسكري للجيش العراقي في قضاء المقدادية، كما تمكنت القوات من اعتقال ستة آخرين من المسلحين".

مجلس الأمن

إلى ذلك، دان مجلس الأمن بشدة الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم ما يعرف باسم الدولة الإسلامية على قضاءي سنجار وتلعفر في محافظة نينوى في العراق.

وأعرب رئيس المجلس مارك ليال غرانت، في بيان أمس، عن قلقه العميق إزاء وجود مئات الآلاف من العراقيين المهجرين والعديد من منهم من الأقليات الضعيفة الذين هم بحاجة ماسة الى المساعدات الإنسانية.

ودان غرانت، بأشد العبارات، الاضطهاد المنهجي لهذه الأقليات، ومنها المسيحيون الذين يرفضون الفكر المتطرف، داعيا جميع الطوائف العراقية لتوحيد موقفها بدعم من المجتمع الدولي والتصدي لهذا التهديد العنيف الذي يشكله التنظيم.

وأوضح أن الهجمات المنهجية الموجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين بسبب انتمائهم العرقي أو الدين أو المعتقدات يعد جريمة ضد الإنسانية، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات وتقديمهم للعدالة.

ورحب بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية بالتعاون مع السلطات المحلية والاقليمية والأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للنازحين بسبب النزاع الحالي والتصدي للتهديد الإرهابي الذي يواجه جميع العراقيين، داعيا جميع الكيانات السياسية إلى توحيد موقفها والعمل معا في عملية سياسية شاملة وعاجلة لتعزيز الوحدة الوطنية وسيادة العراق واستقلاله.

(بغداد ــــــــ أ ف ب، رويترز، كونا)

back to top